وكالة خبرية بعثية تصاب بالهيستيريا وتوجه إتهامات باطلة
أحمد رجب

   

في مقالة سابقة تمّ نشرها في 38 موقع من مواقع الأنترنيت ذكرت حقيقة واحدة يعرفها العراقيون جميعاً بصورة عامة وبعثيو وكالة الأنباء العراقية بصورة خاصة وإثر نشرها هاج البعثيون الذي لم يبق لهم في العراق سوى اللجوء إلى إلصاق التهم الباطلة بإطلاق صفة العمالة على من كان دائماَ في المقدمة بمحاربة النفايات النجسة من البعثيين الأوغاد وذيولهم النفعيين، وقد قلت في مقالتي :

لاشكّ أنّ العراقيين جميعاً يعلمون بأنّ النظام البعثي الهمجي قد حوّلّ المرافق والمؤسسات الحكومية عامةً والإعلامية منها خاصةً إلى وكر للجواسيس والمخبرين وفي مقدمتها وكالة الأنباء العراقية ( واع ) التي كانت تمدح ليل نهار الدكتاتور الوحش صدام حسين وزبانيته المجرمين، وجرى هذا كله أمام أنظار العرب والعالم.

انّ السحب السامة للإعلام التضليلي في عهد البعثيين الأنجاس إستهدفت بالدرجة الأولى إخفاء حقيقة أهداف ونشاط الأحزاب والمنظمات الوطنية والثورية التي قارعت النظام الدكتاتوري البغيض عن الشعوب العراقية بهدف شل إمكاناتها وصمودها وتسهيل ضربها وتعويد الجماهير على الركوع والتسليم بأنّ مفتاح أي حل هو بيد الحكومة البعثية المجرمة، وضمن هذه السحب السامة عملت كل وسائل الإعلام البعثية ومنها في المقدمة وكالة الأنباء العراقية بنشاط، وحاولت غسل أدمغة الجماهير يومياً والتأثير في وعيها والسيطرة على مزاجها ونفسيتها بغية إضعافها وحرفها عن النضال.

لقد اتبع نفر ضال من المثقفين والإعلاميين الذين باعوا شرفهم وكرامتهم لقاء دريهمات صدامية بعثية نتنة كتابة المديح والثناء لحزب البعث الفاشي، وتغّنوا بالديموقراطية التي وفرّتها لهم حكومة البعثيين الأشرار في الوقت الذي أنتهكتها بشكل فظ، إذ لم تنتهك الديموقراطية في أي عهد من عهود العراق المظلمة كما إنتهكها البعثيون الأراذل.

عندما كان النظام الدكتاتوري المقيت يرتكب الجرائم البشعة بإعتقال الناس الأبرياء ومن ثمّ قتلهم جماعياً، أو إستخدام الاسلحة الكيمياوية ضد قوى المعارضة والسكان المدنيين في العراق وكوردستان، التي راح ضحيتها آلاف المدنيين والمئات من كوادر الأحزاب الوطنية، كان عملاء البعث في وكالة الأنباء العراقية يشيدون بـ " قائد الأمة العربية " السفّاح صدام حسين وزمرته الضالة، ويثنون على أعماله القذرة.

وعندما كان أبناء الشعوب العراقية يناضلون ضمن الأحزاب الوطنية والكوردستانية الباسلة، ويعربون عن إدانتهم الشديدة للإرهاب الدموي الذي يشنّه النظام الدكتاتوري المتوحش ضد الشعوب العراقية وقواها الوطنية المناضلة، ويدينون الحرب الشوفينية العنصرية التي شنّها النظام الجائر ضد الشعب الكوردي في العراق وسياسة الأرض المحروقة والتهجير القسري، كان بعثيو وكالة الأنباء العراقية في الطليعة للدفاع عن الجلاد صدام حسين وأزلامه المجرمين من عصابات الأمن والإستخبارات.

وفي الوقت الذي كانت هيستيريا الإبادة الكيمياوية تشتد في سابقة لا نظير لها في التاريخ المعاصر، وكان من الطبيعي أن تثير هذه الهمجية العدوانية التي تفرّد بها نظام البعثيين الأوباش الفزع والرعب في نفوس أبناء الشعوب العراقية الشجعان، كان المهرجون في وكالة الأنباء العراقية يطبلون ويزمرون ويمدحون ولي نعمتهم وقائدهم الهمام بطل القادسية الخاسرة.

وفي الوقت الذي كنّا نناشد كل ذوي الضمائر الحية في عالمنا أن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية تجاه ما يتعّرض له شعوبنا العراقية، وأن يستخدموا كل ما لديهم من نفوذ في المحافل الدولية للتنديد بالطغمة الدكتاتورية الدموية الحاكمة في بغداد، وإدانتها ومعاقبة جلادي شعوبنا ومنع تكرار جرائمهم البشعة، وإستمرار نهجهم المستهتر بإرادة المجتمع الدولي والمواثيق الدولية، كان أصحاب الضمائر الميتة في وكالة الأنباء العراقية من خلال كتاباتهم وكلماتهم المنمقة ونشاطاتهم يجملون الوجه القبيح للمهيب الركن القذر صدام حسين، ولم يكتفوا بذلك، بل كانوا يتسابقون لنيل المكرمة بكيل المديح، ولكن مهما مدحوا وكتبوا عادوا خائبين بخفي حنين، وأرغموا على مشاهدة إخراج قائدهم الجرذ من حفرة عفنة.

لقد كانت وكالة الأنباء العراقية، وكالةً تستمد قوتها من النهج الإرهابي والديماغوجي للنظام البعثي الهمجي في محاربة كل ما هو تقدمي، وكنا نسمع نباح كتابها من البعثيين المتخاذلين في الترويج للإجراءات القمعية والشوفينية كالتعريب والتبعيث والتهجير وتغير التركيب السكاني والتعامل اللاإنساني، وخاصةً في كركوك وخانقين ومندلي ومخموروسنجار وغيرها.

وبسبب وسائل الإعلام ومنها وكالة الأنباء العرافية تعرّضت الثقافة الوطنية والديموقراطية إلى مزيد من التشويه والمسخ بسبب نهج النظام البعثي الأرعن في المجال الثقافي، ومساعيه المحمومة لفرض الإتجاهات الرجعية والشوفينية وتأليه الدكتاتور وتدابيره الإرهابية ضد الثقافة ومبدعيها.

وفي ظل الإرهاب وحروب صدام حسين المجنونة أدّت هذه السياسة الرعناء إلى هجرة الألوف من أبناء الشعوب العراقية جلهم من المثقفين ورجال العلم والأدباء والأساتذة، وهي خسارة كبرى لإقتصاد وثقافة البلاد، التي فقدت بذلك أدمغة وسواعد تطّلّب إعدادها أموالاً طائلة من ثروة بلادنا وسنوات طوالاً من العمل والسهر.

انّ مثل هذه الممارسات الإرهابية وغيرها عرّضت وحدة الشعوب العراقية إلى مخاطر جدّية.

لقد جوبهت الحملة الهمجية في كوردستان على سبيل المثال بأوسع حملة فضح وإدانة لم يشهد النظام الدموي لها مثيلاً طوال تاريخه الأسود، ولم يفد معها التملص والإنكار والتضليل أو التصريحات المشوّهة والمتناقضة للمسؤولين، ولا المبالغ الطائلة التي أنفقت في الدعاية المضادة، ولا تكاتف الرجعية العربية وغيرها مع النظام بذرائع وحجج لا تتعلق بصلب القضية، وتعرض النظام الفاشى لعزلة شديدة وتدهورت مكانة الدولة إلى أدنى مستوى له خلال فترة تسلطه.

لقد كتب بعثيو وكالة الأنباء العراقية الكثير عن البيعة المزّيفة لصدام حسين، وهم اليوم يعملون بجد ونشاط لا في سبيل نسيان الماضي، بل التمسك بالنهج الذي خطّه البعثيون في محاربة الوطنين وأبناء الشعوب العراقية الذين ناضلوا بكل بسالة في سبيل عراق ديموقراطي فيدرالي خال من البعثيين الأقزام.

يحاول أزلام البعث الإنتقاص من الآخرين، وهم يستخدمون كل الطرق الملتوية للوصول إلى أهدافهم وغاياتهم الخبيثة، لذا تراهم يكتبون الأكاذيب، كأكذوبتهم هذه :

تبرع موقع بيامنير الكردي في اربيل ليكون تحت تصرف العميل التافه احمد رجب هذا الذي باع نفسه من اجل حفنة من الدولارات ليكون خادما ذليلا للاحتلال الامريكي ومنذ زمن بعيد.

أن قوانة البعثيين المجرمين أصبحت مشروخة، لأنهم اختاروا موقع ( بيامنير ) الكوردي من ضمن 38 موقع من مواقع الأنترنيت للروح الشوفينية التي يتمتعون بها، وأمّا زعمهم : العميل التافه احمد رجب ليس عندي سوى القول : بأنّ أحمد رجب الذي قارع الحكم الدكتاتوري ونظام حزب البعث الفاشي في أوج قوته وجبروته، سيبقى في نفس الخندق في محاربة البعثيين الجناة، وكل ذليل يحاول تأهيل البعث مرة أخرى على جراح مئات الألوف من الذين وضعوا في مقابر جماعية، او ماتوا تحت تأثير الأسلحة الكيمياوية، أو في عمليات الأنفال السيئة الصيت وغيرها.

لا أدري من الذي باع نفسه من أجل حفنة من الدولارات ؟ ومن هو الخادم الذليل ؟

الجواب : عند القراء والناس الشرفاء.

وأخيراً أسأل من الذين يعتبرون أنفسهم كتاب وكالة الأنباء العراقية و( أقلامهم وكحة) : هل يوجد بينكم من يجرؤ على تمجيد البعث علناً ؟ وإذا كان جوابكم (لا)!، فلماذا تحاولون الدفاع عن البعثيين ؟.

لقد ولّى زمن الطبّالين أيّها الطبّالون.

                                                  15/11/2005