الارهاب في الكويت ...الاسباب الكامنة ؟
خليل كاردة
الواقع أن الارهاب ظاهرة عالمية ليست مقتصرة على دولة دون الاخرى فمنذ فاجعة 11 سبتمبرتمدد الارهاب خارج الحدود حتى أصبح معظم الدول تعاني من هذه الظاهرة العنيفة ويتغلغل ويجد الارهاب ضالته بين فئات الشباب السذج سياسيا ودينيا بحيث يمكن تطويعه واستخدامه كوسيلة ارهابية من خلال تفسير لبعض الايات القرانية والاحاديث الشريفة بطريقة تخدم اهدافهم ومخططاتهم المشبوهة بعيدا كل البعد عن منهج الاسلام الذي يعتبر دين تسامح ومحبة واخاء والذي يرفض العنف بكل صوره واشكاله فما بالك باستقصاد الانسان وقتله , فمن خلال تلك التفاسير الهادفة والهدامة في ان واحد يمكنهم (بتشديد الميم ) تجنيد تلك الفئات الشابة المغلوب على امرها فهنا الاسرة لها دور كبير في تقويم ابنائها وتوضيح الامر لهم والفرق بين الاسلام والاسلام السياسي , والارهاب والتطرف وهنا يبرز دور الاعلام فالاعلام سلاح ذو حدين فعلينا توظيفه التوظيف الامثل وفضح الجماعات التكفيرية التي تغطى نفسها بعباءة الدين والدين منهم براء , واجتثاثها من جذورها بكل الوسائل المتاحة فكرية كانت او اعلامية لتخليص الشباب من براثنهم . لقد استوقفني ما حصل في الكويت في الاونة الاخيرة من عمليات ارهابية في شوارعها وفي وضح النهار , وتم طرح المشكلة في الاعلام المرئي وايضا على صفحات الجرائد لذلك وكوني من مواليد الكويت وعشت وترعرعت على ارضها الطيبة حتى فترة الغزو الصدامي الغاشم , فمن حقي وواجبي ان اساهم ولو بمساهمة متواضعة وايجاد السبيل لاجتثاث هذه الفئة الضالة , ولان الارهاب ظاهرة عالمية فعلاج المشكلة تكمن في التصدى الفعال لاسبابها ومسبباتها , والبحث العقلاني والاكاديمي وطرح الموضوع بصورة شفافة والبعد عن الاستنكاف , لدي وجهة نظر مغايرة عن كل ما طرح , توجد على ارض الكويت وتعيش جاليات عربية وغير عربية متعددة , ان نظرة الشعب الكويتي لتلك الجاليات نظرة ازدرائية واستعلائية مقيتة فمن هنا نجد دور الاعلام الكبير في استأصال هذه الصفات البغيضة وتقويم المجتمع وترسيخ مفاهيم وصفات المساواة والتسامح وعدم الفرق بين الكويتى وغيره من الوافدين الا بمقدار خدمة هذا الوطن المعطاة فمن وجهة نظري يجد الارهاب ضالته لتكاثر خلاياه النائمة من خلال هذه المشكلة المتفاقمة الذي لم يعترف او يتصدى لها اي مسؤول لحد الان . اعتقد حتى نحصل على مجتمعا مدنيا متاخيا علينا طرح الاسباب ومعالجته بعقلانية وشفافية بعيدا عن التوتر والتشنج الذي لايخدم سوى الارهاب ,هذا هو المدخل للخلاص من الارهاب والى الابد .
|