عزائي .... لاخوتي التركمان...ففي الامتحان يكرم المرؤ أو يهان....

جلال الجباري

   

هنالك  ظاهرة مرضية معروفة لدى المهتمين بعلم النفس  و تسمى ( الاسقاط) projection

     أي الصاق التهم بالاخرين وابعاد أسباب الفشل عن النفس للتخلص من عقدة الفشل, والخلط بين الواقع والوهم ,وعادة ما يلجأ التلاميذ والاطفال الى هذا الاسلوب لتبرير الفشل , فمثلا  يقول التلميذ الراسب في الامتحان ( رسبني المعلم) بدلا من (رسبت  في الامتحان) ,ويظهر ان الجبهة التركمانية مصابة بهذا المرض النفسي,فبدلأ من الاعتراف بالفشل الذريع في الانتخابات العراقية وانتخابات مجلس محافظة كركوك,نراها تحاول التملص من هذا الفشل , باسقاط التهم على الكورد , وترويج ادعائات فارغة ومكررة وساذجةوايهام الناس بانها حقائق ووقائع.  

وقد سبق لنا ان توقعنا  مثل هذا الفشل , لاننا كنا  نعرف بالضبط  الوزن الحقيقي لهؤلاء بين جماهير التركمان , والعدد الحقيقي للتركمان ايضأ في مدينة كركوك خاصة والعراق عامة,لقد حاولت الجبهة المذكورة ايهام بعض الناس ان نفوس التركمان بالملايين , والآن وبعد اعلان نتائج التصويت ,نجد ان تلك الملايين من الاصوات التركمانية المزعومة قد تبخرت بقدرة قادر وأصبحت عشرات الآلاف في كركوك( قلعة التركمان المزعومة!!!), واقل من مائتي الف في كل العراق, وقد توقعت كلتا الرقمين في مقالي السابق  وقبل اعلان النتائج ,لقد حاولت الجبهة المذكورة ولعدة سنين مضت ترويج هذا الهراء في وسائل الاعلام داخل وخارج العراق وبالاخص لدىأولياء نعمتها في أنقرة, والتي اصيبت بدورها بدوار وصدمة  شديدين من هول الكارثة  التي احدثتها اعصار الانتخابات ونتائجها, والتي خيبت كل امالهم وأربكت كل مخططاتهم العنصرية المقيتة.

والآن اصبح حال الجبهة المذكورة بالضبط حال ذلك التلميذ الفاشل في الامتحان و الذي كلف والديه الكثير من الجهد والمال دون طائل , فكيف السبيل اذن  الخروج من الورطة , لا حل الا با لتفتيش عن مبررات لتغطية الفشل الذريع , وهذا ما تحاول الجبهة  التركمانيةالفاشلة بالضبط  تسويقه الان, بالادعاء ..... لقد تم تزييف الانتخابات , والكورد جلبوا الالوف من كورد تركيا وسوريا وايران للتصويت في كركوك,والكورد تلاعبوا بصناديق  الاقتراع ,والكورد منعوا ملايين التركمان من التصويت والى آخرما يمكن ان يخطر ببالهم أو ينسجه خيالهم الخصب والخصب  جدأ من اوهام, أو لم يكن من الأفضل لهؤلاء ان يتفرغوا لكتابة  قصص خيالية عن بطولات وهمية تسترعي  اهتمام صغار السن او بسطاء  الناس, بدلا من الانشغال او بالأحرى التكسب من السياسة, التي تحتاج الى الكثير من الحنكة وبعض المصداقية ايضأ على اقل تقدير.

والآن لنتمتع معأ بفصول احدى هذه القصص الممتعة التي يرويها لنا مبتكروا القصص الخيالية المسلية من دعات الجبهة التركمانية,ولكن قبل الدخول في تفاصيل هذه القصة المثيرة من فنطازيا الجبهة التركمانية , دعوني أستميحكم عذرأ بطلب غريب , وهو لندع العقل والمنطق خارجأ , فلنقل, لنعطي لعقولنا ومنطق تفكيرنا بعض الراحة , بالظبط كما يريده لنا ولبعض المخدوعين  من الاخوة التركمان ,هؤلاء الأدعياء في الجبهة التركمانية .

يدعي هؤلاء أن الكورد في كركوك قد جلبوا اكثر من 3000  الفأ  من الكورد من تركيا وسوريا وايران , للتصويت لصالحهم  في انتخابات المجلس المحلي في المدينة,  ولنفرض ان مائة الفأ من الكورد قد جاؤا من كل من تركيا وسوريا وايران  بالتساوي لهذا الغرض , وبالتأكيد فأن هؤلاء لم يقطعوا مئات   الآلاف من الكيلومترات مشيأ على الاقدام , بل انهم جاؤا بكل تأكيد محمولين في سيارات,ولنفرض ايضأ انهم قد  عبروا الحدود بسيارات نقل كبيرة , وان كل سيارة او شاحنة كانت تقل خمسون راكبأ , اي ان تركيا سمحت او تغاضت او جهلت , انتقال مائة الفأ من مواطنيها الكورد في الفي شاحنة كبيرة وعبرت حدودها البرية  الى الاراضي العراقية , وكذا سوريا وكذا ايران, ومن اجل ماذا , من اجل نصرة( أحباء هذه الدول) من كورد العراق, او ان كل هذه الدول مجتمعة ليست لديها أدنى سيطرة على حدودها البرية , بحيث ان هذا الكم الهائل من البشر والسيارات عبرت حدودها من دون ان تنتبه لذلك,أو ان هؤلاء الكورد ليسوا بشرأ عاديين يمكن رؤيتهم بالعين المجردة, قد يكونوا طائفة من الجن او مخلوقات تلبس طاقيات الاخفاء, وأنا شخصيأ أميل الى قبول الاحتما لين الاخيرين لانها اقرب الى التصديق, الم اقل لكم منذ البداية ان نضع العقل والمنطق جانبأ حتى نستطيع استيعاب ادعاء  الجبهة التركمانية هذه.

فبالله عليكم سادتي الافاضل ... بأي منطق وبأي استخفاف يحاول هؤلاء الضحك  على عقول العراقيين عامة والتركمان خاصة, من يمكن ان يصدق هذا الكلام, الا يخشى هؤلاء ان يندب غوبلز الالماني حضه العاثر وهو في قبره من أناس يحاولون النيل من مكانته , الا يخشى هؤلاء ان يطالب محمد سعيد  الصحاف  وهو لا يزال حيأ يرزق بمقاضاتهم أمام المحاكم بتهمة انتحال الشخصية والاساءة اليه في ممارسة المهنة دون اذن.

نصيحتي المتواضعة لهؤلاء  هو توخي الدقة من الان فصاعدا في ما يخص اعطاء الارقام والاحصاءات  حتى لا يصابوا بالخيبة والخذلان  اكثر مما هم  عليه الان, فالعراق مقبل على عملية احصاء شاملة  في الاشهر القادمة , فاذا كان ممكنا خداع بعض البسطاء لبعض الوقت لحقيقة الوجود التركماني في كركوك والعراق  خلال العملية الانتخابية, فان الامر ليس بتلك البساطة  اثناء اجراء مسح ميداني شامل ومن قبل هيئة دولية متخصصة ومحايدة لسكان العراق في كل مناطق العراق وفي نفس الوقت.

وعزائي للشعب التركماني المسكين الذي ابتلي بمثل هؤلاء, متمنيأ ان ينهض من كبوته ويتجاوز محنته , وان يخلق قيادات منبثقة من صميم معاناته, قيادات جديرة بشعب مظلوم ,يتطلع الى مستقبل مشرق ,كسائر الشعوب العراقية, قيادات جديرة بجزء من شعب العراق , قيادات تفرق بين أعداء شعبها وأصدقاءها,بين صالح هذا الشعب وبين طالحه ,وتنطلق من مصالح هذا الشعب وليس من مصالح الاخرين حتى وان كانوا ينتمون الى عرق لغوي واحد,فكثير من شعوب المنطقة ,قد تكون من نفس الانتماء اللغوي ولكنها ليست بالضرورة متطابقة المصالح والأهداف ايضأ , قيادات لا تكون دمى  وموظفين مأجورين لأجهزة مخابرات دولة , آخر ما تهمها  هي مصلحة التركمان في العراق , بل ان غالبية شعب تلك الدولة لاتدرك ولحد الان اذا كانت مدينة كركوك تقع في العراق ام ايران.

قد يكون ما حصل امتحانأ عسيرأ لكل تركماني ادلى بصوته لهؤلاء , مخدوعأ بشعارات كاذبة وآمال وهمية , ولكنه ليس آخر امتحان ,وفي الامتحان يكرم المرؤ أو يهان...... 

 

HOME