عقلية قاسم سرحان و الفيدرالية الكوردية
خالد مجيد فرج 

 

يقول العرب( ان كنت جاهلا فتلك مصيبة وإن كنت تعلم  فالمصيبة اعظم

 

بعد ان بدا قاسم سرحان في مقاله الموسوم ( الفيدرالية الكوردية هي القشة التي تقصم ظهر اكراد العراق) في صفحة الكتابات بتأريخ 18/01/2005 بذكر مناقب الفيدرالية بوصفها نظام اصلاحي متبع في دول عديدة ذو اعراق وعقائد وقوميات مختلفة  وعند وصوله الى مطالبة الكورد بهذا النظام  توقف واستدرك قائلا بأن ما يصلح للغير ليس بالضرورة ان يكون صالحا لنا ايضا. واستطرد قائلاً بأن الفيدرالية التي يطالب بها الكورد هي فيدرالية من نوع ورائحه مختلفة ،فلا هي فيدرالية امريكية ولا هي بريطانية اذ يطالب الكورد بتأسيس جيش وبرلمان وحكومة. .                                                                       

 يبدو إن السيد سرحان ممن يقرأون نادرا ويتكلمون كثيرا لذا فاته بأن للنظام الفيدرالي سمات مشتركة بين كل الدول التي تبنته ومن ضمنهم امريكا والهند وسويسرا و بلجيكا والمانيا والأمارات المتحدة الخ الدول التي اشرت اليها او لم تشراليها الا
 وهي:ـ                                                                                                   

 أولاً: ثنائية السلطة اي وجود حكومتين الأولى مركزية والثانية محلية تحدد اختصاصات كل منهما بالدستور الفيدرالي.               

ثانياً: هي ثنائية التشريع اي وجود برلمانين منتخبين احداهما لعموم الدولة الفيدرالية والأخرى للأقاليم وتختص الثانية بممارسة سلطاتها التشريعية الممنوحة لها بموجب الدستور والتي لاتقع تحت بند صلاحيات المركز .                   

وهنالك امثلة كثيرة على قولنا هذا ،منها ما يقوله التعديل العاشر للدستور الفيدرالي الأمريكي ((ان السلطات التي لم يفوضها الدستور الى الولايات المتحدة او التي لم يحظرها على الولايات فتحفظ للولايات او الشعب)).والمادة الثالثة من الدستور السويسري التي سارت بنفس اتجاه الدستور الأمريكي. وكذلك الدستور الألماني.  والدستور الأماراتي الذي حدد في مواده 120و121 الحالات التي ينفرد الأتحاد بالتشريع والتنفيذ فيها تنص المادة 122 على مايلي((تختص الأمارات بكل ما لاتنفرد فيه السلطات الأتحادية بموجب احكام المادتين اعلاه)) وكذلك الدستور    البلجيكي .                                                                     

ولكل حكومة محلية جهاز شرطة خاص بها وذالك لحماية أمن مواطني الأقليم والتي هي من مسؤلية جهازها التنفيذي وهذا ما يطالب به الكورد و ليس كما تدعي يا استاذ سرحان بأنهم ينون بأن يكون لهم جيش نظامي خاص بهم!                

وهنالك نقطة اخرى مهمة جدا  بأن كل الأمور السيادية كالدفاع والخارجية و المالية لم يطالب الكورد بممارستها بعيدا عن المركز بل انها ستظل من اختصاصات هذا المركز وكل ما يطالبون به هو مشاركتهم كعراقيين في عمليتي صنع التشريع والقرار السياسي المركزي والذين لهما صلة بمجمل مواطني الدولة الأتحادية والكورد من ضمنهم وهذا ما جرت عليها العادة  في كل الدساتير الفدرالية اذ إن لمواطني الولايات الحق في الترشح سواء اكان للبرلمان الفدرالي او حتي لأحدى المناصب السيادية من رئيس الجمهورية الى الخارجية والدفاع ناهيك عن المناصب االحساسة الأخرى .                                        

اما عن الأعلام فإن لكل المقاطعات و الولايات المكونة للأتحاد لها اعلام ورموز خاصة بها بالأضافة الى علم دولة الأتحاد اي أن الكورد لم يأتوا بشئ خارج عن الأعراف المألوفة.

 وقولك (مايدعي بكوردستان) لا استغربه لأنه يخرج من عقلية البدوي ذوالثقافة المحدودة الذي لا يعرف الا( الأنا ) اقول لك و لأمثالك من بقايا جيش الغزو البدوي للعراق بأننا نعيش في كوردستان وهذه ارض اجدادنا قبل ان تأتي انت مستغلاً قطارالأسلام لتعيثوا في بلادنا خرابا ودمارا وبدونه  لكنتم ولحد اليوم في قسم من شبه الجزيرة تتقاتلون فيما بينكم على عنزة هنا و وواحة هنالك، وأما نحن فتأريخنا معروف و بشهادة غير الكورد اي أناس محايدين وليس مثلكم كل يوم تكتبون تأريخكم كما يقول العراقيون الشرفاء( شكل) اذ خلد زينفون اسم كوردستان في ملحمته الشهيرة (انابازيس) في عام 401 ق م اى قبل مجيئكم انتم للعراق الحالي بألف سنة واعترف حتى الطاغية صدام في دستوره المؤقت في 16 تموز 1970 بوجود قوميتين في العراق وقد جاء في الفقرة ب من المادة الخامسة من هذا الستور مايلي(( يتكون الشعب العراقي من قوميتين رئيسيتين هما القومية العربية و القومية الكوردية ....)) ولا أظن بأنك ستجبرنا على القول بأنك اقل انسانية حتى من الطاغية في نظرتك لغير العرب وبالأخص الكورد.                                                                          

واما عن نعتك وايانا بالقبائل الكوردية فلا اعرف بأي شئ تحب أن أذكرك وعسى ان تنفع المؤمنين الذكرى   أبعشيرة البيجات العربية الأتية من مجاهل التأريخ التي حكمت العراق خمسة وثلاثون سنة فقط لاغير ، في عالم تخطى حتي ثقافة مرحلة مابعد الصناعية ؟ام بتوريث الحكم في جمهورية قبيلة بني الأسد الى ولده الدكتور الشبل بشار ابن الأسد؟ أم اذكرك بفوز جحش صاحب الفضل الأميرالأماراتي في المسابقة العالمية الكبرى للجحوش المتربية تربية عربية اصيلة والتي جرت وتجري بأستمرار في اتحاد القبائل العربية حيث تصرف عليها الملايين والعرب في القبائل الأخرى لايجدون ما يستر عورتهم ويسد رمقهم.أم اذكرك بقبيلة هيئة التفخيخ الغير مباركة التي افتي بتكفير الشيعة الرافضة و جعل قتلهم فرض على كل بدوي سني قادر على حمل شحنة وهابية متفجرة ام اذكر فخامتكم بتهيئة مبارك لأبنه جمال (المبارك بأذن الله) لتولي الحكم وذالك  بعد أن يحمل بعد حكم وعمر طويل  في تابوت فرعوني الى مقبرة القبيلة  .    

وعن ادعائك بأن لو حصل الكورد على الفدرالية في الشمال و الشيعة في الجنوب بأن السنة العرب سوف لا يقفون مكتوفي الأيدي اذ تقول وبالحرف الواحد (وهذا يجعل من عرب السنة قوة ضاربة في سحق الأقلية الكوردية) ويهاجمون الكورد بمساعدة دول الجوار ومن ضمنهم تركيا و يجبروهم على الرحيل الى اسرائيل فأقول لك عار عليك أن تستقوي بدوله مثل تركيا التي لها علاقات استرايجية مع اسرائيل وامريكا على مواطنين اكراد وأنت تدعي مناهضة الصهيونية و الأحتلال وتدعونا الى نسيان الفيدرالية والقبول بك كرئيس أو مدير أمن علينا وهذا مافعله قبلك عميد عقليتكم المتخلفة صدام حسين حينما سمح لتركيا بالدخول الى الأراضي العراقية لمقاتلة مواطني دولته والذي بموجب الدستور والأعراف و حتى الخلق السوي هو المسؤل الأول بصفته رئيس للجمهورية عن حياتهم و ممتلكاتهم وكرامتهم الأنسانية ولكن في عرفكم المتخلف والذي يستند الى انا و قبيلتي على الغير كل شئ جائز بما فيه الأغارة على الأخرين وحتى من دون سابق عداوة للفوز بأموالهم كغنائم و سبي نسائهم  هذا ماكنتم تفعلونه تجاهنا طيلة احتلالكم لكوردستان وما  فعلتم بالكويت الشقيقة لاحقا. وبالنسبة لتهديدك لنا بأن السنة العرب سوف يمحوننا من الوجود ردي عليك هو ان الشعب الكوردي يكن الأحترام لكل مكونات الشعب العراقي ولكن إن حصل ولا سامح الله اى تجاوز على حقوقنا الشرعية فسوف ترى بأم عينك انت بالذات لأنك لابد وأن تكون في مقدمة الصفوف التي تحاول أن تعيد احتلال كوردستان كيف ندافع نحن الكورد عن مكتسابتا التي حصلنا عليها ليست هبة منكم وانما بدمنا. واما عن الساسة و جنرالات تركيا فلا اظن انهم اغبياء الى درجة يجعلهم يحققون امنيتك، واننا الكورد لنا من التجربة بحيث تمكننا من قراءة المتغيرات التي حدثت ولاتزال في الخارطة السياسية للمنطقة والمصالح الدولية فيها و نعرف تمام المعرفة بأن لايمكن لتركيا أن تأخذ كل التفاحة فعليها أما أن ترخي قبضته ليس فقط على كورد الجنوب وانما على كورد الشمال ايضا واما أن تنسى بأنه طالب في يوم ما بالعضوية الكاملة في الأتحاد الأوروبي حيث الخلاص من الليرة التي لاتسوى ثمن تكلفة طباعتها.ولكنك و مع الأسف لازالت تفكر بعقلية الحرب الباردة واللعب على التناقضات الدولية فيبدو من تحليلكم لوضع الكورد المستقبلي وغزارة معلوماتكم بأنكم  كنتم من المعجبين بتحليلات المفكرين الفذين هاني وهيب و صباح المختار ‘‘المحتار حاليا‘‘ الستراتيجة والتي كانت تنشره صحيفتي الثورة و الجمهورية على سبيل الأحتكار أبان فترة ازدهارالفكرالعروبي الهدامي ومرتزقته المنافقين.                                                                         

وختمت مقالك القيم بجملة تهديدية اذ تقول( ان الغد لنظاره قريب) فاقول لك مادامت هذه هي نظرتك لقضيتنا فأن غدنا يختلف عن غدك وسنقرره نحن الكورد لوحدنا وبمعرفتنا فعليك بالبحث عن حاضرك اولا واصلاحة إن امكن والذي امسى بفضل افكاركم النيرة (لحية وشحنه متفجرة وصراع بين القبائل و الأفخاذ) وبعدها ابحث عن الغد الذي توعدنا به.                                   

وفي الختام اقول لك ولكل الذين يفكرون مثلك الايكفيكم ما حصل للعراق كله بسبب عنترياتكم تجاه الحقوق القومية المشروعة للكورد ام تريدون المزيد.

ورحم الله امرءا عرف قدر قبيلته ومن ثم تفضل بأسداء النصح الى القبائل المجاورة.      

                                                                               

 

HOME