الاعزاء في مركز حلبجة ضد انفلة وابادة الشعب الكردي / جاك المحترمون

تحية

اشد على ايديكم لمبادرتكم في تعقب مجرمي صدام كعلاء بشير ، والطلب باحالتهم للمحاكم لينالوا عقاب ما اقترفت ايديهم من جرائم واثام ضد افراد الشعب العراقي

ارسل لكم مقالا سبق وان تم نشره في ايلاف وفي كثير من صفحات النشر الالكترونية يعري ويدين علاء بشير كونه مجرما وضابط امن في المستشفى التى عمل بها ا

"موالي " صدام المُدَّعِية " بالثقافة "

تسعى " لتبييض " سيرة الدكتاتور

______________________________________________

د . خالد السلطاني

معمار ، واكاديمي عراقي

___________________________________________________________

 

يعرف العراقيون جمبعاً ، بدون استثاء ، مدى الظلم والقهر والاستبداد والطغيان الذي اقترن بالنظام الدكتاتوري التوتاليتاري البغيض . ويعرف العراقييون ايضاً، ان " صدام " رأس النظام البائد كان المسؤول الاول عن جميع الجرائم والمحن التى مرّ بها العراق والمنطقة ، يعرف ذلك القاصي والداني . فقد ادرك الكل بان النظام البعثي الصدامي ماهو الا نظام قتلة وبغي وعدوان وتعسف ، استولى وادار الحكم بذهنية مؤامراتية ، جلبت للناس وللبلد مزيداً من الالام وكثيرا من الانتهاكات ؛ ولم يقتصر جوّر نظام صدام على العراقيين وعلى شعوب المنطقة باثره المادي لوحده ، وانما شمل ذلك الاثر المعنوي ايضاً ، فهذا النظام مسؤول مسؤولية كاملة ومباشرة عن تأخر البلد، وسلبه حقه في التقدم والاعمار والازدهار؛ اذ اضاع النظام الفاشي البعثي الفرصة تلو الفرصة التى فتحت امام العراق ، ولكنه اغلقها كلها بتعمد مسبق ، محولا البلاد الى سجن كبير ، متسلطا على رقاب الشعب كما يشاء ، من دون رقيب او حسيب ؛ بتعبير اخر ، يتحمل نظام صدام ، وصدام نفسه كل ما مرّ بالبلد من ازمات ومآسي ومشاكل ، كما يتحملا النظام ورأسه ، جريرة وجود واقع مريب والعمل على تفشي وانتشار ذهنيات تتسم بتفكير سادي معادية للقيم الانسانية ، ولا سيما " معاداة " الاخر " < و الاخر وفق "معايير " نظام القتلة ، كل من لاينتمي اليهم من ناحية القربى و الفكر والممارسة > ، هذا الاخر ، الذي طبقاً لمفاهيم اصحاب العقليات المجدبة ينبغي ، معاداته بكل تجلياته الثقافية والاجتماعية والدينية والقومية .

وستكشف المحاكمات المرتقبه مدى هول الجرائم التى ارتكبها هذا النظام ،اثارها الاولية التى تمثلت اخيرا وبشكل صارخ في شواهد المقابر الجماعية ، واثار حرق التجمعات السكانية بالغازات السامة ، والالاف المعذبة من ضحاياه المتواجدين داخل العراق وخارجه ؛ وسيدرك العالم باسره ايضا ، مقدار احقية الوطنيين الاحرار العراقيين واصدقائهم ، من اجل النضال ضد هذا النظام القاسي وقيمه غير الانسانية وغير الحضارية معاً.

لكننا نشهد في الفترة الاخيرة ، ثمة تسارع محموم من قبل اتباع صدام ، وخدمه السابقين في محاولات تسعى الى " تبييض " صفحة الدكتاتور ، والرغبة في تقديمه لبقية انحاء العالم كونه "انسانا " ، عادياً : يخطأ ويصيب ، محبأ للعائلة رحيما ، شجاعأ ، وربما " وطنياً " ايضاً ، ينتسب الى آل البيت الاطهار ، وقد يصل نسبه الى .. حمورابي ! .

ولعل ما صدر من كتب وتصاريح عديدة ، لثلاثة من مواليه السابقين ، مؤخراً ، يصب في ذلك المسعى ، مسعى العمل على نقض الصورة الحقيقية للحاكم القاتل ، والحرص على طمس جرائمه الكثيرة والمتعددة . وتشكل الكتب المنشورة اخيرا والتصاريح الصحفية العديدة التى ادلى بها علاء بشير ، وعبد الرزاق عبد الواحد وسامان عبد المجيد نموذجا سافرا وفاضحاً لذلك المسعى الخبيث الماكر والشرير ، الذي يؤسس لاطروحة مفادها بان دكتاتور العراق السابق ماهو سوى حاكم عادل وديمقراطي "ويخاف " الله في كل تصرفاته واعماله ، محاط بسيل من المؤامرات الداخلية و الخارجية التىعليه ان يواجهها بشئ من القسوة المبررة .

اذ يشير علاء بشير، الذي يسمى نفسه "الطبيب الخاص " للدكتاتور ، في تصاريحه العديدة بمناسبة اصداره " كتاب عن صدام " ، بان الاخير كان يقبل بشكل وباخر " الرأى الاخر " الذي كان موقفه منه ، يمثل تلك الممارسة ، ويتكلم عن "شجاعة " ينسبها للدكتاتور ، ويقول بانه راى صدام رابط الجاش ، مقدام في زبارته لابنه الجريح في المستشفى ،اثناء محاولة الاغتيال الفاشلة لعدي ، كما يسرد المذكور وقائع اخرى مشابهه تدل فيما تدل على "القيم " الايجابية التى يحاول ان يلصقها بالدكتاتور النزيل الان في احد سجون العراق ، في كتابه الذي سيصدر في النرويج .

وقبل الرد على هذه الادعات ، اود ان اوضح بان علاء بشير لم يكن طبيبا خاصاً لصدام ، لسبب بسيط ، وهو ان الرجل كان طبيبا مختصا بالاعمال التجميلية ، اي انه لم يكن مختصاً بالامراض التى عانى منها صدام او افراد عائلته ، حتى يضحى طبيباً خاصاً له ، من المحتمل انه عدّ ضمن الحاشية الصدامية ، لان الدكتاتور كان شديد الولع باضافة اسماء كثيرة الى حاشيته وتابعيه وخدمه ، وعلاء بشير واحدا منها ليس الا . كما ان اهتمامه بالرسم ، الذي لم يكن مرموقا به وفق تقييمات كثير من النقاد ، ابعده عن اختصاصه ، فلا هو بطبيب يهتم في مهنته ، ولا هو رسام ذا شأن في هوايته الفنية . وبالمناسبة فان منجز علاء بشير في الرسم يشبه الى حد كبير " انجاز " سيده في مجال الادب ، فرسام " لوحات الغربان " التى اشتهر بها علاء ، وساديته الوحشية ، تماثل الى حدّ كبير تأليفات " زبيبة والملك " وبقية السلسلة " الادبية " التى اقترنت بـ " كاتبها " ؛ والاثنان استقيا شهرتهما من " شهرة " وطغيان النظام الشرير اللذان كانا جزءاً منه ، يرعبا به الاخرين ، ويتمشدقا من خلاله " بانجازاتهم " الثقافية .

وتصريحه الاخير بانه " يلعن اللحظة التى اختاره صدام فيها ليكون واحدا من بين اطبائه " < انظر ايلاف 10 يونيه 2004 > هو محض كذب في كذب ، اذ ان المدعو كان تواقا لهذا المنصب وعمل المستحيل من اجله ؛ ويعرف الكثيرون ، والاطباء بشكل خاص ، بان علاء بشير شغل لفترة طويلة وظيفة ما يسمى " ضابط امن دائرة المستشفى " الذي عمل بها ، وهذا المنصب هو احد المناصب التى اوجدها النظام المقبور لمراقبة الناس ورصد حركاتهم . بمعنى آخر ، كان مجرد " شرطي امن " : محض " شرطي سري " ينقل " بامانة " يوميا كل ما يدور في مستشفاه . ولم يكن هذا " المنصب " الذي شغله علاء ، منصبا مفروضا عليه وانما سعى هو اليه طامحا ومتبجحا ؛ كما انه لم يشعر باية اهانة انسانية ، كونه طبيب ورسام ، كما يزعم ؛ ان يكون " شرطيا " يكتب التقارير الامنية على زملاءه وزوار مستشفاه ، بل كان يتبجح في هذا امام الجميع ، ولا نعلم كم من الناس البسطاء والخيرين ارسلهم هذا " الشرطي السري " الى حتفهم والى سجون صدام المرعبة لمجرد وشاية منه او كذبة افتعلها ضد الاخرين وضد خصومه ، تماما مثل تلك القصة المخيفة التى اوردها هو نفسه في التصريح المنشور في " ايلاف " .

وفي حالة عبد الرزاق عبد الواحد ، فانه ينتحل الان صفة " شاعر العراق " ؛ مدعياً بانه لم يكن شاعرا " لصدام او شاعر السلطة ، ..انا شاعر العراق " يقول " لايلاف " < 9 يونيو 2004 > ؛ وربما كان عبد الرزاق فعلا شاعر العراق ، لكنه بالتأكيد هو عراق سيده السابق : عراق صدام حسين ، عراق الضيمّ والقهر والخيبات والطغيان وكل شئ سلبي ارتبط بذلك العهد الاسود ، و اقترن به عبد الرزاق ، واقترن شعره به ايضاً !

وعبد الرزاق عبد الواحد هو الذي ظلّ يردد كثيرا متباهيا ومفاخرا " بانه سوف يقول في صدام ، ما لا قاله المتنبي في سيف الدولة ! "، وقد خبر العراقيون صورته وصوته وشعره ، عندما كان يظهر مرارا على شاشة التلفاز ممجدا نوبات القتل والانتقامات الجماعية التى كان يشنها النظام التوتاليتاري البائد ضد الشعب العراقي ،. وظل " غراب البين " ؛ وهي صفة لصقها الشعب العراقي به وبزميله : " غراب بين " آخر ؛ < وهو شاعر فلسطيني زعم بانه بعثياً ، كان مقيما في العراق اسمه " اديب ناصر " > ظلا كليهما يمجدا الحرب والعدوان التى افتعلها النظام البغيض ضد الشعب وقواه الوطنية وضد جيرانه ، متبجحان ، بكلام منظوم ،عن الاعتداءات والحروب الكثيرة ، الى شنها صدام ضد جيران العراق التى ساهمت في خراب البلد وقضت على شبابه ورجاله بدون وجه حق ! ولم يدع " شاعر العراق الصدامي البائد " اية فرصة تمر من دون تذكير الناس بولعه " وعشقه " وانتمائه لصدام ونظامه المجرم ، اذ كان حاضرا بشعره وبذاته في جميع المناسبات العديدة التى يحتفل النظام بها لجهة تكريس قيمه ومبادئه في المشهد السياسي المحلي ؛ ولا يعرف لشعر عبد الرزاق عبد الواحد ، كما لا يتذكر العراقييون اية " ثيمة " اخرى ، سوى موضوعة التمجيد والتملق والرياء للنظام الصدامي والى شخص الدكتاتور نفسه .

وتجدر الملاحظة بان موقف عبد الرزاق تجاه النظام لم يكن موقفا بداعي تجنب عواقب النظام او تحييد شروره ومكره ، وانما كان موقفا اختياريا وطوعيا ً متعمدا يتسم على شره انتهازي ، رخيص ، لاستغلال كلامه الموزون المتساوق مع اصحاب ذهنية الجدب الثقافي الاتية من قيعان الريف الرثة ، وولعهم بالالفاظ العادية المكررة ، ونفورهم من كل شئ جديد وطليعي . كما ان المدعو ظل مستمرا في نهجه هذا ، حتى الساعات الاخيرة من عمر النظام ، في وقت قد تركه الكثيرون وبضمنهم ناظمو قصائد ، ما يسمى بالشعراء القوميين .

ويحاول " سامان عبد المجيد " ، وهو مترجم سابق للدكتاتور، وهارب من العراق الان ، يحاول في كتابه الصادر في الفترة الاخيرة ، ان يسبغ اوصافا على الحاكم السابق ، ليست فقط بعيدة عن الواقع وانما صعبة التصديق ، كقوله بان " صداماً كان يريد ان يكون قائدا عظيما .. مثل خالد بن الوليد وعمر بن الخطاب ، ومثل صلاح الدين الايوبي .." اي ان الدكتاتور البربري المتوحش ، الغارق في وحل جرائمه ، يعتقد خادمه السابق انه في مصاف الرجال العظماء ، من دون ان يرف له جفن ، كما يقال . ويستطرد سامان في نشر اكاذيبه الوهمية وتصوراته الخيالية عن صدام في ذلك الكتاب الذي اصدره في السنة الماضية ، بانه كان ".. في منتهى < التشديد لي > الرقة معه ومع الاخرين " كما " .. انه لم يكن شخصاً متعنتاً .." وكان "..يؤمن دائما < التشديد لي > بالشورى ، واستماع الى راي الاخرين .." !

هكذا يسعى خدم صدام السابقين ومواليه المأجورين وراء محاولة " تبييض " سيرة الدكتاتور بكل الاكاذيب والافتراءات واختلاق صفات ومواقف وهمية ، متخيلة فقط في رؤسهم المريضة عنه ؛ واذا كان صدام بهذه الاوصاف ، كما يريد مترجمه السابق ان نصدقه ، فما هو اذن ، سبب هذا الخراب والكوارث المفجعة التى خيمت على العراق وشعبه طيلة عهد صدام المقبور ، تداعياتها المأساوية لا تزال تلازمنا لحين الوقت الحاضر ؟. واذا كان هذا " الديمقراطي " ، المحب للشورى ، المتمسك بالدين وقيمه كما يؤكد مترجم السفاح السابق الذي يزعم بان سيده ".. كانت كلمة الله لا تنزل عن لسانه "، .. وانه يقيم الصلاة في مواعيدها ويحرص على ادائها حتى ولو كان عنده ضيوف " .. يعتذر عندما يحين وقت الصلاة ، ويذهب الى غرفة اخرى ، ويعود بعد عشر دقائق .. " فبم يعلل طغيان اعضاء الحزب " القائد " واستحواذ العصابة الصدامية على كل موارد البلاد ، واقصاء جميع افراد الشعب عن القيام باي دور سياسي ، وعزلهم عن كل مظاهر الحضارة والتقدم ، وتحويلهم الى رهائن وسجناء في وطنهم ؟

هكذا يريد " الموالي " والاتباع ، ان ننسى من هو صدام ، وماهي عقليته ، وما هو نوع نظامه ، ان نغفل عن جرائمة المفجعة الاليمة .

بماذا يمكن ان ننعت اصحاب هذه الاقوال ، اولئك المناصربن المدافعين عن الدكتاتورية والدكتاتور؟

ان كلمة " غلمان" قد تكون مواتية جدا لوصفهم وملائمة كثيرا لهم ؛ فقد كانوا فعلاً كالغلمان الخنوعين : ذليلين امام الدكتاتور، ومتظاهرين بالقوة على الاخرين ، المتبجحين بوهم السلطة ، والمستمتعين بعطاياها الحرام .

انهم ما فتأوا يصرخون تارةً ، وينبحون اخرى ، يذكروننا بايام صدام التعيسة البائسة الحزينة والموحشة!

ايها الغلمان المسعورون كفى عواءً ، نريد ان نستريح ، وننسى صدام واسم صدام ونظام صدام وذكرى صدام ،

اتركونا ننعم بالهدوء .

ايها الغلمان ، لقد انتهى نظام سيدكم صدام ، فعلام هذا النباح ؟!□□

 

د .خالد السلطاني

معمار ، واكاديمي عراقي

 

 

 

 

 

HOME