وکالة الأنباء العراقية، صح النوم!
  فهمي کاکه‌يي

   

 

تطاولت وکالة الأنباء العراقية علی الکاتب الکوردي المناضل أحمد رجب من خلال إنشاء هزيل نشرته علی موقعها الدار العراقية، و قد أمطرت الوکالة السيد أحمد رجب بوابل من الکلمات السوقية و الإتهامات الباطلة، من جملة: عميل تافه، خادم ذليل، نکرة، باع نفسه من أجل حفنة من الدولارات و إلی آخره..

کما تطاولت الوکالة علی موقع بيامنير متهما إياه بالموقع الشوفيني الحاقد، ذلك لأن الموقع کان قد نشر مقالة للسيد أحمد رجب تهجم فيها الکاتب علی بعثيي وکالة الأنباء العراقية. ثم إختتمت الوکالة تهجمها بالتحذير و التهديد قائلة بالحرف الواحد: فللوکالة کتاب أقلامهم (وکحة جدا) و سترون.

أترك للقارئ الکريم تقييم ما جاء في شتائم و إتهامات و تهديدات موقع وکالة الأنباء العراقية (واع)، کل ما أقوله أنا هو أن ‌هذا الأسلوب تفتقد الخلق و المهنية في الصحافة.

 

أعود لکي أقوم بتعريف الأستاذ أحمد رجب للقراء الذين لا يعرفونه و ربما لوکالة الأنباء العرقية أيضا فأقول: أن الأستاذ أحمد کاتب و مناضل معروف و رجل محترم لا يستحق هذه الکلمات البذيئة، خصوصا عندما تصدر من جهة تحسب نفسها علی الصحافة. الأستاذ أحمد ناضل في صفوف الحزب الشيوعي العراقي نضالا سياسيا و صحفيا و عسکريا، حيث حمل السلاح ليقارع الظلم و الطغيان البعثي العفلقي الصدامي ملتحقا بصفوف الأنصار في کوردستان و کان واحدا من مؤسسي رابطة الکتاب و الصحفيين و الفنانين الديمقراطيين – الأنصار، و کان له دور بارز في إصدار المجلة الفصلية للرابطة، و هو رجل مستقيم و له ماض مشرف و أری أنه من واجبي أن أکتب هذه السطور لأشهد علی ذلك.

 

أن من يتهجم علی أي کاتب کوردي وطني شريف أو علی أي موقع کوردي يعمل علی خدمة القضية الکوردية إنما يتهجم علی نضال و کفاح هذا الشعب من أجل نيل حقوقه المشروعة في تقرير مصيره بنفسه. لکنه يظهر بأن لوکالة الأنباء العراقية خط فکري يستمد إستمراريته من الفکر العربي العنصري الشوفيني الذي تحلی به البعث و قائده المسجون. فکل ما تمت بالکورد من الأخبار الإيجابية تأتي الوکالة علی ذکرها أما بإقتضاب شديد أو تعمل علی تعتيمها، و هي لا تعترف بإقليم کوردستان و لا بالسيد مسعود البارزاني رئيسا لها، و غالبا لا تعترف بالسيد جلال الطالباني رئيسا للعراق الفدرالي. و هذه هي بعض الأدلة علی ما أقول:

 

حول إستقبال البابا للسيد مسعود البارزاني ذکرت الوکالة الخبر بالشکل التالي:

استقبل بابا الفاتيکان اليوم مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الکردستاني (إنتهی الخبر)

فالخبر کله عبارة عن تسع کلمات فقط لا غيرها، مع العلم أن هذا هو تفصيل الخبر و ليس عنوانه.

 

و عن إدانة السيد مسعود البارزاني لإنفجارات عمان، ذکرت الوکالة ما يلي:

دان مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الکردستاني في أربيل في شمال العراق الإنفجارات التي وقعت في عمان (إنتهی تفصيل الخبر)

فالسيد مسعود البارزاني لدی ‌هذه الوکالة غير معترف به رئيسا لإقليم کوردستان، و کوردستان هو شمال العراق ليس إلا، و الوکالة تنسی أو تتناسی بأن سيدها کان يسمي (شمال العراق) بـ (کوردستان).

کذلك الحال بالنسبة إلی السيد جلال الطالباني فالموقع ينقل ما قاله سيادته بشأن الدولة الکوردية هکذا:

قال جلال الطالباني رئيس الاتحاد الوطني الکردستاني:- لم يبق شيئ سوی رفع يافطة باسم الدولة الکردية..

إذن السيد جلال الطالباني‌ غير معترف به من قبل وکالة الأنباء العراقية کرئيس للعراق و السبب واضح لأنه تکلم عن الدولة الکوردية.

أما عندما تتکلم هذه الوکالة عن الإرهابيين في کرکوك فهي تکتب عنهم صفحة کاملة واصفا إياهم بفصائل مسلحة عراقية، ما داموا يتکلمون ضد ما يسمی بـ (حملة تکريد المدينة).

 

الوکالة لا تأتي علی ذکر إستقبال الرئيس الأمريکي للسيد مسعود البارزاني کرئيس لإقليم کوردستان و لا علی ذکر إستقباله من قبل رئيس الوزراء البريطاني، بل تذکر لقاء البارزاني بهما و کأنه حدث عن طريق الصدفة قائلا: مسعود البارزاني استغل فرصة لقائه ببوش و قدم له التعازي الحارة لسقوط الجنود الامريکان...

أو: أعرب عن تعازيه الحارة لأسر البريطانيين الذين قتلو في العراق جاء ذلك خلال لقاء قصير مع توني بلير..

 

إن البعثيين في وکالة الأنباء العراقية بحاجة إلی أن يستيقظوا من نومهم، فالسيد مسعود البارزاني هو رئيس (إقليم) کوردستان و لم يعد فقط رئيسا للحزب الديمقراطي الکوردستاني و هو يستقبل إستقبال الرؤساء و السيد جلال الطالباني هو رئيس للعراق الفدرالي شاءت الوکالة أم أبت، و أن الدولة الکوردية ستقوم عاجلا أم آجلا.

 

و تحية للکتاب الکورد البررة من أمثال أحمد رجب و للمواقع الکوردية الوطنية.

 

  

موقع للبيشمرکة، المناضل الصنديد أحمد رجب الأول من اليسار و کاتب المقال في الوسط

 

fahmikakaee@yahoo.se

2005-11-16