أليهود يعودون الى مكة بهدوء

والصحابة يغزون كوردستان من اجل الغنائم والجواري

مصطفى جوارتايي

chuartaiy@hotmail.com

كلما تمعنت في مقالات اكثرية الكتاب والمثقفين العرب، عما يكتبون ضد الامة الكوردية و قضيتها العادلة، بانت لي حقيقة دامغة وهي ان الهدف من هذه الكتابات هي لاستمرارية نشر السموم الشوفينية المتعالية الخالية من ابجديات الحق والمنطق، والهدف الثاني للتستر على العلاقات العربية المشبوهة مع دولة اسرائيل و محاولة جلبها الى  حضيرة الجامعة العربية ودعمها سرا وهجوها علنا!، للقضاء على ما تبقى من امال الشعب الفلسطيني الذي باعه  القادة العرب و خدعته قبل ان تغدر به الدول الكبرى. والهدف الثالث لطمس الجرائم التي ارتكبت سابقا وسوف ترتكب لاحقا بحق الشعب الكوردي المظلوم وابعاد الاهتمام العربي والدولي عنه‌، تحت اكاذيب و تلفيقات و اساطير لا اساس لها الا من نسج خيال ايتام النظام الدكتاتوري ومستفيدي كوبونات النفط. لو لم احس بخطورة الهدف الثالث لقلت انه‌ " ترهات" لا تستحق الرد عليها، ولكن طالما هناك سعوديا جاهلا يرى في السعودية نفسها دولة كافرة، يبدا الجهاد فيها لياتي لاحقا يفجر نفسه في مركز الاتحاد الوطني الكوردستاني ليقتل اكبر عدد ممكن من " البيشمركة" المناضلين الذين قضوا دهرا في مقارعة النضام الدكتاتوري الفاشي، وطالما هناك يمنيا فقيرا معدما لايحصل على ال"قات" يمضغه بضع ساعات في اليوم، ياتي الى اربيل يفجر نفسه في فرع الحزب الديمقراطي الكوردستاني ليقتل نخبة كبيرة من الدكاترة والمثقفين والمناضلين المهنئين بعيد الاضحى، ويعتبر نفسه شهيدا مجاهدا قاتل الكفار!!، يستوجب علي وعلى كل كوردي مخلص ان يرد الصاع صاعين لاسكات نباح الكلاب المسعورة ومثيري الفتنة و محرضي القتل والتفجير ومبتكري اجهزة ( مانع التفكير ). قبل أيام كتب احد كتاب العرب " سمیر  عبید " كعادته في اعادة الاسطوانة  المشروخة عن الشعب الكوردي و علاقته باسرائيل، وعن جحافل يهودية و خبراء و مدربين موجودين في كوردستان العراق لتدريب الكوماندو الكوردية و ارسالهم الى دول الجوار للتجسس و البلبلة لصالح اسرائيل و كرر كل ما كتبه سيمون هيرش (و ما ادراك ما سيمون هيرش)، لم يخجل هذا الكاتب في اضهار حقده الدفين ليس على الشعب الكوردي فقط بل على كوردستان ایضا وبلغت به الوقاحة لينطقه ب ( كدرستان) أي بلاد الهم و البلاء و نسى هذا الكاذب او غفل نفسه ان " سيدنا نوح عندما ضاقت به الارض و ركب امواج البحر دون ان يعلم وجهته قال : ربي انزلني ارضا مباركة " فانزله ربه في وسط كوردستان على قمة جبل " جودي " المقابلة لبلدة زاخو، وبدات انتشار الذرية البشرية من هناك، فاذا كان رب النوح استجاب لدعاء نبيه " وانزله في ارض مباركة" كيف ينعتها سمير عبيد ب " كدرستان" هل ارتد عن اصله ودينه ومذهبه الشيعي؟ ولكن يجب ان لا نستغرب، فقبله كان زعاطيط مقتدى نزلوا الى الشوارع ايضا و قالوا ( لا اله الا الله كوردستان عدوا الله)، هذا الشعار يجرنا الى جدال قصير وهو اذا كان للبشرية رب واحد و اله واحد؛ كيف هم يتحدثون نيابة عنه و يشبهون ما احبه و باركه ب "عدوه و بلاد الكدر "، وذا كان للعرب وحدهم ربهم غیر اله الكون ؛ ليعلمونا ونكون لهم شاكرين.. حتى نغفوا من حلم اسلامنا وخدمتنا له طوال خمس عشرة قرنا من الزمان. لاباس فلناتي الى صلب الموضوع؛ ان اسرائيل دولة معترف بها من قبل الكثير من دول العالم وهي عضوة في الامم المتحدة، لها علاقات وثيقة مع اكثرية البلدان المتطورة والنامية و في نفس الوقت لها سفارات في ثلاث دول عربية بشكل رسمي في الاردن و مصر و موريتانيا، لها مكاتب في قطر والامارات والمغرب؛ ومنذ فترة ليست بقصيرة بدات مفاوضاتها مع الجزائر و ليبيا و اخرها سوريا التي بادرت هي دون شروط !، وهناك محاولة من عشرة دول عربية لفتح العلاقات معها بشكل رسمي؛ أي بقت لها ان فقط تقبل كعضوة في الجامعة العربية؛ و لم لا؟ فهم مع العرب ابناء عم، فمالفرق بين كلمة العبري والعربي الا بتقدم ال"ب" في الاول. منذ اكثر من عشر سنوات يقضي وزير خارجية قطر وهو صاحب محطة الجزيرة و ابنائه اجازاتهم في منتجعات اسرائيلية هذا ما عدى المؤتمرات الاقتصادية التي تنعقد في امارات تشارك فيها اسرائيل و يحضرها رئيس وزراء السابق نتانياهو و، لاتتعرض هذه الدول الى هجمات بسبب علاقاتهم باسرائيل مثلما يتعرض الشعب الكوردي الى هجمات اعلامية على كافة المستويات؛ والاعلام العربي الرسمي وكتابه المبرمجون يركسون رؤوسهم في الرمال على علاقاتهم هم و يعوضونها بالعلاقات الكوردية الاسرائيلية المزعومة؛ هذا دون ان يقدموا صورة او دليل او وثيقة رسمية تثبت ذلك، رغم ان كوردستان التی لا يستطيع لساني ان ينطقه ب " كوردستان العراق" مفتوحة على الجميع و بامكان الصحفيين من شتی انحاء العالم ان يزوروها و يبحثوا و يكتبوا دون رقيب، لا يكلفوا نفسهم بالزيارة و بحث الحقيقة، بدلا عن هذا يقفون مع علماء المتشددين الجهلة لغسل ادمغة الشباب المتحمسين المحرومين من دراسة العلوم الحديثة والفلسفة و المتخلفين في كل نواحي الحياة و يظهرونهم كالصحابة المجاهدين و يشجعونهم على القتل والذبح والانتحار؛ يرشدونهم الى الجهاد في كوردستان لقتل الشعب الكوردي المسلم تحت اكاذيب العلاقة الاسرائيلية الكوردية و مساعدة الاحتلال. لو كان يعلم السعودي من دمام او نجد او اليمني ان في مدينة اربيل وحدها298 مسجدا وجامعا كبيرا ما كان لياتي و يقتل اناسا كان صلاح الدين منهم !! لو كان يعلم المسلم العربي الفقير كان في مدينة حلبجة وحدها 88 مسجدا؛ لصدق وتاكد " لماذا قصفت المدينة بالسلاح الكيمياوي" ولماذا هدمت 4500 قرية ودفن 200000 الف كوردي في رمال صحراء الجنوب؟  ولكن للاسف متى راى العربي اكثر من امامه؟ لايفكر العربي حتى يقرر، بل يقرر ولا يترك مجالا للتفكير... و اذا فات الاوان ما فائدة الندم؛ يا للهوان. والكلمة الاخيرة : ان اسرائيل بسطت جناحها على كافة الوطن العربي اقتصاديا وسياسيا و، الدول العربية تهرول واحدة تلوا الاخرى لاقامة العلاقات معها، واني والله لا استبعد ان يعودوا الى مكة و يطلبوا تعويضات زمن محمد"ص" الذي طردهم و استولى على املاكهم وان توافق السعودية على ذلك؛ وترفرف العلم الاسرائيلي على كافة العواصم العربية المتبقية، وحتى بعد هذا لا تتوقف الهجمة الشوفينية ضد الكورد لارسال المزيد من المنتحرين للشهادة والحصول على حوريات السبعين، واني ارى مانشيت احدى الجرائد العربية تكتب مستقبلا " اليهود يعودون الى مكة بهدوء و، الصحابة يغزون كوردستان من اجل الغنائم والجواري.

 

HOME