حسين علي غالب
من يطلع على تاريخ النظام السابق يجد أنه سعى بكافة الطرق لزرع العنف و الكراهية في نفوس العراقيين، فكل شيء جعله يتجه نحو هذين الأمرين و سوف أقدم لكم أمر يعرفه كافة العراقيين و هو في مناهجنا الدراسية حيث كانت المناهج الدراسية تدعو لكره العراقيين لبعضهم البعض فأبسط أمر هو عند مكافأة الطلاب المتفوقين يقدمون لهم قصص فيها بطولات الجيش العراقي في إيران و كيف أن الجندي الشجاع أصبح بطل لأنه قتل عدد هائل من الجنود الإيرانيين و لأنه ألقى القبض على رجل الدين الإيراني و قام بضربه و في القصص يصورون رجل الدين على أنه شخص حقير يسعى فقط لحماية نفسه، كل هذه الأمور تعطى لطفل صغير و كما يعلم الجميع أن أهم مرحلة تربوية للإنسان هي مراحل الطفولة حيث أن هذه المرحلة هي البداية لتكوين ذاته و استقراره النفسي فإذا كانت المدرسة تقدم له مثل هذه القصص فكيف سوف تكون نفسيته ، و إذا انتقلنا لجانب أخر وهو جانب جدا مهم و هو الجانب الإعلامي فالأجهزة الإعلامية التابعة للنظام كانت مختصة لتشويه الطوائف و الأعراق و الديانات فعلى سبيل المثال جريدة بابل التي كان يديره أبن الرئيس السابق عدي صدام حسين وضعت في صفحتها الأولى عنوان كبير عن الرافضة و تبين أن الرافضة حسب قصد الجريدة هم الشيعة و في الموضوع يذكر أن الشيعة هم أبناء زنا و أنهم يشرعون أي شيء من أجل متعتهم و أن مساجدهم عبارة عن بيوت دعارة و كذلك ذكرت هذه الصحيفة اللعينة بأن المسيحيين العراقيين متفقين مع الأمريكان و البريطانيين لفعل أي شيء ضد العراق و العراقيين و أمور أخرى يطول شرحها و جميع هذه الأمور تدعو للعنف و الكراهية و هذين الأمرين إذا انتشرت في مجتمع معين فإنها سوف تؤدي إلى انهياره و هذا ما لا نتمناه ولا نرغبه فكل العراقيين يسعون لعراق موحد و ديمقراطي يحترم فيه كل العراقيين و ما علينا فعله هو بناء هيكل نفسي و تربوي و ثقافي يقدم لكل العراقيين و هذا الهيكل يسعى لنشر فكر يدعو للسلام و الحب و احترام الغير لأن الفكر الذي نشره النظام السابق الذي استمر أكثر من ثلاثين عام يجب أن يحل بدل عنه فكر جديد مبني على أسس متينة و سليمة http://www.geocities.com/babanbasnaes
|