أحذروا (الاصدقاء) قبل الاعداء!!! (رد على مقالة)
هشام عقراوي

 

بعد أن كان تغيير الواقع الديموغرافي و القومي لكركوك و المدن الكردستانية الاخرى، من أختصاص الحكومات اللاوطنية في العراق ومن ورائها الشوفينية العربية الحاكمة و العنصريون. وكان مسلسل العداء للكرد مقتصرا على حفة حاقدة لا تمس بصلة قوية الى عرب العراق ولم يكونوا يمثلون قوميتهم بصورة حقيقيه. وبعد ان كان العديد من الكتاب العرب يتغنون بالاخوة العربية الكردية وكان الكرد يستمعون الى صوتهم الشجي و يعللون أنفسهم بالاماني الكواذب، ويصبرون على أحتلال بلدهم كردستان و تقسيمه باقوال المثقفين المتنورين و المدركين لحقيقة المسألة الكردية و كردستان الوطن و الجغرافية. فأن سقوط صدام غير المعادلة العراقية رأسا على عقب و كشف النوايا الحقيقية للجميع و شجع الكثير على ترك الجبهة العراقية (المزيفه عندهم) و التخندق في الجبهة الطائفية ( المعبرة عن حقيقيهم).  

يبدوا ان عدد من الذين كانوا يتغنون بالاخوة و المساوات و المبادئ الانسانية و حقوق الشعوب في تقرير مصيرهم، كانوا يقولونها للتقرب من الكرد ليس حبا بهم أو ايمانا منهم بعدالة القضية الكردية و لكن اضطراريا و بهدف تغيير مسار الحركة التحررية الكردستانية من حركة تحرر وطنية الى حركة عراقية أصلاحية و  وابقاء كردستان ضمن حدود العراق و تحت الاحتلال و الالحاق القسري. أي أنهم مارسوا دور المضلل و المتحايل و كانوا يحفرون البئر للكرد وليسوا بأصدقاء كما يدعون.

 أكتشاف مثل هذه الشخصيات يؤثر على الصداقة بين الشعوب العراقية وتجعل مهمة العراقيين الاصلاء صعبة جدا و بعيدة المنال، لأن أمثال هؤلاء الاشخاص يؤثرون سلبا على الثقه المفقودة أصلا بين الشعوب العراقية نتيجة القهر و الظلم الصدامي. ألا أن المثقفون الشرفاء العرب من أمثال الدكتور منذر الفضل و زهير كاظم عبود و الكثيرون من أمثالهم سيبقون العامل الاساسي في أحترام الكرد لباقي الشعوب العراقية و سوف لن ينجر الكرد الى ذلك المستوى الواطئ. فالكرد كما يعرفهم أعدائهم من الاقوام المحبة لجيرانهم و يقبلون الضيف و مخلصون لأصدقائهم حد الشهادة، لكنهم ايضا يحتقرون  الذين يحاولون لعب دور الصديق وهم في الحقيقة ليسوا ألا باشرس الاعداء.

في مقالة سابقة تحدثت قليلا عن طرح الكاتب رياض الحسيني حول تحويل العراق الى خمسة أقاليم فدرالية، تقتطع فيها كركوك من اقليم كردستان. عندها كنت أتردد في البحث و التحدث عن النوايا الحقيقية للكاتب وكنت اقول ربما وضع الكاتب مصلحة العراق و أنهاء الوضع المتردي فوق كل المصالح الاخرى. ولكن بعد نشره مقالتة النارية و الغير معبرة عن حقيقة ما جرى في منطقة كركوك ضد الكرد (1)، تأكدت بأن المقالة الاولى كانت بداية لتحول في فكر الكاتب و أتجاهة نحو الفكر القومي الشوفيني. فلو قارنا كتابات الكاتب رياض الحسيني القديمة حول الكرد و حقوقهم، مع هاتين المقالتين لرأينا بأن الكاتب تغير 180 درجة وصار يحلل الوضع العراقي منطلقا من مبادئ قومية ضيقة  و طائفية ويحاول ابقاء التعريب و الظلم و الاضطهاد على الشعب الكردي و حاول التقرب من قكر رأيس العراق عندما هاجم حركة الاستفتاء في كردستان و قال بأنه سيقاتل بيد من حديد كل من يريد الانفصال من العراق.

بدأ السيد رياض الحسيني مقالتة كغير عادتة بالهجوم على الحزب الديمقراطي الكردستان و الاتحاد الوطني الكردستاني ورأيسيهما، لأنهم حسب قوله لايريدون أجراء أنتخابات مجلس المحافطة قبل أنهاء عمليات التعريب التي جرت على يد صدام. وبعدها حاول الكاتب التشكيك بمصداقية الحزبين بين الكرد و بأنهم كانوا في حالة أقتتال و مازالوا يحقدون على بعضهم البعض. ونسى الكاتب بأن الاقتتال كان من صنع أعداء الكرد و محتلي كردستان. واذا فكرنا بنفس طريقة الاستاذ رياض الحسيني فأن عرب العراق الان هم في حالة أقتتال داخلي. ألا يقتل السنة العرب الشيعة ألا يقتلون الحرس الوطني والمدنيين العرب في المدن العراقية العربية!!! سيقول الاستاذ رياض بان ذلك من صنع القاعدة و الارهابيين. وأنا ساقول له بأن الحرب الكردية ايضا كانت مفبركة في بغداد و أنقرة و طهران.أما حول العلاقات بين الحزبين الكرديين فأنها من اقوى العلاقات بين كل الاحزاب العراقية.

بعدها يتحدث رياض الحسيني حول مشروعة بتحويل العراق الى خمسة مناطق و يتهم الاحزاب الكردية بأنها لم ترد على مشروعة. هنا يبدا الهجوم الغير عقلاني و الغير واقعي. فهل رد على مشروعه حزب عربي واحد، حتى يتهم هو الاحزاب الكردية بعدم الرد. ألم يقف الكثير ضد فيدرالية مقترحة لمحافظات البصرة و الناصرية و العمارة. ألم يقل البعض بانها خيانه. اذا كانت الاحزاب العراقية قد وافقت على مشروعة ولم توافق الاحزاب الكردية عليها كنت بنفسي أعطية الحق في أنتقاده ولكنه يطالب الكرد بالرد علية في حين الكره (بضم الكاف) هي في ملعب العرب.

الظاهر بأن الاستاذ رياض لم يرتاح الى تصريحات الرئيس مسعود البارزاني عندما قال بأن الكرد مستعدون للقتال مرة أخرى من أجل كركوك. ولكنه يدعوا الفلسطيننين للقتال من أجل فلسطين و الى أنهاء الاحتلال باسرع وقت ممكن في العراق. هذه هي سياسة الكيل بمكيالين. يحلل لنفسة التحرر و 22 دولة عربية و لكنة لا يرضى بتمتع الكرد بالفدرالية وضمن حدود العراق. رياض الحسيني يسمي ألحاق كركوك أدرايا بأقليم كردستان الفدرالي، اقتطاعا لجزء من دولة العراق، و كأن أقليم كردستان سيستقل عن العراق و يتحول الى دولة مستقلة. يبدوا ان كاتبنا من شدة غضبه نسى أن الفدرالية لا تعني الانفصال و لو كانت كركوك ضمن أقليم كردستان أو ضمن العراق الكلي فالمدينة في الحالتين ستبقى عراقية و مسألة عرض قضية كركوك بهذا الشكل الخاطئ يراد منها التحايل على القارئ و فهمة بطريقة خاطئة و مبنية على العاطفة وليس حقيقة الوضع.

  وأذا كان الكاتب يشكك بمدى تأييد الشعب الكردي لمطالب الحزبين الكرديين حول كركوك، فأقول بأن حركة الاستفتاء وحدها تمتلك مليونين و مئة ألف توقيع من الكرد البالغين يطالبون فيها القيادات الكردية بالانفصال من العراق كليا و ليس فقط الاكتفاء بالفدرالية.

حول التعريب في كركوك يقول الاستاذ رياض بان نظام صدام قد غير( بعض الشئ) من ديموغرافية المدينة أبان الحرب العراقية الايرانية في مشروع لأسكان العرب في كركوك ويقول بأن صدام لم يجبر ألعرب على القدوم الى كركوك بل أنهم أتوا طواعية لأسباب أقتصادية وان صدام لم يستعدي فقط على الكرد، بل على كل العراقيين. في هذه النقطة أشكرة كثيرا على صراحتة و أعترافه الجرئ بان العرب المستعربون أتوا الى المنطقة بملئ ارادتهم (خلافا لما يقولة الكرد بأنهم أجبروا على ذلك و المجبر حسب العرف معذور) و هم في الاصل كانوا يؤيدون ترحيل الكرد من كركوك وبالتالي فالعرب المستعربون هم جزء من الجرائم التي حصلت للكرد في كركوك و هم جزء من عملية التعريب  ومذنبون بنفس درجة ذنب صدام. كيف لا و هم حسب قول الاستاذ رياض اتوا لتغيير الواقع الديموغرافي لمدينة كركوك و طرد الكرد منها و قتل الكرد و دفنهم في مقابر جماعية. يبدوا أن الاستاذ رياض يدافع عن التعريب و يحاول تبريرها وحسب القانون فأن المتستر على الجريمة شريك فيها.

بعدها يتحول الاستاذ رياض الى الكرد الموجودون في البصرة و بغداد و بأنهم لم يطردوا منها. يبدوا ان الاستاذ رياض أما يضحك على نفسه أو يريد الاستمرار في الضحك على الكرد. فالكرد الذين نزلوا من الجبال أضطروا الى اللجوء الى المدن العربية نتيجة للحرب الدائرة في كردستان وهم رحلوا اليها عنوة و ليس بملئ ارادتهم و مهما كان عددهم فأنهم لايستطيعون تغيير الواقع القومي لهذه المدن العربية. فبغداد لو عاش فيها 4 ملايين كردي ستبقي عربية وكذلك البصرة. وأنت تعرف قبل غيرك هذه الحقيقة. أما العرب المستعربون الذين تدافع عنهم فهم اتوا لتغيير الواقع القومي للمدينة. لا  أدري لو كان الامر بهذه السهولة فلماذا يطالب الفلسطينيون بأنهاء المستوطنات الاسرائيلية!!!

فكركوك مدينة كردستانية وتقع ضمن جغرافية كردستان، كما أن البصرة  و بغداد مدينتان عراقيتان و عربيتان جغرافيا ولا يمكن تغير هذه الحقيقة التأريخية. و حول عودة الكرد الى كردستان فالكرد يحبون العودة اليوم الى كردستان  وليس غدا و لكن العرب و الحكومة لا يقبلان بذلك. فالمليون كردي الموجودون في بغداد هم أغلبهم كرد فيليون من سكنة خانقين و مندلي و السعدية و كركوك واذا رجعوا الى ديارهم ستقولون بأن هناك عملية تكريد جارية في كركوك. عجيب أمر هذه الدنيا تطالب برحيل الكرد من بغداد و لكن ليس الى المدن التي طردوا منها. أليست هذه شوفينية!!! اليست هذه نكران للحقائق و تضليل صارخ من قبل أنسان واعي!!!

اذا كان الاستاذ رياض( الان) لايرضى و يمنع ارجاع الحق الى أصحابها و يدافع عن العرب الذين أتوا حسب قولة بملئ ارادتهم الى كركوك، و الذين نفذوا سياسة الابادة و الجينوسايد تجاه الكرد، واذا كان الاستاذ رياض يمنع الكرد الفيلية العائشين في بغداد و غيرها من المدن من العودة الى مدنهم و يطلق عليها تكريدا، فأنة و بعد ان يقوى عوده، سوف لم  ولن يرضى بذلك حتى لو أجريت مئات الانتخابات. عندها حتى لو فاز الكرد سيقول عنها أستاذنا بان الانتخابات كانت مزورة كما يقول الان بأن الكرد يريدون تكريد مدينة كركوك . واذا كان من حق العرب المستعربون البقاء في كركوك اليوم فأنهم غدا سيتحولون الى مجاهدين في نظر الاستاذ رياض و من يفكرون بطريقته.

وأخيرا ابارك للاستاذ رياض هذا التحول اللاأنساني و أدعوه  للتخندق علنيا و بجدراه مع الاستاذ قاسم سرحان و غيرهم ….

 

 http://www.sotaliraq.com/newiraq/article_2004_11_19_5947.html

 

HOME