الطورانية اقذر كلمة افرزها التاريخ
حمه رشيد هرس _ مسرحى كردستانى
فى اوائل السيتنات من القرن الماضى كنت طالبا فى الصف السادس الابتدائى, وكنا ندرس تاريخ العراق المعاصر واتذكر بان احدى موضوعاتها كانت فترة الاحتلال العثمانى للعراق وممارسة سياساتها, واثارت سياسة التتريك انتباهى وشغلت ذهنى انذاك وكانت الحافز التى ادت الى حصولى على درجة ممتازة فى الامتان الوزارى لتلك المادة, لانى حفضتها على ظهر قلبى ولاتزال فى ذاكرتى. نعم تعلمت منذ الصغر كيف كانت السلطات العثمانية يمارسون سياسة التتريك وكيف كانوا يستوطنون الاتراك فى مدينة كركوك وتوابعها,ويمولون السكان الاصليين من الاكراد كى يتكلمون اللغة التركية والتقليل من شأن اللغة الكوردية واللغات الاخرى فيها, وكيف كانوا يحرضون أئمة المنابر كى يفتون بأن السلطان العثمانى هو الخليفة الشرعية للرسول لذا فأن لغتة التركية هى لغة مباركة ومقدسة يجب الاهتمام بها فى المدارس والرسميات والمبادلات التجارية, وهى فرض على كل مؤمن التكلم بها. لقد ثبتت لى اليوم ان تلك الحسابات كانت مثمرة , اذ ما تزال نعيش بعد أكثر من قرن حيث تحققت احلامهم ولو بصورة جزئية, ونشاهد ثلل وجماعات فى بعض أجزاء كوردستان و خاصة منطقة كركوك والخط التجارى من الموصل ماراً بتلعفر ووصولاً الى خانقين عامةً يلهثون وراء الاوهام متناسين اصالتهم ويدعون بالانتماء الى الكيان التركى والدولة التركية رافضين كوردستانية الولاء, ناكرين جميل الكورد وكوردستان,الانكى والادهى من ذلك ناكرين تركمانيتهم لان هناك فرق شاسع بين الترك والتركمان وانهما تعصبين مختلفين من الناحية العملية, ناهيك عن وجودهم على ارض كوردستان كوجود جالية عرقية لا اكثر وانما اقل, لان كما اسلفنا هم بقايا الوافدين للاعمال التجارية فى الخط الذى يربط موصل بخانقين الذين كانوا يتباهون باللغة التركية لانها اللغة الرسمية للدولة العثمانية الحاكمة ولغة التجارة والرسميات وقتئذٍ, وان اجترار التحريف والتزوير للحقائق كلها دلالات على خيبتهم وفشلهم ووصولهم الى الباب المؤصد. لذا فأن كلماتى هذه لاتاتى ضمن محيط مراعات السلوك المرن فى مخاطبة ذوى النزعات المغولية والنفوس المريضة بداء الاتاتورك السىُ الصيت. فالامة الكوردية الان فى مفترق طريق لايتحمل ديبلوماسية المساومات والجاملات والنظر الى العملاء كشأن سياسى لهم حضور مرموق على ارض كوردستان, فبعد ان قطعت الامة الكوردية طريقا طويلا شاقاً فى الكفاح البطولى والسياسى, تخطينا الان خشية المجاهرة بالحق والصواب وسبل تحرير ارضنا من براثن الغادرين واسكات الاصوات المنكرة والنتنة, فليس من المنطق اهمال تلك الاصوات, لان الاهمال المقصود مهما كانت حراجة الضروف لا يتوافق مع مقاييس وجداننا واخلاقنا وتضحياتنا, فمناصبة العداء من قبل اذيال الطورانية (وعلى ارض كوردستان) وتزوير الحقائق واعطاء تفسيرات كلها دجل واكاذيب, والاغرب من ذلك قيامهم بحركات تعسفية وهدر دماء الابرياء والمناضلين الكورد, اَن الاوان كى نعتبرهم بمثابة العدو الرئيسى ولا يمكن التسليم والصمت تجاه هذه النزوات. وهنا لا نلغى دور الشرفاء وايضأ الاكثريه من الناطقين بالتركمانية على ارض كوردستان الذين اهتدوا بأن الانفصال مع الانتماء الكوردستانى ليس حلآ لهم وانما يكمن الحل فى الانفصال مع الاوهام والاحلام الطورانية, وحقأ هؤلاء يرسمون اهداف معقولة قابلة للتحقيق ضمن اطار كوردستان. وهنا يجدر بنا ان نقيم باخلاص المواقف الاصيلة للقيادة الكوردية تجاه مطامح الجهات التى يمولون العملاء ويناصبون العداء الغير المبرر للحركه التحررية الكورديه, وخاصة مواقف الاخ مسعود البرزانى والاخ نيجيروان البرزانى حول عدم تدخل هؤلاء او المساس باستقلالية واراده الشعب الكوردستانى وفرض مهاترات خارجية عليها, فتلك الخزعبلات مرفوضة قبل النطق بهن لان مصير الكورد وكوردستان هى قضايا تخصنا نحن الكورد ولنا كامل الحرية فى اختيار السبل التى تعبر عن طموحاتنا على ارض الاجداد. وتلك المواقف هى مواقف جدية يعنون ما يعملون اى انها مواقف مستمدة من هدى البرزانى العضيم وليس للاستهلاك المحلى المؤقت. ونثبت للصديق والعدو باننا لا نستقبل هذيان الاعداء,مرفوضة التصاميم الخيالية خارج حدود كوردستان. وبقى ان نقول بأن تصرفات الاذيال الطورانيه وغيرهم تدخل ضمن المساس بالامن القومى الكوردستانى,ونعتبرها بانها خيانه عظمى تجاه الارض والامة, والخيانة العظمى لها احكامها المعروفه فى كل بقاع العالم, وان لم تنفذ الاحكام عاجلآ فالاجل قريب.
|