بعد إفشال المؤامرة.. فَلنُصَوِّت جميعا من أجل كركوك!
محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني

 

يا أيها الكورد ويا أيتها الكورديات!

ياأيها المعارضون للقادة ويا أيتها المعارضات!

يا أيها المنتقدون للزعماء ويا أيتها المنتقدات!

يا أيها المعاتبون ويا أيتها المعاتبات!

يا أيها الفيليون الكورد ويا أيتها الفيليات!

يا أيها الإيزيديون الكورد ويا أيتها الإيزيديات!

يا أيها الشبك الكورد ويا أيتها الشبكيات !

يا أيها الكاكه ئيون الكورد ويا أيتها الكاكه ئيات!

يا أيها التركمان والكلدان والسريان والأرمن والعرب الأصلاء في كوردستان !

بعد المؤامرة الدنيئة التي أرادت لها المفوضية العليا للإنتخابات أن تنتصر وتنجح في كركوك، وفي أحرج الأوقات وأخطرها، والتي يبدو أنها حُبكت ودبرت بليل مع سبق الاصرار.. وبعد محاولات كادت أن تجهزعلى آمال وأمنيات شعبنا من خلال شطب أسماء 264،775 ناخب جلهم من الكورد.. إنتصر العناد والاصرار الكورديَيْن بغتة في إفشال الخطة الجهنمية البعثية والجبهوية، وإعادة بعض الحق إلى نصابه وتعرية العنصريين والشوفينيين من الجبهة التركمانية وعملاء النظام البائد والأنظمة التي تهتز أوصالها وترتعد فرائصها بمجرد سماع اسم الكورد، ناهيكم عن كوردستانية كركوك التي هي أزلية كنارها الأزلية التي تحرق قلوب المرجفين في المدينة.

إن هذه الجريمة لا يمكن أن يُمرّ عليها مرور الكرام ومن دون مساءلة قانونية بمجرد إنتهاء عملية الإنتخابات، وبالتالي عدم تعريض مرتكبيها للعقاب الصارم في الأيام القادمات.. لانها جريمة بحق أمة تعرضت لأبشع عملية إبادة وتطهير عرقي وطرد وتشريد جماعي من موطنها وفق خطط مبرمجة ومحكمات.. وهي كذلك بداية أخرى ومؤشر آخر خطير جدير بالدراسة والتعليق لمنع حدوث مثيلاتها المتوقعة في المستقبل القريب والبعيد على وجه التحقيق، ولاسيما بعد أن تتغير المعادلات والتوازنات بفعل المستجدات من الأمور والتعقيدات والأهواء المهيمنة التي تفتقد الحق والتدقيق.

فإذا كانت القوى المعادية للحق الكوردي المغتصب قد تمكنت بفعل إملاءات رؤوسها عليها في الداخل والخارج أن تجرؤ على القيام بمثل هذا الفعل اللاإنساني الشنيع وأمام أعين الجميع ومن دون تورع، وفي حال لم تزل خارج الحكم ولم تحصل بعد على مقاعدها الكافية، فما بالكم بها وهي تتسنم غدا المناصب وتتربع على العرش والكرسي وتمتلك البعض من الأمر والنهي وتشارك في الحكم والقرار؟!

إن هذا التحايل العلني نذير خطير لكل كوردستاني يهمه مستقبل كركوك خاصة، حتى لو كان معارضا أو معاتبا أو منتقدا للزعماء الكورد، لا بل حتى لو كان معاديا لهم.. ذلك لأن الأعداء الحقيقيين قد تكالبوا على كركوك من كل حدب وصوب، وما قصدوا في ذلك القادة بأشخاصهم وذواتهم فحسب، بل أرادوا سلخها وأخواتها من سنجار إلى خانقين والبدرة والجصان من الجسد الكوردستاني وإلى الأبد وعزل الكورد في الحدود التي أراد لهم الطاغية المسجون ان يتقوقعوا فيها وأن يستأثر غير الكوردستانيين فقط بخيرات وموقع هذه المدينة التي ما كانت الثورات الكوردية والتضحيات وألأنفالات إلا من أجل إستعادتها إلى حضن أمها.

فيا أيها الكورد!

كونوا في مستوى مسؤوليتكم تجاه كوردستانكم وكركوككم التي أراد الاعداء ـ مع إختلاف مشاربهم فيما بينهم ـ سرقتها في رابعة النهار وأمام أعينكم.. فالقضية ليست في منظورهم قضية هذا الزعيم أو ذاك أو هذا الحزب أو تلك الجماعة، بقدر ما هي مؤامرة شرسة ضد كل واحد منكم، وموجهة بسهامها ضد أبناءكم وبناتكم، بل ضد أجيال وأجيال تأتي من بعدكم.. بل ضد الوجود والأصل الكوردي برمته، لغة وأرضا وحضارة وثقافة وتأريخا وجغرافية!.. لا بل ضد كل من يتنفس على أرض كوردستان من إخواننا السريان والكلدان والأرمن والتركمان والعرب الأصلاء.

لذا أوصيكم ونفسي أولا بالتضحية ببعض سويعاتنا ولَهْونا وجدنا وهزلنا من أجل مستقبل قد يحدده ويغير مساره صوت واحد ـ فقط ـ من أصواتنا .. نعم صوتي وصوتك وصوته وصوتها.. واعلم ان كونك تبخل على  كوردستانك وكركوكك وأخواتها بصوتك وبأي ذريعة وعلى ضوء أي فلسفة أو تفسير، فإنه يصب في خانة خصمك وسائرلا محالة إلى صندوق عدوك المتآمر الذي أراد أن يحرم 246،775 ألفا من الأصوات للإدلاء بها لصالح كوردستان القضية، ولكنه فشل.. ولكنك ـ بعنادك وإهمالك لا سمح الله ـ تعوضه عما خسره في الساعات الأخيرة من المؤامرة..

أفلا تتذكر يا عاشق كوردستان وتأتي معي ـ وأنا المعاتب مثلك ـ لنصوِّت على الأقل من أجل المعذبين الكورد في خيام كركوك.. في بقعة جاء إليها وعليها غيرهم من المحتلين والمستوطنين والغرباء من أزلام الغول المعتقل وسكنوا في بيوت ومساكن بني جلدتكم ويتنعمون، وعلى أرضهم يزرعون ويترفهون، ومن خيراتها وثمراتها يقطفون ويجنون، ومن ثم على الكورد يتآمرون وبالتالي عليهم يضحكون ويتسامرون وبالبقاء فيها إلى الأبد يأملون ولإحتلالها يُدعَمون؟!

أسرع يا أخي ! وأسرعي يا أختي ! فإن باباكركر ينادينا فردا فردا إلى صناديق الاقتراع حيث ما كنا في شمال الدنيا إو جنوبها وفي شرق الدنيا أو غربها.. فولوا وجوهكم شطرها!

إنه يوم النفير.. وأوان الثأر لكركوك والكورد الفيليين والإيزديين وكل مكونات شعبنا من الأحياء والذين إرتحلوا ظلما وعدوانا !

مدد يا رب !

فتحاً ـ يا خالق السموات والأرض ـ لكركوك وأخواتها اللواتي أرادت المفوضية العليا للإنتخابات إنتهاك عرضها وأردتَ صونه من تدنيس جلاوزتها!

 

mohsinjwamir@hotmail.com