بعد القتال الاخوي المؤسف بين الحزبين الكورديين الرئيسين سنة 1996 والذي راح ضحيته المئات من ابناء شعبنا الكوردي بما فيه زرع الضغينة والحقد والبغضاء بين ابناء الشعب الواحد وسبب نزيفا للطاقات البشرية والاقتصادية والسياسية , اصبحت كوردستان تدار من قبل ما ادرج على تسميته ادارة السليمانية وادارة اربيل فارضا بذلك واقعا اليما ومريرا (مشتتا الجهد والبيت الكوردي) ما زلنا نعاني منه على جميع المستويات , ناهيك عن انعكاسات ذلك سلبا على القضية الكوردية برمتها فى الاوساط الصديقة والمحافل العالميةوتفريغ محتوى القضية الكوردية من جوهرها الانساني. ان الانتخابات العراقية العامة على الابواب والعد التنازلي بداء , جل الاحزاب والحركات والتيارات العراقية بداءت فعليا تهياء نفسها ومراجعة اجنداتها السياسية والتحالفات للخوض في تلك الانتخابات المزمع اجراءها في يناير 2005 بل دخلت معظمها في تحالفات وشكلت قوائم انتخابية للحصول على اكثرية اصوات الناخبين العراقيين ,لا شك ان العراق الجديد مقبل على تطورات مصيرية كبيرة بعد الانتخابات منها بدء نهاية حالة الاحتلال وتشكيل حكومة شرعية ومجلس وطني شرعى والاهم كتابة دستور عراقي دائم والتي تنظم الصلاحيات وشكل العلاقة بين اقليم كوردستان والمركز والدخول في مفاوضات مستقبلية مع المركز (الحكومة العراقية ) لتحديد جغرافية اقليم كوردستان. تلك المفاوضات تنطوي عليها قرارات مصيريةتمس شعبنا الكوردي ونعول عليها كثيرا ويحتم على ذلك وجود قوة تفاوضية كوردية على مستوى اهمية تلك المفاوضات .

وفي الشاءن الكوردي مازال التقسيم (الادارتين ) جاثما علي صدورنا ولم نلمس شيئا جديا في اتجاه اهمية هذه الانتخابات وتوحيد الادارتين سوى بعض اللقاءات والاجتماعات الروتينية بين قيادة الحزبين الكورديين الرئسيين وتشكيل قائمة انتخابية عراقية تضم الحزبين الكورديين  والتي ليس بمستوى طموح شعبنا الكوردي الذي عانى ومازال من حالة التقسيم والازدواجية.

لماذا الاخفاق في تشكيل حكومة كوردية واحدة ؟ ماالاسباب والمبررات؟

ان الظروف والمسئولية التاريخية تحتم على قيادة الحزبين الكورديين الرئيستين العمل على توحيد جهدهما والاسراع بتشكيل حكومة كوردية واحدة (ادارة واحدة ) للدخول بقوة في الانتخابات والتاءثير فى المفاوضات المستقبلية واضعا نصب اعينهم الاهداف القومية المشروعة للشعب الكوردي والدخول بخطاب سياسي كوردي واحد .