حول صلاح شوان.. و.. ردِّهِ على هلوسات خالد القشطيني
صلاح كرميان
germiyan@hotmail.com
لاتقتل الحية والعقربا اقتل الكوردي اذا ما استعربا وكان الرأي السائد ان كل من يخدم النظام انما يتخلى عن قوميته، في الاشارة الى مدى خطورتهم وكره الناس لهؤلاء الحثالات البعثية الذين كان لا هم لهم سوى مصالحهم ولا يهمهم مصائر الناس الذين كانوا يزج بهم في المعتقلات واقبية التعذيب. انني هنا لست بصدد تمجيد ذلك الشعار القومي وانما ابغي تذكير امثال هؤلاء الحثالات من ابطال ثقافة الارتزاق الذين كانوا يتسابقون لتقديم خدماتهم بترسيخ اقلامهم في كتابة القصائد والقصص والمقالات الصحفية في تمجيد و تعظيم الطاغية وكان البعض منهم اوكلوا لادارة اوكار مخابراتية تحت يافطة الثقافة الكوردية. واشير هنا الى الشاعر "صلاح شوان" الذي اتحفنا برده على هلوسات الكاتب خالد القشطيني في توجيهه سؤالا الى المواطن الكوردي في مقال نشره مؤخرا في صحيفة الشرق الاوسط. قد يقبل المواطن الكوردي من عربي اي كان اتجاهه عندما يطرح رأيا مخالفا لقضية تخص تقرير مصير الشعب الكوردي او قد يغفر لحماقة مواطن عربي عندما يغرر به و ينتمي الى حزب عربي شوفيني كحزب العفالقة. ولكن الامر يختلف تماما عندما ينتمي كوردي يطرح نفسه شاعرا ومثقفا في الساحة الى حزب قومي اخر يعمل على الغاء هوية شعبه ويخطط جهارا لابادته في عمليات هولوكوستية ويدمر ويخرب ارضه ويزج بالالاف في غياهب السجون والمعتقلات. كان "صلاح شوان" يتبوأ مركزا في دار النشر والثقافة الكوردية الذي كان مرتبطا بوزارة الاعلام ويعمل في ادارة تحرير احدى المجلات الصادرة منها، وكان الدار يهدف الى نشر ثقافة البعث والسيطرة على افكار الشباب المتعطش للثقافة الجادة ومسخ كل ما يمت بصلة الى الثقافة الكوردية الرصينة، وقد جند النظام الكثير من امثال "صلاح شوان" للكتابة في وسائل الاعلام التابعة له وخاصة اذبان قادسية العار اذكر من هؤلاء شعراء وكتاب الارتزاق: عبدالله عباس ، مكرم رشيد ، عبدالوهاب الطالباني ، عبدالستار طاهر شريف ، مصلح جلالي واخرين غيرهم الذين كانوا يتباهون ببدلاتهم الزيتونية التي كانت رمزا للقمع والاستبداد وارهابا نفسيا بحد ذاتها ومسدسات يحملونها زودتهم بها منظمات البعث واجهزته الامنية التي كانوا على اتصال وثيق بها. ان الدور الذي اضطلع به هؤلاء وانهماكهم في خدمة اعتى انواع الانظمة الشوفينية والدكتاتورية مع سبق الاصرار باسم الثقافة لهو اخطر بكثير من دور جاهل مرتزق يحمل السلاح مقابل اغراء مادي او معنوي.
أن ما دعاني الى كتابة هذه السطور ليس للدفاع عن خالد القشطيني وهلوساته الذي يستحق اكثر من رد وقد نال نصيبه الوافر من النقد و الرد اللاذع او ما يسميه هو الشتائم، وانما لما بدر من بعثي سابق انتهز فرصة الرد على القشطيني ليكشف مرة اخرى عن معدنه النتن والتزامه بثقافته البعثية ويهاجم "كارل ماركس" من خلال ادعاء خالد القشطيني بكونه يمتلك مشاعر انسانية لانه بكل بساطة "اممي" و يضيف عليه هذا البعثي ، بانه (على دين اخر انبياء الكذابين "كارل ماركس"). من انت يا نكرة؟ لكي تتجرأ وتهاجم مفكرعبقري واعظم فيلوسوف عرفه تاريخ البشرية بشهادة فلاسفة ومفكري العالم الرأسمالي انفسهم ، ماركس الانسان الذي غيّرمجرى التاريخ بفلسفته ونظرياته في الاقتصاد والاجتماع التي تدرّس في جميع الجامعات ومؤسسات البحث العلمي ذات الشهرة العالمية، وتقدم الاف الابحاث والدراسات عن شخصيته وافكاره و اثاره منذ اكثر من قرن. وكيف سمحت لنفسك يا شوان ان تتهم الاخرين بكونهم مغفلين يحملون اقلاما مسمومة وانت من كنت يومها سخرت قلمك المسموم ضد قضية شعبك الذي عرف ماهيتك من خلال مواقفك الرذيلة ووقوفك الى جانب من كان يحاول محو هويته وكأن شيئا لم يكن. تتهم الاخرين بالامميين زورا وتنعت الفكر الذي يساوي بين البشر ويحترم الانسان وقيمه النبيلة ويسعى الى القضاء على استغلال الانسان لاخيه الانسان ( بلعنة الاممية)، ما هذا الهراء؟. ان تاريخ العراق يشهد مواقف عشرات الشرفاء من العرب الذين وقفوا مع قضية الشعب الكوردي في تصديه ضد الانظمة الشوفينية التي دأبت على سياسة انصهار وجوده، الم يكن جل هؤلاء من "الامميين" او يحملون افكار انسانية مشابهة؟ الم يكن منهم من حمل السلاح في جبال كوردستان ولا زالوا يدافعون عن حق الكورد تقرير مصيره في كل مناسبة؟ بينما قادة الاحزاب الكوردية تنادي بالفدرالية. يمكن ان نقدم قائمة طويل بالاسماء( ولكنني لست بصدد ذكر اسماءهم هنا). وصدق من قال (اذا لم تستح فافعل ماتشاء). يقول مثل كوردي " اذا كان بيتك من زجاج لا يصح لك ان ترمي الاخرين بالحصى". ان ما يبدر من امثال تلك الحثالات ليس بغريب فهم يدركون اكثر من غيرهم مدى الانحطاط الاخلاقي الذي اوصلهم اليه البعث الفاشي، ومن اجل تبيض وجهوهم الكاحلة وماضيهم غير المشرف، يطلعون علينا بين فينة واخرى ليس للاعتذارعن مواقفهم الخيانية كما ينبغي ان يفعلوا اذا كانوا حقا نادمين على ما بدرت منهم من مواقف خسيسة، بل ليتشدقوا بعبارات اكبر من حجمهم ويدعون الوطنية الفارغة وتغشى نرجسيتهم على بصيرتهم اذا كانت لهم بصيرة. وقد ينخدع البعض الذي يجهل سجلاتهم السوداء بكلماتهم الطنانة التي ليست بوسعها ان تمحي ولو نتفة من اعمالهم القذرة. لقد سقطوا يومها وسقط بعدهم النظام الى الحضيض.
|