سجن نقرة السلمان في مذكرات شهود عيان !
شه
مال عادل سليم
( 1 ) يقول احمد عمرحسن من مواليد 1926 قادر كه ره م :-
شاء القدر في يوم منحوس ان اكون احد السجناء في سجن رهيب في جوف الصحراء العراقي ... نعم في الصحراء الغربية القريبة من الحدود العراقية السعودية ... بعد ان القي القبض علينا في عملية (الانفال)* السيئة الصيت التي راح ضحيتها اكثر من( 182000 ) الف مواطن كوردستاني اعزل ... كنا اكثر من عشرين عائلة كوردية و معنا اطفال رضّع ... ادخلونا الباصات بمرافقة سيارات الامن و الاستخبارات .. حيث بدأت الرحلة الى المجهول ........ بعد مرور اكثر من يومين، وصلنا الى نقطة حراسة شرطة البادية العراقية .... كان الوقت ليلا وكان الظلام حالكا ... نام الاطفال من الجوع و العطش .... بعد ساعة ... انزلونا من الباص و اجلسونا على الارض ... انتظرنا اكثر من 3 ساعات ... جاء ضابط شرطة وصاح بنا ... ﴿ هلا ... كل الهلا .. بيكم ... كنا ننتظركم بفارغ الصبر ﴾ ... …. نهضت من مكاني و قلت له ﴿ سيموت الاطفال من الجوع و العطش .... ارجوك يا سيدي .. ساعدنا ... ﴾ ضحك الضابط و قال بالحرف الواحد ﴿ انتم عوائل المخربين ...... انتم تستحقون الموت ... نعم الموت ﴾ لم استطع النوم طوال الوقت المتبقي من ذلك الليل الطويل ........ وفي الصباح جاء الضابط و معه شخصان و قال لنا ﴿ اهلا و سهلا بكم .. انتم في ضيافة الحجاج﴾* ..... اخذونا الى غرفة صغيرة و بعد فترة قصيرة جاءنا الحراس و بعض المسؤولين ....... كنا في حالة لا نحسد عليها ..... عيوننا حُمُر من شدة الارهاق و الآلام و الجوع و العطش .......... نعم هاكذا اختطفونا و اخفونا في سجن( نقرة السلمان)* ولمدة عام كامل .. تعرضنا خلالها لانواع العذاب .. ونحن ما بين الموت و الحياة .... كنا نسمع اصوات استغاثة و عويل يأتيان من الغرف و القاعات المزدحمة بالمساجين ... نعم كانوا ياخذون النساء الى اماكن مجهولة خارج السجن لغرض اغتصابهن بالاكراه .......... كانت الغرف صغيرة تنبعث منها رائحة العفن .. كنا نشبه انسان العصر الحجري و كانت غرفنا شبيهه بالكهوف، كانت ملابسنا ممزقة ... لقد كان عدد افراد اسرتي خمسة .. مات الجميع ...... بقيت انا لاكون شاهد عيان على مظالم البعثيين..... .. لقد مات اطفالي ولم استطع دفنهم في ذلك السجن اللعين ..... لقد رماهم (الحجاج) الكافر الى كلابه المسعوره !! ………. كانت اوقاتا عصيبة مشؤومة .. ........ انفال و سجن نقرة السلمان لا تمحوا من ذاكرتي ...ابدا ..... ابدا .....ابدا .
----------------------------------------------------------------- *التقيت مع بعض عوائل المؤنفلين في مدينة اربيل ... تحدثوا عن ماساتهم عندما كانوا في سجن نقرة السلمان السيئة الصيت في عام 1988 .. والان و بعد مرور اكثر من عامين على سقوط الصنم يعيشون في حالة مزرية و تعيسة جدا ... من كل النواحي ... الاقتصادية و الاجتماعية و النفسية ........ و هل من مغيث ؟
*سجن نقرة سلمان الصحراوي النائي، عبارة عن قلعة حصينة لجيش كلوب باشا (ابو حنيك) الانكليزي ... وفي زمن حكم البعث ادخلوا عليه بعض التوسيعات .... واصبح سجنا خاصا بالعوائل الكوردية التي القي القبض عليها بسبب وجود احد افراد عوائلهم في صفوف قوات الانصار ﴿اﻠﭘﻳﺷﻣﻪرﮔﻪ﴾ .. او القي القبض عليهم في عملية الانفال...
* الانفال، هو الاسم الذي اطلق على عمليات ابادة تعرض لها الشعب الكوردي عامي 1987 - 1988 وراح ضحيتها اكثر من 182000 مواطن كوردستاني اعزل، و دمرت فيها اكثر من 4500 قرية كوردستانية .... و كان علي حسن المجيد الملقب بـ( علي الكيمياوي) من احد قادة تلك العملية السيئة الصيت........ * الحجاج، احد جلادي السلطة المقبورة .... الذي قتل و اغتصب المئات في سجن نقرة السلمان كان ضخما ذو شفاه غليضة اسود البشرة اصلع الراس له عينان جاحظتان ووجه يثير الرعب والاشمئزاز نعم كان( حجاجا) بمعنى الكلمة ...............
يتبع
|