علاوي ومقتدى، التحدي الخجول و الجبان

 

 هشام عقراوي

حرب النجف و" المجاهد" مقتدى أصبحوا الشغل الشاغل للعراقيين و العالم وسط أهازيج قناة الجزيرة التي تعمل المستحيل من أجل ان تكحل عيون مقتدى و جيشة وتخلصه من الانهيار والهزيمة.

مقتدى الصدر الذي يمثل التيار الصدري الشيعي الديني الاصيل في العراق ومن ألمفروض أنه يدافع عن الاسلام و المسلمين و يحمي العتبات المقدسه، نراه يحتمي بهذه العتبات و يحولها الى معسكرات لميليشياته. يطبخون وينامون ويقضون حاجاتهم داخل أقدس مكان لدى المسلمين والشيعة منهم بالذات. ليس هذا فقط بل أنهم جمعوا أسلحة الدنيا و السيارات المفخخه داخل ضريح الامام علي (ر ض) والدم المحرم كلحم الخنزيرعلى المسلمين صار يسال داخل هذه الحرم.

مقتدى الصدر حامي حماة الصدريين،  مقتدى الصدر بطل قناة الجزيرة،  مقتدى الصدر ليث الاسلام وقناة المنار و حزب الله اللبناني، مقتدى الصدر الذي يهئ العراق لاستقبال الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف،  مقتدى الصدر هذا التقي و الناسك المتعبد حول ضريح الامام علي الى درع كي يحميه هو. وبدلا من أن يفدي هذا الضريح بنفسه و ماله يعرضه الى الخراب و التدمير. وصار ضريح الامام يحمي مقتدى وليس العكس.

 وجيش المهدي ذلك الجيش الجرار و العقائدي أنهزم من كل أرجاء النجف ولم يجدوا مكانا يحتمون به سوى ضريح الامام والجوامع و الحسينبات الاخرى في كافة أنحاء العراق.

بالله عليكم أليس هذا جبنا. أليس هذا خروج عن الدين. أليس هدم المساجد واستخدامها لأغراض شخصيه و خارجة عن الدين حراما؟؟؟ أين الشجاعه التي يتشدقون بها؟؟؟ أليس هذه مشابهة للذين يحتمون بأطفالهم داخل منازلهم و يتسببون بقتلهم، فقط لكي يخلصوا أنفسهم من القتل؟؟ أن هذا ليس ألا جبنا... فالقتال والحرب لها ساحاتها، ولم ارى يوما أن تحولت المساجد الى ساحات للقتال. لم أرى في تأريخنا المعاصر أن قاتل مسيحي داخل الكنيسه. حتى الكاوبوي الذي يقول مقتدى بأنهم كفرة و زناديق لم يفعلوها.

أليس عارا على جيش المهدي ان يمتنع الجيش الامريكي من الدخول أو قصف الصحن الحيدري و هم يعرصونه للخطر؟؟ أليس عيبا عليهم أن تفجر كنائس المسحيين بمن فيهم في العراق و الامريكيون و المحتلون يمتنعون من ضرب حتى الارهابيين و المجرمين داخل تلك الاضرحه. أنهم جبناء فعلا. فالاحتماء بالمقدسات و نسف الكنائس هي أعمال صبيانيه وجيانه حقا.

من الجانب الاخر نرى الحكومة العراقيه و على رأسها السيد اياد علاوي، يصرح ويتوعد و يهدد بأنه سيقضي على جيش المهدي. وخطبة طارق بن زياد أصبحت على لسان وزير داخليته و وزير دفاعه...و يقولون بأن جيش المهدي ليس أمامة سوى الاستسلام و ألقاء السلاح و يتحول الى حزب سياسي و الميليشيات المجرمة و الخارجة عن القانون حسب أقوالهم يجب أن تحل ويلقون بأسلحتهم في" بحر" النجف.

و الظاهر أن حازم الشعلان عين خطأ  وزيرا للدفاع، و مكانه الصحيح هو كرسي الصحاف. فبياناته مشابهة كثيرا لبيانات الصحاف. فجيش العراق عند الشعلان  قوي ومقتدر و العراق عنده  يستطيع الدفاع عن نفسه ضد اي عدوان. و جيش المهدي سيقضى عليه خلال ساعات و هم محاصرون وقلة ضالة والعشائر النجفيه ستقضي عليهم. فلو كان للعراق حقا ذلك الجيش فليخرج الامريكيون من العراق اولا. و لكن تصريحاته هي فقط للاعلام و الاستهلاك الوقتي!!!

هذا الكلام على الارض لا يساوي شئ. فالاقوال لاتنفع و تتحول الى الضد عندما لا تنفذ من قبل ناطقيها. فرغم مرور أكثر من عشرة أيام على تلك التصريحات و الهجمات الخجولة، مازال جيش المهدي في النجف و مقتدى الصدر يأتمرهم و مؤيدوهم في البصرة و الديوانية و العمارة و الكوت يسرحون ويمرحون بالمدن.

ومازالت الحكومة العراقية و العديد من الاحزاب تتفاوض معهم. والمؤتمر الوطني العراقي تحول الى مؤتمر التحدث عن مقتدى.  ومقتدى يلعب بهم لعبة القط و الفأر ويرمي المؤتمرين بين الفينة و الاخرى بقذائف الهاون و الصواريخ. و المواطن العراقي أصبح لا يعرف هل هؤلاء مجرمون أم وطنيون؟؟ فإذا كانوا مجرمين فلماذا تتفاوض الحكومة العراقية و الربيعي و شعلان معهم. المعتاد أن تفاوض الحكومة الوطنيين و ليس المجرمين. إستمرار علاوي بالتفاوض مع جيش المهدي يفند مزاعم الحكومة العراقية حول إجرامية هؤلاء.  

فالمجرمون الحقيقيون لا يعرفون سوى منطق القوة والضعيف لديهم مسفوك دمه. فصدام وزبانيته لم يكونوا يعرفون سوى القتل و الاستبداد و إهانة الناس ولم تفد معهم لغة النضال و الحق و المواجهة الشريفه والقانون. ولم تستطع المعارضه العراقيه لعشرات السنين من الاطاحة به. لا لقوته ولكن لخطرسته و شراستة و منطقه الاجرامي. وصدام لم يفد معه سوى منطق القوة. و القوة هي التي أزاحته.

وجيش المهدي بمقتداه لا يفيد معهم سوى منطق القوة. منطق القوة لا يعني بالضرورة إستخدام القوة. فطالما بقت الحكمومة العراقية ضعيفة فسوف لن يخاف منها جيش المهدي و غيرهم. و هذا التردد و التماطل الذي تبديه الحكومة تجاه جيش المهدي هو ليس لصالح الحكومة. وهذا التماطل بعينه أدى الى ألتفاف العديد من العراقيين حول جيش المهدي.

 والحكومة العراقية أن لم تقضي على هذا الجيش هذه الايام فإن جيش المهدي هو الذي سيقضي عليها لاحقا. فمقتدى هو ليس مقتدى فقط. بل هو الحرس الثوري و سوريا و حزب الله و القوميون و الاسلاميون المتطرفون في الوطن العربي و بعض خلايا القاعدة وحزب الله في تركيا  و جيش القدس و الحرس الجمهوري و فدائيو صدام ومن ثم يأتي التيار الصدري وأخرهم  قناة الجزيرة.

فليست مصادفة ان تخرج أيران وسوريا وحزب الله و حتى كوفي أنان يوميا بيانات حول أحداث النجف؟ البعض منهم يهدد و الاخر يتوعد و كوفي أنان يقترح. هل  طرد جيش المهدي من الصحن الحيدري مهم و صعب الى هذا الحد؟؟؟؟

لماذا لا تطبق الحكومة العراقية خطة المسلمين والنبي (ص)؟؟؟؟ لماذا لا يلجأون الى خطة حفر خندق حول الصحن الحيدري؟؟

لماذا لا يحاصرون تلك المنطقة و يدعون الاهالي و المدنيين بالخروج من المنطقة،  ومن ثم يحاصرونها بشكل محكم  من كل الجوانب  لمدة معينة من الزمن. عندها سيضطر المسلحون أما بالخروج من الصحن الحيدري أو يموتون جوعا و عطشا. وبذا سوف لم يتعرض الصحن الحيدري الى الخطر أيضا.  لو كان وزير الدفاع قد طبق هذه الخطة منذ اليوم الاول  لمعركة النجف لكان جيش المهدي في الصحن الحيدري قد تحول الى عصف مأكول.

أن تحدي علاوي و الحكومة العراقية لمقتدى الصدر و جيشه هو تحد خجول. والخجول لا يفوز. فما فاز باللذات الا الجسور. وطالما أعطى علاوي مكانا وسطا لجيش المهدي فسيبقون و يستمرون في تحيهم للحكومة العراقية وسيستمر مقتدى في ولائه للاخرين. وسوف لن يخلص للعراق لأن مرتبط بمصالح خارجيه.

إن  إنهاء الميليشيات المسلحة هو بدابة النهاية للارهاب و عدم الاستقرار الامني في العراق. ولو أراد علاوي النجاح فلابد له أولا أن يقضي على المسلحين و العصابات و الايادي غير النظيفه والفساد داخل حكومته ومن ثم كل من يتحدى القوانين العادله و الاهالي.

 

Home