القوميّون العروبيّون يزعمون بأنّ " بني صهيون " يتواجدون في كوردستان !

أحمد رجب

 

منذ سقوط نظام صدام حسين الدكتاتوري المنهار لم تتوقف فلوله وأتباعه وعناصر من جيشه المهزوم وبمساعدة من القومويين العروبيين والملثمين والقوى الظلامية المتخلفة من قتل العراقيين الأبرياء بعبوة ناسفة أو بسيارات وعربات مفخخة أو بالطرق الأخرى، ويبدو أنّ هؤلاء المجرمين يعملون على إكمال مشروع القتل الجماعي الذي بدأه سيدهم المنهار.

وفي هذه الأيام ينشط الخائبون من القوميين العروبيين والبعثيين، ويكثرون من الأحاديث على شاشات الفضائيات العربية الخاصة بهم وفي الصحف الأجيرة ويزعمون بأنّ الموساد الاسرائيلي يتواجد على أرض كوردستان " شمال العراق " كما يحلو لهم !، كما يجري الحديث عن الاحتلال و " المقاومة " والاستقلال والثوابت الوطنية والديموقراطية وغيرها..

لا يفهم المرء شيئاً من هذيان هؤلاء العروبيين وحثالات العهد المباد، كما لا يدري عن أية ثوابت وطنية، وأية مقاومة يتحدثون !، وانهم يزعمون ليل نهار بالوقوف ضد الاحتلال الأمريكي.

لقد نسى القوميون العروبيون بأنّهم قد صرحوا في الماضي عدة مرات بأنّ القطار الأمريكي " المحتل " للعراق حالياً حسب نفاقهم، هو الذي حملهم مع الرجعية إلى السلطة في المؤامرة القذرة في 8 شباط الأسود.

إنّ العروبيين المتخاذلين نسوا بأنّ " عز الأمة العربية وفخر مجدها " صدام حسين قد تحالف مع الرجعية العربية وأصبح عبداً للإمبريالية في الوقت الذي دخل حلبة المزايدة على الثوريين والوطنيين العراقيين والعرب، ولا سيّما بشأن القضية الفلسطينية.

لقد نسى العروبيون بأنّ نظام الدكتاتور صدام حسين وبإشعاله الحرب المدمرة ضد إيران أراد أن يمحو من الذاكرة التأثير الوبيل للحرب التي أدت إلى صب وتدمير طاقات الشعب العراقي بعيداً عن ساحة الكفاح ضد الصهيونية وحليفتها الإستراتيجية أمريكا.

لقد نسى القوميون العروبيون بأن " القائد الضرورة " قد دفع بقضية فلسطين إلى الوراء بتحالفه المبكر مع النظام المصري ( نظام كامب ديفيد )، ومع النظام الأردني الذي لم يكف يوماً عن المساعي لضرب الحركة الوطنية الفلسطينية.

لقد نسى العروبيون فضائح الإتصالات بين ممثلي النظام الدكتاتوري وحكام اسرائيل بواسطة الأمريكان، وحتى بطريق مباشر.

إنّ القوميين العروبيين ومثلما كانوا في الماضي يحاولون بكذبهم ودجلهم تجميل وجه نظام صدام حسين المقبور، وهم يصرحون دون خجل بأنّ صدام لم يقتل أحداً وان المقابر الجماعية تهمة باطلة يريد البعض إلصاقها به، وهم يدعون بكل وقاحة أن ننسى التاريخ.

إنّنا كشعوب عراقية في الطيف العراقي من العرب والكورد والتركمان والكلدوآشوريين نؤكد بأنّ آراء القوميين العروبيين مرفوضة، وأن أبناء القوميات كافة يقولون إنّ علينا أن نعرف معرفة عميقة تاريخ وطننا.

لقد نسى القوميون العروبيون أنّ مؤامرتهم الدنيئة في 8 شباط الأسود عام 1963، والتي اطلقوا عليها " عروس الثورات " كان هدفها الأول شن حملة إرهاب وقمع وحشية، وهذا ما حدث فعلاً، ويتذكر العراقيون بأنّ الجرائم الوحشية التي إقترفتها الزمرة الحاقدة قد أثارت بين أوساط الرأي التقدمي العالمي والشعب العراقي موجة من السخط والاستياء، لأنّ هذه الزمرة أقدمت على إنتهاك حقوق الشعب ووجهت ضربة قوية إلى القوى الديموقراطية الوطنية الحقة في البلاد. ولكن رغم الجراح كان الشعب على ثقة راسخة بأنّ سياسة الإرهاب وإبادة أفضل أبناء الشعب التي نفذها البعثيون سيكون مصيرها الفشل، وسيجد الشعب العراقي التواق للديموقراطية والمحب للحرية في نفسه القوة لصد الرجعية المتكالبة بالعمل الموحّد والنشط.

لقد نسى العروبيون والبعثيون مجازر الأسلحة الكيمياوية الفتاكة والمحرمة دولياُ ضد الكورد في حلبجة وبادينان وشيخ وسان وسيوسينان وغيرها، ومجازر عمليات الأنفال السيئة الصيت وحرق القرى والقصبات الكوردية وتهجير الكورد من كركوك وخانقين ومندلي وجلولاء وأماكن أخرى، والمجازر ضد العرب بالسلاح الكيمياوي في الأهوار والقتل الجماعي في كل مناطق العراق.

لقد نسى العروبيون مجازر الإرهابي العتيد صدام، كما نسوا المقابر الجماعية التي تغطي أرض العراق طولاً وعرضاً، وهم لا يكتفون بعقم ذاكرتهم ونسيانهم فقط وإنّما يحاولون تبرئة صدام ويزعمون قائلين بأنه لم يقترف الجرائم.

يطرح العروبيون هذه الأيام مسائل عديدة كعقد مؤتمر يحضره العراقيون، وهم لا يخجلون، ففي الوقت الذي يؤيدون وبكل صلافة الملثمين الوافدين من خارج الحدود من القوى الظلامية والسلفية الوهابية من أصحاب " العقول " المتخلفة والمتحجرة، والقتلة المجرمين من بقايا نظام الساقط صدام حسين يطالبون حضور هؤلاء للمؤتمر الذي يدعون إلى عقده جنباً إلى جنب مع العراقيين الشرفاء، أي انهم يريدون حضور الجلادين والضحايا معاً، ويبدو أنهم تلقوا هذه الدروس من قائدهم صاحب الشعرالشعث يوم تم إنتشاله من الجحور ، والذي يقبع حالياً قي سجن من السجون العديدة التي شيدها للعراقيين الأخيار، وقد دنا يوم محاكمته، ومحاكمة صدام البائد تعني محاكمة نظامه الدكتاتوري وحزبه، حزب البعث الفاشي، ومحاكمة العروبيين وكل الموتورين من المرتزقة والحاصلين على كوبونات النفط.

منذ سقوط نظام صدام حسين الدموي والعروبيون والمرتزقة خسروا الرهان ولم يبق لهم أي شيء يعتاشون عليه، ولهذا السبب يقدمون على تفجير أنفسهم أو يشجعون الآخرين للقيام بأعمال إرهابية وقتل المواطنين العراقيين الأبرياء.

إنّ السخط الجماهيري يتعاظم يوماً بعد يوم، ومن الممكن أن ينفجر ويتخذ أشكالاً عديدة، ويومئذ ينقلب الوضع على الملثمين والعروبيين الوافدين من البلدان الأخرى، وهذا الأمر يتطلب من كل القوى والأحزاب والتجمعات والشرائح الوطنية والتقدمية في المجتمع العراقي اليقظة والحذر إزاء الإرهابيين القتلة والمخربين السفلة، وتعزيز الصلة بالجماهير وتنظيمها وإرشادها ودفعها للنضال من أجل سد جميع الأبواب والمنافذ على الأعداء والسماسرة والمحتكرين المستفيدين من الأوضاع الشاذة، ووضع حد للأعمال الإجرامية والإنتهاكات اليومية لحقوق الإنسان العراقي والفلتان الأمني والسرقات وخطف الأطفال والموظفين الأجانب العاملين في الجمعيات الخيرية والإنسانية، ووضع حد أيضاً للإعتداءات الوحشية على المواطنين وحرمات دورهم وأموالهم وأرواحهم.

وعلى القوميين العروبيين أن لا يكونوا من المجترين ومن ( ذوي المعدة المركّبة ) والكف عن ترديد الأكاذيب عن تواجد الموساد الاسرائيلي في كوردستان والمناطق الأخرى من العراق، وأن لا يكونوا ضمن جوقة المهرجين ويتخلصوا من الأوهام والأحلام التي تراودهم، وهيهات أن يروا واحداً مثل صدام مرة أخرى يصرف عليهم قوت ومال العراقيين. كما وعليهم أن لا يتاجروا بمأساة العراقيين.

انّ الجميع مطالبون بتقديم العون للعراقيين والعمل على تخفيف الآلام التي يتعرضون لها.

5/ 10/ 2004

 

 

HOME