أدام الله لكْمتك على فم عمرو موسى يا مسعود البارزاني!

   
محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني

mohsinjwamir@hotmail.com

 

نشر موقع الاتحاد الاسلامي الكوردستاني (يه ككرتوو ) من ضمن خبر المؤتمر الصحفي الذي جرى لرئيس كوردستان مسعود البارزاني بتأريخ 19\11\2005 بعد جولته الامريكية والاوروبية ما يلي :

( عندما سمع مسعود البارزاني من أحد الصحفيين بأن عمرو موسى ـ في كلمته في الجامعة العربية ـ إعتبر" كورد " وعرب العراق جزءا من العالم العربي، خلال حضوره جلسة لبرلمان كوردستان ، قال: لو كنت حاضرا في الجلسة للكَمت على فمه... )

إن القارئ والمستمع لهذا الرد من زعيم كوردي على ما قاله عمرو موسى في الجامعة العربية   في مؤتمر الوفاق الوطني الذي جمع بين الأضداد، من دون أي إعتبار لوجود شعب كوردستان، وكأن الارض والسماوات السبع ومن فيهن عرب.. يعلم مدى الظلم الذي كان ومايزال يقع على  الكورد، حتى بعد زوال الطاغية، وذلك من خلال فرض نظرية ( العروبة أولا ) التي لم تضر الكورد فحسب، وإنما جعلت المنطقة في دوامة من الصراعات ولم يجن حتى العرب منها غير الشوك والعلقم.. بل إن هزالة الجامعة العربية هي من الثمرات المُرّة لتلكم المعتقدات البائدة التي جعلت الامة العربية في ذيل قافلة التأريخ من خلال كونها جامعة لحكام ومستبدي وشوفينيي العرب.

وا أسفاه على قيم عنصرية مازالت تفرض نفسها حتى على عقول من نعتقد أنهم عقلاء ومنفتحون  وقرأوا التأريخ واغترفوا منه العبر، ناهيكم عن كونهم إخوة لنا في الدين والعقيدة !

ولكن  يبدو أن شعب كوردستان الذي قاوم بلكماته أشرس طاغية وفرعون في التأريخ، بالرغم من الانفالات والحلبجات والتصفيات، وبالتالي قضيَ عليه.. فأن القدر قد إختاره ليكون عنصرا أساسيا في تغيير جذري سلمي حضاري قادم لابد أن تشهده المنطقة في التوجهات والاطروحات والتصورات، حتى يقضي على الأفكار العنصرية البالية التي يظهر أن السيد عمرو موسى مازال أحد حامليها وإفرازاتها...

والذي استنتجته من قول رئيس كوردستان وجعلني أكثر تفاؤلا هو أن عصر الوصاية والفرض بالقوة والإرهاب قد ولّى، ولكن لابد مما ليس منه بد هو اللّكمات الخفيفة لاسكات الالسنة التي تتفوه بالمنكرات من القول، وذلك اقوى الايمان لدى شعب كوردستان اليوم..

أدام الله لكَمات الحق لتعديل المنحرفات والمعوّجات من الأفكار والاطروحات!

آمين يا رب العالمين !