هل كذبَ الكورد..؟
على ضوء العثور على رفات البارزانيين المؤنفلين
محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني

    

نقلت الأنباء بأن مقبرة جماعية تم العثور عليها في جنوب العراق, وكلهم من البارزانيين ألذين نقلهم النظام البائد قسرا إلى ناحية قوشتبة التابعة لعاصمة كوردستان هه ولير في النصف الثاني من الثمانينيات.. ومن ثم وفي العام 1983 سيق 8000 منهم إلى محرقة موته المسماة بالأنفال حيث تمت تصفيتهم وأصبح مصيرهم مجهولا.. وأضافت المصادر بأن حكومة كوردستان تدرس حاليا طريقة نقل رفات هؤلاء المؤنفلين إلى وطنهم..

إن هذا الخبر يذكرنا بادعاءات ممن مايزالون على خط الطاغوت سائرين وعلى نهجه ماضين, لغايات طوّع لهم أسيادهم الترويج لها وتحقيقها, بعد ان ( هَمّوا بما لَمْ يَنالُوا ) وبعد أن حسبوا أن الكورد صيد ثمين.. كل ذلك وصولا إلى مراميهم وخبيئاتهم في الابقاء على الوجه المسود للدكتاتورية الذي نرجو ان لا تراه حتى الأنعام والحيوانات الوحشية, بَلْهَ الانسان.. ولم يعلموا أن ربك جبار وسيكشف سَوْءاتِهم ( حتى إذا فََرِحُوا بِما اُوتُوا أخَذْناهُم بَغْتَةً, فاذا هُمْ مُبْلِسون ).. وسيجعل يوما ما كل هذه المظالم قيودا في أرجلهم وأعناقهم وسهاما في نحورهم وحينئذ (هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدون! ).

أجل , هؤلاء وعملائهم ألذين ملأوا الدنيا صخَبا وضجيجا مدّعين أن الكورد يبالغون في أرقام الضحايا وضعفاء في الاحصاء والرياضيات, وإن العدد ليس كما ذكروه.. وكأن الذي لا يتورع عن قتل مائة, يتورع عن قتل الف..وكأن الذي يبيد قرية عن بكرة أبيها, يتورع عن إبادة مدينة بأكملها وعلى أهلها.. أو كأن الذي يُشرِد سكان قضاء, يعز عليه أن يُشرد أهل محافظة بكاملها..وكأن الذي يغزو شعبه, يحز في نفسه غزو بلاد الآخرين.

أقوال سمعناها ممن لا يزالون يتكلمون بلسان الأبالسة ويتحدقون بعيونها.. لقد قالوا إن عدد ضحايا حلبجة لا يتعدى المائة, وليس عدد المؤنفلين أكثر من ألف ... في حين أن أهالي الضحايا مازالوا على قيد الحياة, يبكون موتاهم ويتنفسون على ارض مدينتهم غاز الخردل والسيانيد, ولدى المنظمات الدولية أطنان من الوثائق والأسانيد.. وجريا على قاعدة سبك التلفيقات, قالوا إن عدد المهجرين والمطرودين من كركوك هو في حدود 12 ألفا وليس مئات الآلاف, وهلم جرا ..

 وكل هذه الأكاذيب تُنسج من أجل تحجيم الجرائم التي اُقترفت في أيام الصنم الكابوس الذي مازال لو إطلع الناس عليه وهو في السجن لولّوا منه فرارا ولمُلئوا منه رُعْبا.. وبالتالي سد الطريق وخلق الذرائع لكيلا تعود الاوضاع إلى حالتها ألاصلية وتعويض الكورد عما لحق بهم من مظالم والتي حولت بيوتهم الى مآتم.. وللحيلولة دون عودتهم الى أرض آباءهم في كركوك وأخواتها, وإبقاء المستوطنين فيها, يأكلون و يتمتعون بما تحت أقدامهم من خيرات بلاد الكورد, والكركوكيون يضربون الأخماس بالأسداس الى يوم قيام الناس لرب الأجناس.!

لعل حفل عرائس ألانفال الذي يجرى للرفات والعظام الطاهرة المعادة لوطنها كوردستان في القريب العاجل, يكون إشارة وعبرة لمن ينخدع دون روية وتُؤدَة بمن في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا, والذين هم أخْوَنُ من الذئاب في غابة الوحوش وأتَبُ من أبي لهب أيام الجاهلية.. ويكون صفعة قوية توجّه للوجوه المسفرة والباسرة العابسة التي لا تملك أصحابها قطرة حياء في الدنيا والآخرة.. ويكون بالتالي دفعة لكل الشرفاء من الكوردستانيين والآخرين للاصرار وبحزم  لكشف الحقائق القائمة وإسترداد الحقوق الى أهلها ولا سيما في كركوك وأخواتها والتي ما زالت قوائم المؤنفلين على الرفوف نائمة.

mohsinjwamir@hotmail.com