كركوك مدينة كردية ام كردستانية

جلال الجباري

 

كثرت في الاعوام الاخيرة الحديث عن كردستانية كركوك من قبل الاحزاب الكردية خاصة.. في تراجع واضح  واضح عما كنا نسمعه في الماضي.... والمطالبة بنصف الحق ظنا بانها الوسيلة الانسب  لنيل  الحق  كله

.  والسؤال هنا هل ان مدينة بابا كركر هي مدينة  كردستانية ام هي مدينة كردية..... كماان الموصل وبغداد مدن عربية...وكما انقرة واستنبول مدن تركية؟؟..... وهل طرح مظلومية كركوك ومعانات اهلها الكورد بهذا الاسلوب المرن والدبلوماسي ساعد وسوف يساعد في تمهيد عودة المدينة المغتصبة( تارة باسم التتريك وتارة باسم التعريب وتارة باسم التعريق)... الى احضان كردستان....وهل ان هذا الخطاب الخجول كافي لاقناع من ليس مستعدا لا حضاريا ولا فكريا ان يعترف بالتنازل عن( حقه) المكتسب في كركوك. هكذا وبكل بساطة....ان من ليس مستعدا للاعتراف بكردية كركوك لا يعترف اصلا بوجود موطن اسمه كردستان ولا حتى بالشعب الذي عاش ويعيش فيه  وبالتالي غير مستعد ابدا للاقرار بكردستانية كركوك.....والعكس صحيح ايضا....فمن امتلك البصيرة والرؤيا الواقعية للامور وكان متحررا من الاوهام الشوفينية وكان مؤمنا بحق  الشعوب كل الشعوب في تقرير المصير فأنه يؤمن بالتأكيد ان ماجرى في كركوك كان جرما وتطهيرا عرقيا قل نظيره في التأريخ..     وانه ليس فقط الحرص على بناء علاقاتاخوية متينة لتجاوز ارث الماضي الثقيل بل الواجب الاخلاقي و الانساني والحضاري يقتضي باحقاق الحق وانصاف المظلوم........

 

فطوال حياة القائد الكردي الخالد البرزاني مصطفى لم نسمعه يوما وفي احرج ايام ثورة ايلول متحدثاعن كردستانية كركوك.....بل كان يشدد دوما على ان كركوك مدينة كردية (حتى لو بقي فيها كردي واحد) في اشارة صريحة الى عمليات التتريك والتعريب في كركوك طوال العقود التي مضت......

 

الم يحن الاوان للقيادة السياسية الكردية ان ترجع الى ابجد يات الارث النضالي للثورة الكردية والتي اثبتت الايام والاحداث صوابها وبعد نظرها...... والتي على الرغم من ظروفها المحلية والاقليمية والدولية الصعبة والمعقدة لم تتنازل ابدا عن كردية كركوك ....

 

ارجو ان لا يفهم وجهة نظري هذا بانه طرح عنصري الحاقي والغائي للاخرين الذين سكنوا كركوك منذ القدم...بل انني  في الحقيقة انطلق من ثوابت تأريخية وجغرافية لا جدال فيها معروفةجيدا للضالم والمضلوم وفي كركوك بالذات....فاذا كان الكردي مستعدا ان يعيش كمواطن عراقي ناقص الحقوق وكامل الواجبات في المد ن العربية والتركية ولعقود من الزمن وفي غياب اية معايير وطنية ودولية لحقوق الانسان...فلماذا يرفض  ان لم نقل يستنكف العربي او التركماني او غيره العيش في مدينة كركوك الكردية كامل الحقوق وكامل  والواجبات وفي ظل دولة  عراقية ديمقراطية تحترم الانسان وحقوقه وكامل خصوصياته..؟؟؟؟؟هل هي رائحة النفط ام نار الحقد العنصري المتفوق ام التخلف الحضاري ...ام ماذا...؟؟؟؟؟

 

 

 

HOME