ما خفي من الجبل الثلجي العائم كان اعظم....يا احفاد هولاكو وايتام صدام.....

جلال الجباري

 

الاتفاق الاخير بين وفد القيادة الكوردية والدولة العراقية رغم تواضعه وضآلة المطاليب الكوردية المزمع تحقيقها,والتي لا تمثل في الحقيقة الا القمة البارزة من الجبل الجليدي العائم وليس الجبل كله , الا انها كانت كافية لأن تفقد اعداء الشعب الكوردي   المعروفين صوابهم, واعني بهم العملاء من دول الجوار شرقأ وغربأ وشمالأ, والتي باتت تردد نغمات نشاز و من نفس السيمفونية السمجة المكررة حول عمليات تكريد كركوك او ما يزعم من محاولات كوردية للسيطرة على كركوك.

ولم يعد غريبأ ايضأ ذلك الغزل المتبادل بين أحفاد هولاكو من بعض العنصريين التركمان المعروفي الولاء والانتماء, وبين أيتام صدام من العرب الحويجيون  وغيرهم من العرب المعلبين الجدد(العشرة آلاف),وفي اصطفاف غريب من نوعه ولكن المعروف في المرام والمقاصد المشبوهة,وكما كان ديدن اعداء الكورد دومأ ,فهم مختلفون  فيما بينهم الى حد الاحتراب والحروب الدموية ,بدأ بمعركة جالديران ومرورأ بالاستعمار العثماني وقادسيات صدام المقبور وانتهاءأ بالتحالف الشيعي_ التركماني_ الوهابي_ الحويجي, ولكنهم يجتمعون في ماخور واحد وهو معادات الكورد في وجوده على ارضه, وحقه الطبيعي في ممارسة هذا الحق حاله حال كل الشعوب والامم.

فنرى ان بعض التركمان من العنصريين من أزلام الميت التركي ,يبدون حرصهم  الزائف على (تركمانية) كركوك ولكنهم يباركون بل ويدافعون عن استقدام مئات الآلاف من العرب المعلبة (العشرة آلاف)الى كركوك  , في الوقت الذي يعتبرون  استحصال حق التصويت لعشرات الآلاف من الكورد المهجرين من ابناء كركوك هو عملية (تكريد) يمارسها الكورد!.....بل ولا يقفون عند هذا الحد , فانهم يدعون صراحة ودون خجل الى اعادة ترحيل  ذلك الجزء الضئيل من الكورد الذين عادوا الى كركوك بعد زوال النظام الصدامي اللعين, وهم يعرفون جيدأ و اكثر من غيرهم من هم هؤلاء, والى أية عشائر ينتمون ,والذين هم في الحقيقة ابناء نفس العشائر الكوردية التي ينتمي اليها الكثيرون من هؤلاء المستتركين ابأ عن جد وقبل ان تطالهم سياسات التتريك المقيتة والتي اشرت الى اثارها في مقالات سابقة وتناولها الكثير من المؤرخين من الكورد وغير الكورد بكثير من التمحيص والاسهاب.

وأنا اقول لهؤلاء وامثالهم الذين لم يعوا لحد الان ان زمن استعباد وقهر الكورد في العراق قد ولى , والنظام الذي كانو يتمترسون خلف أفعالها الشوفينية بحق الكورد قد ذهب  الى حيث يذهب كل نظام عنصري  في التأريخ, وعليهم ان يدركوا جيدا ان ما تم الاتفاق حوله بخصوص حق التصويت ما هو الا القشرة الخارجية للب المطاليب الكوردية او بالاصح المعانات والظلم التأريخي على الكورد في كركوك,وهو ليس الا قمة الجليد العائم ,أما الجبل الجليدي نفسه والذي نسميه نحن الكورد بالتطبيع فهو اكبر من ذلك بكثير, وهو الحجم الحقيقي لمعاناتنا نحن كورد كركوك لمظالم قاسية وطويلة الامد كنا نذوقها بمرارة ويأس,فكركوك الذي حوى باطنها مخزونأ نفطيأ هائلا ,  فان ظاهرها  كان (ولا يزال) يحوي في ذاكرة الكوردي مخزونأ اكبر من مختلف  اشكال الظلم والحرمان والقتل, فقد كان تقسيم كوردستان وتشريد اهل كركوك والانفال والكيمياوي من نصيبنا ,بينما كانوا هم من يتمتعون بخيراتها او على الاقل كانت معاناتنا  تصب في طاحونة احلامهم واحلام اسيادهم الطورانيين,فاذا كان السماح بتسجيل بضعة الاف من كورد كركوك قد اقضت مضاجعكم الى هذا الحد, فاستعدوا اذأ لما هو اشد ايلامأ واحباطأ لكم ولأسيادكم في القادمات من الايام والشهور,وهي فاتورة طويلة مضى على زمن تسديدها سنين وعقود, واعني بها فاتورة التطبيع , الذي هو الحل الوحيد لازالة جميع آثار عمليات التعريب والتهجير والقهر وبالتالي مفتاح حل قضية كركوك,تلكم العمليات البشعة  التي دفعنا نحن الكورد  ثمنها بأنهار من الدماء والدموع والحرمان , و بالمقابل كان سحتها الحرام  يصب في جيوب  أحفاد سعد بن ابي وقاص من البدو و جامعي الملح القدامى  (الحويجيين) , و تؤمن في الوقت نفسه المسكن والارض والوظيفة ومختلف الامتيازات لبائعي موطن الاباء من العرب المعلبين من( العشرة الاف)  من الذين أغراهم النظام السابق ودفع بقطعانهم الى حضر وريف  هذه المدينة المغتصبة .

وما هو راسخ رسوخ جبال كوردستان ,سواء لشعب كوردستان,كل كوردستان, أو لقياداتها السياسية قاطبة, بأن كوردستانية كركوك هو الخط الاحمر الذي لا يمكن لاحد ان يتجاوزه او يساوم عليه ,وليس هنالك قيادة كوردية تستطيع ان تجازف بماضيها و بمستقبلها السياسي, بل حتى بشرعية وجودها اذا ما فكرت وتحت اية ظروف ان تتخطى هذا الخط الاحمر,فانها لاتفقد شرعيتها فحسب بل وحتى  ولاء الملايين من جماهير كوردستان التي بات حلم كردستانية كركوك هاجسها الاول والاخير بل الرئة التي بواسطتها يتنفس ويعيش,وهذه الاحزاب تدرك جيدأ ان اية مساومة على كوردستانية كركوك انما  ستؤدي الى انتهاء دورها كاحزاب قومية, وتؤدي حتمأ الى احتلال تيارات واحزاب اخرى لمواقعها ودورها التأريخي وهذه التيارات لن تكون باي حال الا تيارات قومية متطرفة ستسلك طريق العنف كخيار وحيد لاستعادة كركوك الى احضان كوردستان ,ولن تكون ذلك حتمأ ضمن وحدة العراق ولن تكون ايضأ في صالح دول المنطقة وبالاخص التي لا تزال تغتصب اجزاء من كوردستان, ولن تكون ايضأ في صالح القوى الدولية التي تحاول تهدئة الامور في هذه المنطقة الحساسة من العالم , ان من شأن عدم حل مسألة كركوك ان تدفع العراق والمنطقة في دوامة حرب اهلية لا تبقي ولا تذر,صراع دموي مرير معروف البداية ومجهول النهاية والنتائج.ويكفي ان نستدرك انه لو تصرف النظام السابق بأسلوب اكثر واقعية وعقلانية( ولو ان ذلك كان بعيدأ عن عقلية و طروحات حزب البعث العنصرية)  في اواسط السبعينيات من القرن الماضي , لكان وفر على الشعب العراقي والمنطقة الكثير من الأرواح والأموال ,ولكان صدام الان خارج زنزانته المهينة. وهذا الكلام رغم افتراضيته الا انه يتضمن ايضأ جزءأ مهمأ من حقيقة مفادها ان حل قضية كركوك هو مفتاح الاستقرار في العراق وعكسه صحيح ايضأ,وبدون ايجاد حل منصف لهذه القضية فان العراق والمنطقة مقبلة على احداث مريعة لا تقف عند حدود العراق بل تتعداها الى ما هو ابعد منها بكثير وتؤدي بالضرورة هذه المرة ليس فقط الى تغيير نظام حكم سياسي معين فحسب بل ستؤدي ذلك تغيير مجمل الخارطة السياسية والجغرافية لعدد من دول المنطقة وعلى رأسها تلك التي تحتل كوردستان.

وهناك حقيقة اخرى قد يغيب عن بال  الكثيرين وهو  الربط الخاطئ بين كوردستانية كركوك, وانشاء الدولة الكوردية,ذلك البعبع الذي يؤرق حكام الدول المحتلة لكوردستان عامة وتركيا الكمالية خاصة ,فهم يتصورون ان مجرد انضمام كركوك النفطية الى أحضان كوردستان  يعني الاعلان الغير الرسمي لانشاء الدولة الكوردية ,ولذا نراهم يدفعون بعملاءهم للعمل ضد هذا التوجه كلما لاحت في الافق أية بوادر لتطبيع اوضاع كركوك , وحتى ان تصرفات بعض هؤلاء العملاء تصب احيانأ بالضد من مصالح شعبهم انفسهم( كما في  حالة التركمان ودفاعهم عن عرب التعريب او وقوفهم ضد عودة  قضائي طوز وكفري الى احضان كركوك والتي تضم ايضأ الالوف من التركمان  !), لأنهم مدفوعون وفق المفهوم الميكافيلي الشمشوني ( علي وعلى اعدائي),ولكن الحقيقة المستقات من الامثلة القريبة لانشاء الدول الحديثة التكوين(البلقان,الاتحاد السوفيتي السابق ,تيمور الشرقية)ترفدنا  بحقائق  معاكسة مفادها ان النفط او اية ثروة طبيعية لم تشكل دومأ الاساس لانشاء هذه الدول بقدر ما كان السبب الحقيقي هو الظلم والقهر القومي والاقتصادي والاجتماعي والحرمان من التمتع بالحقوق القومية او الدينية , بل ان الكثير من هذه الشعوب فظلت حتى حياة الكفاف في ظل الاستقلال ,على حياة افضل في ظل الاستعباد والظلم القومي او الديني, فالوضع الاقتصادي للبوسنيين كان حتى أفضل ابان وجود الدولة اليوغسلافية السابقة, وبتقديري الشخصي ان رجوع كركوك الى احضان كوردستان سيدفع بيوم تشكيل الدولة الكوردية عقودأ وعقودأ  الى الوراء وليس العكس,لعدة اسباب منها ان الدول المحتلة ستستميت أكثر في اجهاضها وخنقها, سواءأ منفردة او مجتمعة لانها ستكون الخطر الاكبر على وجودها .

وما الأحلاف المشبوهة بين هذه الدول طيلة العقود الماضية الا خير دليل لما أقول( حلف بغداد, سعد اباد, اتفاقيات الحدود المعروفة) وهذه الدول لا ولن تقبل ضمن التوازنات الدولية الحالية بدولة كردية قوية ذات اقتصاد متين, ولكنها قد تتغاضى عن تشكيل كيان ضعيف وتابع( كما كان حالها في الفترة قبل سقوط النظام بالنسبة للحكومة الكوردية الاقليمية الشبه مستقلة  ) , لان هذه الدول وبالمفهوم العلمي لا تتعدى كونها الا  دول قومية شوفينية  ممثلةلأنظمة سياسة برجوازية اكثر تطورأ من البرجوازية الكوردية المحلية الحديثة العهد, وبالتالى فهي اي البورجوازيات التي تحكم الدول المحتلة لكوردستان, لا تقبل الا ببرجوازية كوردية كومبرادورية تابعة وليس بورجوازية وطنية قوية و منافسة  ,والاهم من ذلك ان حل هذه المعضلة سيكون من شأنه ان يخفف من الآلام الكوردية المزمنة على ايدي الانظمة المتتالية في العراق ومنذ تشكيل الدولة العراقية, ويجعل الانسان الكوردي ينظر الى العراق الجديد نظرة اكثر تفاؤلأ وانتمائية ,ويمتن اواصر التأخي الحقيقي الاختياري وليس  الالحاقي المزيف ,وبالتالي ينظر الى مستقبله المضمون في دولة فيدرالية قوية مزدهرة تمتلك اكبر احتياطي نفطي في العالم, اكثر من التفكير في الاستقلال وانشاء دولة في جزيرة يحيط بها بحار من الاعداء المتربصين  بها من كل جانب, مع التأكيد على حقه الطبيعي في دولة مستقلة متى ما كان ذلك ضرورة تأريخية ملحة

 وبديلأ لا بد منه, في حالة استحالة العيش المشترك والاحساس العميق باستمرار القهر القومي وتجاهل الحقوق المشروعة,وانذاك سيحذوا حذو البوسنيين  ومهما كانت النتائج.

ان التطبيع الذي نعني به نحن الكورد يعني

أولأ __ ارجاع الوحدات الادارية المستقطعة من كركوك الى سابق عهدها أي قبل  ان تطالها يد البعثرة البعثية ,فالمعروف ان النظام البعثي قد قطع أوصال هذه المحافظة ووزع كل الوحدات الادارية ذات الاكثرية الكوردية و التابعة لها تأريخيأ الى المحافظات المجاورة ,وأبقى على القضاء  الوحيد وذي الاكثريةالعربية (الحويجة)  ضمن المحافظة ,في الوقت الذي يعتبر هذا القضاء من احدث الاقضية في كركوك , وان اكثر سكانها هم اصلاعشائر بدوية  نازحة من تكريت والموصل ولا يزالون مرتبطين بأواصر عشائرية قوية مع هاتين المحافظتين, وكان الاجدر( ولا يزال) ربطها كوحدة ادارية بأصلها العشائري والديموغرافي اي الموصل او تكريت, وذلك  بعد اعادة الاراضي الواسعة التي استولى  عليهاهؤلاءلاصحابها الاصليين من الكورد والتركمان الشيعة ( اراضي منطقة الرياض والبشير والمقاطعة اربعة عشر من اراضي مشروع ري كركوك( صدام سابقأ)

ان اعادة ربط الاقضية (جمجمال,طوزخورماتو,كفري , كلار),يعني اضافة اكثر من ربع مليون كردي الى محافظة كركوك على اقل تقدير,وهذا كان اصلأ السبب وراء استقطاع هذه الوحدات الادارية من قبل النظام البعثي العنصري ,وهو نفس السبب وراء الهلع الذي اصاب العنصريين التركمان  حين يتم الكلام حول اعادتها  الى المحافظة الأم كركوك ,لانهم يعرفون حقيقة الثقل السكاني الهائل للكورد في كركوك فيما لو تم اعادة هذه الوحدات الادارية الى سابق عهدها, كجزء لا يتجزء من كركوك,وهذا هو السر الكامن وراء التحالف  التركماني البعثي الغير مقدس,اضافة الى مسألة ديموغرافية معروفة وهي ان هذه الوحدات الادارية ذات الاكثرية الكوردية ستضل ترفد المدينة ووفق التطور الزمني بدماء كوردية جديدة بينما الجانب التركماني لا يمتلك هذه الميزة لانها اصلا ليس لديها عمق سكاني يذكر خارج حدود المدينة!!!!.

وذلك يعني ايضأ اعادة الحياة الى اكثر من خمسمائة قرية كوردية هدمها النظام  البعثي وقتل وشرد أهلها في عمليات الانفال المشؤمة, وهي اراضي زراعية كانت سلة غذاء ليس محافظة كركوك فقط بل حتى المحافظات المجاورة , وهي تضم اراضي زراعية ذات تربة خصبة تعادل كل الأراضي الواقعة ضمن المحافظات الثلاث الاخرى من كوردستان, وستتحول بقليل من الجهد والاموال الى  مساحات زراعية غناء كما كانت في الماضي بل وافضل بكثير وخاصة لو تم سحب المياه اليها سواءأ من مشروع ري كركوك وكما كان مخططأ لها سابقأ قبل مجئ حكم البعث وقيامه بتغيير التصميم الاساسي للمشروع وتحويله الى مشروع تعريبي بدلا من جعله مشروعأ اروائيأ يخدم الجميع,كمايمكن تزويد كل منطقة كرميان بالمياه من سد دوكان ( من منطقة عسكر ) وسحب المياه الىمناطق اغجلر وسنكاو وجباري وزنكنة وصولأ الى كفري وكلار. واقامة أنظمة ري عصرية تتناسب مع طوبوغرافية المنطقة مثل أنظمة الري بالرش والتنقيط, وحبذا لو تم اجراء دراسات ميدانية من قبل وزارة الري لتنفيذ مثل هذا المشروع الذي كانت السلطات السابقة تتفاذى الخوض فيها لاسباب سياسية وعنصرية معروفة.

ان كوردستانية كركوك لا يتحقق الا بارجاع الوحدات الادارية المستقطعة منها الى احضانها كالسابق , فكركوك كوردستانية لانها محاطة من أطرافها الثلاثة بأقضية ونواحي وقرى كوردية ومنذ مئات السنين, ولعمق يصل الى اكثر من مائة كيلومتر في بعض المواقع, ومن اجل تجريدها من صفتها الكوردستانية والجغرافية قام النظام البعثي بفصل هذه الاجزاء عنها, فالنضال من اجل كوردستانية كركوك كان ولا يزال يتطلب وفي المقام الاول العمل على ارجاع هذه الوحدات الادارية الى سابق عهدها قبل ان تعبث بها أيادي البعث المجرمة.

ثانيأ...... اعادة المهجرين والمهاجرين الى كركوك

قام النظام البعثي ومنذ اكثر من ثلاثين سنة  من خلال حملات منهجية منظمة بتهجير الكورد من المحافظة ,ولو ان عملية تغيير الواقع القومي لكركوك ترجع الى عقود سابقة وبالذات بعد اكتشاف النفط في اواخر العشرينيات من القرن الماضي,وكان هدف النظام البعثي هو تفريغ المحافظة من سكانها الكورد بمختلف الوسائل والاتيان بعشائر و أناس موالين لها  من العرب محلهم( لا اريد الخوض في تفاصيل هذه الجرائم فقد سبقني اليها الكثيرون من الاخوة المؤرخين الافاضل وهي معروفة عند كل العراقيين), وهذا الاسلوب من حملات الابادة العرقية لم يمارسه الا  الدولة الكمالية قي كوردستان تركيا من قبل,و في  الثلاثينات من القرن الماضي, وقد توج النظام جرائمه تلك بحملات الأنفال المقيتة  والتي طالت كل قرى كرميان تهديمأ وقتلأ وتشريدأ.

ان الواجب الوطني والقومي والانساني  يتطلب اعادة كل المهجرين من كركوك الى منازلهم وقراهم  ,فهم لم يتركوا قراهم ومنازلهم للنزهة , بل اجبروا على ذلك وتحت تهديد حملات الابادة والاسلحة الكيماوية ,والتي قتلت مئات الآلاف منهم ويتمّت ورمّلت عشرات الألاف,فلذا فان اولى مهام  الحكومة العراقية الآن ان تعيد هؤلاء الضحايا( الباقيين منهم على قيد الحياة) الى قراهم ومنازلهم وتعويضهم ماديأ ومعنويأ ( هذا اذا كان بالامكان تعويض امرأة فقدت العشرات من ابناءها واخوانها واخواتها واقاربها), وبناء قرى عصرية لهم تتوفر فيها وسائل الحياة اللائقة, لأناس قاسوا كل اشكال المرارة والحرمان طيلة ثلاثة عقود,وهذا هو من ابسط الالتزامات  لدولة ديمقراطية تريد فعلأ ازالة آثار الظلم والطغيان ,وليس ترك هؤلاء في العراء ليكونوا أهدافأ سهلة لنيران واسلحة الارهابيين من أيتام صدام, ومحاولات الاخرين في حرمانهم حتى من حق العودة بعد كل المعانات الطويلة,ان الكورد لن يهدأ لهم بال الا بعودة كل المشردين من كركوك وهم بمئات الآلاف سواء داخل العراق او في المنافي,ومن المعروف ان هنالك مئات  الالوف من كورد كركوك لا يزالون مشردين سواءأ في العراق او ايران او في الدول الاوروبية وامريكا واستراليا ,فعلى سبيل المثال ان منظمة واحدة فقط  في ستوكهولم ( جمعية اصدقاء كركوك) تضم مئات الأعضاء من اهل كركوك وجّلهم من حملة الشهادات العلمية الرفيعة في الطب والهندسة وعلوم الكومبيوتر ,وهم مستعدون للرجوع الى مدينتهم  حالما يتسنى لهم ذلك.

ثالثأ.....اعادة العرب المستقدمين الى محلاتهم الاصلية

 حينما بدأ البعث  بتنفيذ سياسته المقيتة في تعريب كركوك واجه صعوبة كبيرة في التقليل من الوجود الكوردي في كركوك بالوسائل الاعتيادية في التضييق على السكان لاجبارهم  على ترك المدينة  وذلك بسد ابواب الرزق امامهم  او نقل  الموظفين الى المحافظات الاخرى او عدم تعيين الخريجين في مدينتهم وغيرها من الممارسات الشوفينية ,فوجد ان كل ذلك لا يمكن ان يقلل الوجود الكوردي الى الحد الذي كان يتمناه ويخطط له , فلجأ الى اسلوب  شيطاني جديد ,الا وهو استقدام اعداد هائلة من العرب من الوسط والجنوب وبامتيازات مغرية من اموال وأراضي زراعية وسلطات استثنائية للموظفين منهم ,وللتأريخ اقول ان بعض العشائر العربية العريقة لم تتجاوب مع تلك العروض المغرية وكذلك العرب الاصلاء في  المدن ,حتى ان بعضهم حوسب من قبل النظام في حينه, الا ان الضعيفي النفوس من العرب قبلوا ان  يتحولوا الىخنجر خاصرة ضد اخوتهم في الدين والوطن من الكورد,وكثير من هؤلاء كانوا منبوذين حتى من ابناء جلدتهم , وحتى حينما استقروا في كركوك كانوا من الذين غيروا طابع المدينة المحافظ واصبحت أحياءهم نموذجأ للتفسخ الاخلاقي والاجرامي( وأنا التمس العذر لذكر هذه الحقيقة المّرة) , والذي كان مثار استنكار كل اهل كركوك  الاصليين من الكورد والعرب والتركمان والكلدو اشور, اضافة الى انتماءهم الى الأجهزة القمعية والمخابراتية للنظام, وأنا لا اريد ان اظلم كل العرب المستقدمين ولكن ما ذكرته كان الطابع العام لهذه النماذج البشرية.

ان اعادة هؤلاء المغرر بهم الى مواطنهم الاصلية  بل وحتى تعويضهم (لكونهم ومهما كان مواطنين عراقيين اخطأوا بحق انفسهمو شعبهم)هو الاساس الطبيعي في اعادة التوازن السكاني والاجتماعي الى كركوك ,وهو الرد المنطقي للسياسة الشوفينة المدمرة التي اتبعها النظام السابق والذي كان يهدف ايضأ دق أسفين الشقاق يبن أبناء البلد الواحد , وهو ليس مطلبأ كورديأ  فحسب, بل ان كل ابناء كركوك الاصلاء قد تأثروا بوجود هؤلاء الغرباء عن المدينة وطابعها الاجتماعي المميز,ولو ان بعض الجهات المعروفة بانتماءاتها المشبوهة تريد توضيف ذلك لاغراضها الدنيئة,

 

هذه هي باختصار مجمل المطاليب الكوردية او ما نسميه نحن الكورد بالخط الاحمر الذي لا يمكن لاحد ان يتجاوزه ,والآن كلمة اخيرة لاحفاد هولاكو وأيتام صدام .....هل ادركتم مدى صغر حجم قمة الجبل الجليدي العائم قياسأ الى الجبل نفسه ام تحتاجون الى بعض الدروس في التربية الوطنية والفيزياءญญ؟؟؟؟؟؟

 

 

 

 

 

HOME