الجبناء يشنّون من جديد هجوماً على قوى الشعب الوطنية
     أحمد رجب

 

مع قرب الإنتخابات العراقية التي من المتوقع القيام بها في نهاية الشهر الأول من عام 2005 تتصاعد وتيرة الحقد والضغينة عند الجبناء والعناصر الموتورة الحاقدة من العملاء وجواسيس وعناصر مخابرات النظام المقبور الذين يعملون على ترويع الناس العزل، وعلى تفكيك وحدة صفوف الشعب العراقي، وتعطيل الجهود الخيرة التي يبذلها المخلصون وأصدقاء شعبنا للخلاص من الوضع الحالي للبلاد.

لا شك أنّ وقع الهزيمة النكراء للنظام الدكتاتوري الذي زجّ الشعب والوطن في حروب مدمّرة على الضد من إرادته كان كبيراً على هؤلاء المرتزقة من ضعاف الأنفس، والذين يراهنون على حدوث شرخ طائفي أو قومي في العراق، وهم بعملهم الجبان والمدان هذا يريدون إضفاء الطابع الطائفي أو القومي على كفاح شعبنا الذي أطاح بالدكتاتورية المقيتة.

لقد أدّت السياسة الهوجاء للطغمة الدكتاتورية التي حكمت العراق أكثر من أربعين عاماً إلى تبدلات إجتماعية عميقة في المجتمع العراقي، من بين معالمها إختلال البنية السكانية والهجرة والتهجير في جميع مناطق العراق بما فيها كوردستان من خلال تهجير مئات الألوف من المواطنين العراقيين والكورد الفيليين بحجة التبعية الإيرانية بعد سلبهم أوراقهم الثبوتية ومصادرة أموالهم، ورميهم على الحدود وإرغامهم على عبور الأرض الحرام وحقول الألغام، وعلى التوجه إلى إيران ليعيشوا حياة اللجوء القاسية، كما عمدت السلطات الدكتاتورية على تطبيق سياسة القهر والإذلال القسرية على كوردستان من خلال عمليات التهجير والتعريب والتبعيث التي ساهمت بشكل أو بآخر على صيغ وأشكال الإستغلال الطبقي والتشوه في العلاقات الإنسانية والحياة الروحية للشعب وثقافته وبروز أنماط وقيم سلوكية عدوانية، وأشكال من الإنحلال الخلقي.

وبالرغم من سقوط الدكتاتورية ولحد الآن يعيش جيش هائل من المهجرين والمهاجرين حياة الغربة والعوز في العديد من بلدان العالم، ويعرف شعبنا أن عملية التهجير البشعة وطرد المواطنين بالجملة كانت خطة مدروسة لإخضاع الطاقات من أجل الحفاظ على كرسي الحكم ومدح الدكتاتور الأرعن.

وقد أدّت تلك الممارسات الإرهابية وغيرها من الأساليب الوحشية التي اتبعتها الدكتاتورية إلى تعرض وحدة الشعب العراقي إلى مخاطر جدية.

لم يبق أمام الجبناء من أيتام وأزلام النظام البائد سوى الإعتماد على تخريب البلاد وضرب المؤسسات الخدمية وحرق آبار النفط وقتل أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب من الكسبة والكادحين واللجوء إلى خطف الأطفال معتمدين في عملهم الشرير والجبان على حفنة من القتلة وعدد من الوافدين من خارج الحدود من ذوي العاهات والمتمرسين في القتل والإجرام.

ومن المضحك ظهور عدد من الدجالين من أصحاب الدكاكين "الحزبية " التي أسسها حزب البعث في آخر أيامه، من أجل الحفاظ على " ماء الوجه " عند المحن والمصاعب في الفضائيات العربية العاهرة والجزيرة  ومقدم برامجها العروبي الحاقد فيصل القاسم في المقدمة، والأطرف من ذلك يحمل كل واحد من هؤلاء الجواسيس والمخبرين يافطة مع كتابة وبخط واضح اسم دكانه للتعريف به، وتوجد لديهم مواقع مشبوهة تمجد القتل والنهب، ويجري الترويج فيها لبضاعتهم الفاسدة، ومن البدع التي لجأوا إليها في الآونة الأخيرة إرسال برقيات التأييد فيما بينهم، ولكن مهما حاولوا فهم خاسرون، كما خسر قائدهم الجرذ الجبان  يوم لم تنفعه برقيات التأييد التي كانت تنهال عليه بالآلاف من كل صوب وحدب، ويوم كان يملك رابع أكبر "جيش"، في العالم، وما لم يحققه " القائد المغوار " و " بطل الأمة " في "عنفوان " حكمه الأسود وخلال أربعين عاماً، يصعب على الآخرين من الساقطين والعناصر الموتورة تحقيقه، ويطلق مرسلو البرقيات على حثالات البعث وأزلام المخابرات صفات " المجاهد " و " البطل " مثلما كان المدّاحون من شراذم الدكتاتورية يطلقون الألقاب على الدكتاتور الذليل من قبيل : " القائد الضرورة " و " بطل التحرير القومي " وغيرها.

يشّن أصحاب الدكاكين " الحزبية " هجومهم الوقح على الأحزاب العراقية والكوردستانية ذات التاريخ العريق والسجل النضالي الناصع، ويوجهون سهام حقدهم الدفين إلى الرموز والقادة المعروفين وينعتوهم بشتى الألقاب بغية التأثير على زبانيتهم المتبقية من أزلام البعث المنهزم.

يلجأ أصحاب الدكاكين " الحزبية " على التطاول والمغالطات بحق الشعب الكوردي الشجاع الذي ناضل ويناضل مع أبناء القوميات الأخرى من أجل تحقيق وتوحيد وطنه كوردستان الذي تتقاسمه دول المنطقة تركيا، إيران، العراق، سوريا وغيرها، وهذا حق مشروع وعادل لكل شعب ، وان الحل الواقعي والمقبول اقليمياً ودولياً هو ممارسة حق تقرير المصير، ويعلم الناس الشرفاء بأنّ الكورد في العراق يناضلون في سسبيل اتحاد فيدرالي ضمن نظام ديموقراطي، وهم في سبيل هذه الغاية النبيلة يعملون على توحيد جهودهم ونضالهم مع أشقائهم من القوميات الأخرى من العرب والتركمان والكلدوآشوريين والأرمن وجميع شرائح المجتمع العراقي، وقد ناضلوا ووقفوا في وجه الدكتاتوريات التي تعاقبت على حكم العراق، وآخرها دكتاتورية صدام حسين البغيضة، وهم يناضلون الآن وبحماس شديد نضالاً مشتركاً من أجل عراق ديموقراطي تعددي دستوري فيدرالي متحد يضمن الحقوق القومية الكاملة تاريخياً وجغرافياً للأمة الكوردية مع ضمان الحقوق القومية للقوميات المتآخية من جميع الطوائف واحترام أديانهم ومذاهبهم ومعتقداتهم.

ويعلم جميع الناس الشرفاء والأخيار في العراق وفي العالم بأنّ الأحزاب التي تصدت لحكم الدكتاتوريين المتوحشين بمختلف أساليب النضال قدمت التضحيات الجسام، ويعلمون أيضاً بأنّ الشعب الكوردي قدّم دماء خيرة أبنائه، وقاد ثورة باسلة ضد مواقع الحكام الدكتاتوريين، وقد تعرّض إلى الإبادة الجماعية وحرق قراه ومدنه، كما تعرض إلى جرائم بشعة بإستخدام الدكتاتوريين السلاح الكيمياوي المحرم دولياً ضده.

ان الكورد أدانوا في السابق كما يدينون اليوم سياسة القمع والإرهاب بجميع أشكالها ضد القوميات الأخرى، وهم يعملون بنشاط من أجل تعزيز الأخوة المبنية على الحب والشعور بالمسؤولية بينهم وبين العراقيين من العرب والتركمان والكلدوآشوريين والأرمن وشرائح المجتمع الأخرى، وجمع طاقاتهم في الكفاح ضد مخلفات وبقايا النظام الدكتاتوري المنهار، والوقوف بصلابة بوجه المخربين والقوى الظلامية، ومن أجل الديموقراطية والحقوق المدنية والحقوق القومية.

علينا نحن الكورد أن نطالب بعودة المهجرين والمهاجرين وفي طليعتهم أخوتنا من الكورد الفيليين إلى الوطن، وضمان حقوقهم وتعويضهم عما لحق بهم جراء أعمال ومغامرات الدكتاتورية الدموية المنهارة ، وهذا العمل يدعونا إلى تعزيز روابط المهجرين والمهاجرين وكل المنفيين الذين شردهم النظام البائد بالوطن وتعبئتهم في النضال من أجل العودة المشرفة.

ان البعثيين والقومجيين العروبيين المتخاذلين فقدوا الكثير، لذا نراهم بائسين يتعالى نعيقهم وصراخهم ويريدون إيقاظ مشاعر الرعاع والزمر الحاقدة من مؤيديهم ومناصريهم، ولم يبق لهم أي شيء من إرث الماضي سوى دولارات العراقيين التي سرقوها من خزانة الدولة، ويصرفونها على ملذاتهم وقوى التخريب والإرهاب والسيارات المفخخة والوافدين الملثمين من قوى الشر والظلام، أو يتحول ساقط منهم إلى " مجاهد "، أو يلجأ المتسول اليتيم عند باب السفارة العراقية في موسكو أيام زمان من " كاتب عراقي " مقيم في السويد إلى عضو الأمانة العامة للقومجيين العرب عند معن بشور وزمرته.

يحاول الأعداء من بقايا النظام البائد زرع الفتنة تحت مسميات عديدة، وهم يريدون العودة بالعراق إلى ما كان عليه أيام حكم الطاغية " بطل " القادسيتين، ولكن فاتهم القطار، ومهما طالت ألسنتهم وزادت شتائمهم لا تفيدهم تنظيم أرشيف للمخربين الجهلة وفي النهاية هم الخاسرون، وان الشعوب العراقية ستلقنهم درساً لن ينسوه أبداً، من خلال رص الصفوف واحترام تقاليد المجتمع والدفاع عن حياة الناس وتوثيق عرى الصداقة والمحبة والرفقة الكفاحية بين قوى البلاد الوطنية، إذ ان الترابط العضوي والتحالف الشامل للقوى الوطنية والديموقراطية على المستوى الإجتماعي الجماهيري والسياسي كفيل بالرد على المصابين بالهيستيريا.

وليكن كل ذوي الإرادة الطيبة الذين دعموا ويدعمون العرب والكورد والقوميات المتآخية في نضالهم من أجل الديموقراطية، على ثقة من أنّ حملة الإرهاب والعنف والأعمال الإجرامية مصيرها الفشل، وان غضب الشعوب أقوى من المخربين والملثمين الوافدين وبقايا النظام المقبور.

 

HOME