كركوك والمؤامرة.. شطب أسماء 136 ألف ناخب كوردي
محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني

 

أعلن السيد رزكار علي رئيس مجلس محافظة كركوك أن المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات قد خلقت مشاكل جديدة أمام مشاركة الكورد في العملية الانتخابية بكركوك.. حيث أوضح بأن المفوضية قامت بشطب أسماء 136 ألف ناخب من سجل الإنتخابات وإن أغلبهم من الكورد. هذا وقد سبق أن شطبت المفوضية ما يزيد عن 81 ألف ناخب قبل عدة أيام.

مؤامرة حبكت ونسجت بدقة متناهية أمام أعين الكورد والكوردستانيين وفي وضح النهار ضد أهلنا ألاصلاء في كركوك ومن دون أي مبرر من لدن المفوضية العليا التي يبدو أنها مدفوعة تماما من لدن الاطراف التي تضرب عرض الحائط  كل الاتفاقيات والبنود التي تمت ودونت وأبرمت بين الكورد والآخرين بشأن تطبيع الأوضاع في هذه المدينة الكوردستانية.. كل ذلك من أجل أن تبقى الامور معلقة ومعقدة وتصب في النهاية في صالح أعداء السلام الذين لا يروق لهم إستقرار الأوضاع وعودة الامور إلى سابق عهدها، وبالتالي بقاء الكورد خارج دائرة مدينتهم وتثبيت الواقع الذي أوجده الشبح المسجون وأزلامه في إسكان الغرباء في أرض الكورد.

إن السكوت عن هذه المؤامرة التي أقرت قبل أيام معدودة من الانتخابات ولغرض فرض أمر الواقع، وبالأحرى من جانب الأطراف الكوردية وبالذات القيادات الكوردية، لهو إجراء لا يعني سوى الرضوخ والقبول بضياع كركوك وجعل الغرباء والمستوطنين والمجلوبين قسرا سادة هذه المدينة المظلومة، و تذليل الكورد وإخضاعهم و خلق صراعات وإختناقات لا تبشر بخير وبالتالي تحقيق النصر للأذيال اللذين يتلقون الأوامر من الأعداء سواء في الداخل أو الخارج.

الساعات والأيام تتسارع والإنتخابات تقترب ولا نسمع إلا الأخبارالمؤلمة التي تتناقلها المصادر الخبرية ومن دون أن نلمس موقفا رسميا كورديا متحديا لهذا الإجراء الظالم.. في حين نسمع ونقرأ ان من أهم أهداف قائمة التحالف الكوردستاني هو إعادة كركوك إلى الحضن الكوردستاني، ولكن لا ينبسون ولو ببنت شفة تجاه ما أقدمت عليه المفوضية العليا من حرمان 136 ألف ناخب كركوكي من حق التصويت ونحن على قاب قوسين او أدنى من أيام الإنتخابات.

أيتها القيادة الكوردية .!

 أيها الرئيس مام جلال .!

 أيها الرئيس كاك مسعود.!

 يا شعبنا .!

 

إن كوردستان من دون كركوك كيان أعرج.. إن إسقاط حق 136 ألف صوت من حق التصويت من أهالي كركوك، إفشال لكل الأهداف التي تحملها الأحزاب الكوردية قبل الإنتخابات، وإشارة واضحة إلى عدم عودة كركوك إلى يوم القيامة إلى حضن أهلها، وبقاء الغرباء إلى يوم الساعة على هذه الأرض.

لا ندري ما ذا يعني إدعاء القيادة الكوردستانية في دعوتها المضنية وتحميسها جماهير كوردستان من أن صوتا واحدا في الانتخابات لهو شئ عظيم وعدم إدلاءه طامة كبرى وخسران مبين لقضية كركوك.. في حين لا يتحركون ساكنا ولا يرفعون صوتا يذكر تجاه حرمان 136 ألف صوت في كركوك بجرة قلم من قبل المفوضية العليا التي تآمرت علنا وأمام أعين القيادة الكوردستانية ضد الحق الكوردي؟!

لقد بلغ السيل الزبى ولا يبدو في الافق أن الكورد سيحصدون في قابل الأيام سوى المرارة والعلقم إذا ما تهاون أصحاب الشأن الكوردي في المطالبة وتدارك الامر في غاية السرعة، ولم يتحركوا بالاصرار والتحدي للثأر لأصوات 136 ألف كوردستاني في كركوك والتي ألقيت في سلة البعثيين والمتآمرين الذين يبدو أنهم قادمون وحاكمون!

فهل من مُدكّر!

 

mohsinjwamir@hotmail.com