وكالة الأنباء العراقية تشتاق لأيام الدكتاتورية وزمن صدام الساقط
أحمد رجب
لاشكّ أنّ العراقيين جميعاً يعلمون بأنّ النظام البعثي الهمجي قد حوّلّ المرافق والمؤسسات الحكومية عامةً والإعلامية منها خاصةً إلى وكر للجواسيس والمخبرين وفي مقدمتها وكالة الأنباء العراقية ( واع ) التي كانت تمدح ليل نهار الدكتاتور الوحش صدام حسين وزبانيته المجرمين، وجرى هذا كله أمام أنظار العرب والعالم. قبل فترة، وبالضبط في 19/10/2005 أرسلت إلى المواقع ومنها موقع وكالة الأنباء العراقية مادة حول وقوف الجرذ الشعث والبعثي البلطجي صدام حسين أمام محكمة عراقية، وكانت المادة بعنوان : دكتاتور العراق يقف ذليلاً رغم أنف البعثيين والقومويين العروبيين أمام محكمة عراقية. ولم أتعّرّض إلى أياد علاوي، ولكني قلت بصريح العبارة: انّ البعثيين كانوا جبناء، وسوف يبقون جبناء في كل زمان ومكان، وانّ التاريخ لا يرحم المجرمين القتلة من البعثيين ومطايا القومية العربية في العراق وسوريا وأينما كانوا، وقد جرى تصنيف هؤلاء الأشرار بين يسار ويمين زورأً، بين بعث سوري وبعث عراقي، وفي الحقيقة والواقع أنّ يسارهم أردأ من يمينهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر وبعد سقوط الطاغية بابا صدام حسين، جاء البعثي أيادعلاوي الذي حاول ويحاول هذه الأيام العودة إلى السلطة مرة أخرى بمباركة من الأمريكان وحكام العرب وزمر البعثيين الأوغاد، وبالتنسيق مع حكومة سوريا الهزيلة، حكومة بشار وفاروق الشرع. أستلمت بعد يوم من نشر المادة في المواقع الأخرى والتي أعتز بها رداً هزيلاَ من بعثيي وكالة الأنباء العراقية على النحو التالي : اياد علاوي شخصية وطنية شئت ام ابيت، لكن لا يحق لك ولغيرك شتم اياد علاوي. وكالة الانباء العراقية. العراق ـ بغداد. لم أشتم أياد علاوي، سوى وصفه بالبعثي، وهو لا ينكر بعثيته، بل يحاول تحشيد قواه وجمع (شتات البعثيين) في الاردن والإمارات والعراق من أجل الفوز في الإنتخابات القادمة لكي يصبح رئيساً للوزراء مرة أخرى، وان سباق الماراثون قد بدأ. لقد شهد العراق في عهد البعثيين الأوغاد مأساة مروّعة من حيث البشاعة والوحشية والشمول، فمئات الألوف من أبناء الشعوب العراقية، وخصوصاً من أبناء الشعب الكوردي تعرّضوا لخطر الإبادة في ظروف بالغة القسوة، وأنّ النظام البعثي الذي جاء إثر مؤامرة رجعية دموية، وأقام دكتاتورية فردية مطلقة من نمط فاشى شمولي، لم تكن له صفة تمثيلية، ولم يمتلك شرعية لدى شعوبنا العراقية وقواها الوطنية بكافة تياراتها وإنتماءاتها عمل بكل جبن وإستهتار لمواجهة أبناء هذه الشعوب العزل بأساليب رهيبة كتجفيف الأهوار، وشن حرب ضروس ضد الجماهير وإستخدامه للأسلحة الكيمياوية وقنابل النابالم الحارقة وقنابل الفسفورالإنشطارية، وضرب وحرق القرى والمدن والأحياء السكنية بالمدفعية الثقيلة والدبابات والقصف الجوي، فعلى سبيل المثال أباد أكثر من 4000 قرية في كوردستان، وفرض الحصار على مناطق العراق المختلفة وخاصةً في الجنوب وكوردستان، وعمل بكل خبث ووقاحة على تجويع أبناء الشعوب العراقية المتآخية، إضافةً إلى ضربهم والقيام بإعتقال عشوائي لآلاف الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، وأسوأ من كل شيء دأب النظام الساقط بالإستناد إلى جيشه المتوحش الذي كان يعد رابع جيش في العالم، وتحويله إلى أداة طيعة بيد الدكتاتور إلى إستخدام السكان الأبرياء ليكونوا دروعاً بشريةً للحفاظ على حكم البعثيين المهزوز، ولكن جيش صدام حسين لم يقاوم، وقد خذل صدام ومن على شاكلته، حيث اختفى. لقد كانت وكالة الأنباء العراقية بوقاً بعثياً عملت بجد ونشاط على تخريب الثقافة الوطنية وفق خطة مبرمجة لجعل المؤسسات الثقافية إلى هياكل فارغة ملحقة بالأجهزة الإعلامية، وقد عمد مسؤولو البوق البعثي على صرف المال العراقي لدفع الذين يعملون في حقل الثقافة والصحافة العراقية إلى تكريس جهودهم لتمجيد " القائد المقتدر " وحروبه المجنونة كقادسيته الخاسرة التي حصدت أرواح مئات الألوف من أبناء الشعوب العراقية والإيرانية. على الحكومة العراقية وكل المخلصين والشرفاء في كل مكان العمل على سد الأبواب بوجه البعثيين الذين كانوا سبباً في عذاب العراقيين، وهم اليوم يعملون بكل جهد للعودة تحت يافطات وشعارات وطنية، ويستغلون حالة الفوضى والإنفلات الأمني في البلاد، ويرتكزون على حثالاتهم في مؤسسات الدولة ومنها وكالة الأنباء العراقية، كما يجب تطهير المؤسسات والأجهزة الحكومية من بقايا البعثيين والجواسيس وأزلام المخابرات.
8/11/2005
|