نصَوﱢت أم لا نصَوﱢت؟ ذلك هو السؤال ... 

   

                                 فهمي کاکه‌يي
fahmikakaee@yahoo.se

 

هناك جدل حاد بین الکورد المستقلین من الکتاب و المثقفین و العامة من الشعب حول جدوی المشارکة في إنتخابات الجمعیة الوطنیة العراقیة من عدمها، (أما الحزبیین فأغلبهم سوف یشارکون مصوتین لصالح أحزابهم). أن هذا الجدل و التردد في المشارکة لم یکن لهما أثر یذکر في الإنتخابات السابقة لإختیار المجلس الوطني المؤقت و ذلك بسبب وحدة الکلمة الکوردية و وضوح البرنامج السیاسي و الرغبة في التمثیل بقوة في المجلس الوطني بغية العمل علی تحقیق الأهداف المرحلیة للکورد وصولا إلی الأهداف المستقبلیة من خلال المشارکة في کتابة الدستور العراقي و درج الطموحات العادلة للشعب الکوردي فیها. إلا أن ما تحقق في هذا المجال لم یکن کل ما کان الکورد یطمحون للحصول علیه، مما ‌أثار حفیظة الشارع الکوردي و خصوصا عندما ظهر للجمیع الخلل في مصداقیة الأطراف الأخری و تراجعهم شیئا فشئیا عن وعودهم السابقة. و لکي لا نلوم الآخرین فقط و ننسی أنفسنا فلا بد من الإشارة إلی أن ما ذکر أعلاه لیس کل السبب. فالشارع الکوردي له مآخذه علی أداء القیادات الکوردية في بغداد کما في کوردستان. فالکثیر من المسائل التي کان لا بد من حسمها مع حکومة بغداد ما زالت عالقة و في مقدمتها إعادة کرکوك و الأقضیة و النواحي الملحقة بالمحافظات العراقیة إلی الوطن الأم، کوردستان.

أما في کوردستان فهناك نفور و ضجربسبب الأداء الردئ لبعض المسؤولین المحسوبین علی القیادات الکوردية، لیس هذا فحسب بل حتی عدم الرضا من القیادة في أعلی مستویاتها و ذلك لعدم تنفيذ إلتزامتها و وعودها التي قطعتها علی نفسها مما یطعن في مصداقیتها إن هي إستمرت علی هذه السیاسة و في مقدمة تلکم الوعود توحيد الإدارتين الکورديتين، فقد مل الکتاب و المثقفون و عموم الشعب من ذکره و التأکيد عليه. ناهيك عن الفساد الإداري و المالي و المحسوبية و المنسوبية و التمييز بکافة أشکاله و ظهور طبقة غنية أثرت علی حساب سرقة قوت الشعب. إن هذا کله و أسباب کثیرة أخری تجعل من عامة الشعب تتسائل هل نصوت لصالح من یجلسون علی کراسي الحکم و لیس لهم هم سوی جمع المال عن طريق سرقتنا؟ 

لنفترض جدلا أن کل ما قيل أعلاه صحیح بل هو جزء قلیل من الممارسات الخاطئة للمسؤولين الکورد، فهل هذا یبرر عدم مشارکتنا في الإنتخابات و فسح المجال للآخرین للإستحواذ علی کراسي الجمعیة الوطنية لکي يقرروا ما يشاؤون و یجهضوا أحلامنا؟ و من یخسر نتیجة عدم التصویت الذي یؤدي إلی التمثیل الردئ للکورد في الجمعیة الوطنیة؟ ألیس الخاسر هو الکورد و القضیة الکوردية و من الذي يربح في هذه الحالة؟ أنظروا إلی الحملات الإعلامية المعادية للکورد و قائمة التحالف الکوردستاني، من یقوم بها أو یقف ورائها؟ بلا شك هم أعداء الکورد من الشوفينيين الحاقدين الذين لا يريدون خيرا لهذه الأمة.

إن هناك من يتربص لنا و هذا ما نعلمه جميعا، فهل ندعهم يغدرون بنا بسبب تشتيت صفوفنا و وحدة کلمتنا؟ صحیح أن هناك ممارسات خاطئة و خاطئة جدا، لکن هناك في الطرف الآخر خطر یحدق بنا یا إخوان، إنه الإرهاب. الإرهاب الذي سيدق بابنا بکثرة فيما لو لم نعالجه و نقي أنفسنا منه، و أمامنا فقط طریق واحد و هو أن نخرج جمیعا لننتخب ممثلینا فهذه المرة لا تشبه المرة السابقة فالذين إمتنعوا عن المشارکة سابقا سوف يشترکون بقوة، و أن لم نشترك بقوة المرة السابقة أو حتی أقوی منها سوف نخسر الدنیا و الآخرة.

تعالوا لنصوت، بینما لا ننسی أن نطالب قیاداتنا بالإصلاح و القضاء علی الفساد و نشر الديمقراطية و أخیرا و لیس آخرا توحيد الإدارتين، و لنرفع جمیعا شعار:

 

 الإمتناع عن التصویت هو تصویت لصالح الإرهاب.

السويد 30/11/2005