تصريحاتكم الجوفاء ......لا تخيفنا يا أحفاد هولاكو
جلال الجباري
قبل ان أبدأ كلامي هذا أود ان أحيي شعب كوردستان لوقفته البطولية الموحدة والمسؤولة في الانتخابات سواءأ على مستوى كوردستان او العراق,تلك الوحدة المصيرية التي من شأنها ان تحقق كل الآمال الكوردية ,او بالأحرىان تزيل كل المظالم والانتهاكات التي ارتكبت بحق الكورد في كوردستان العراق,و بشكل خاص حملات الابادة الجماعية وتغيير الواقع الديموغرافي في كركوك وخانقين وسنجار وزمار وغيرها. وها ان العدو الاول للكورد قد بدأ بالصعيق والزعيق , وأقصد هنا الدولة التركية الفاشية,وها أن أحفاد هولاكو (اردوكان وغول), أصبح شغلهم الشاغل هذه الايام تصريحات فارغة ويائسة حول( سيطرة الاكراد على كركوك), وكأن كركوك تقع قريبأ من الأناضول وانقرة, هّذا اذا ما سلّمنا ان أناضول وأنقرة اصلأ هي ارض تركية, الا اذا كان الاتراك الغزاة قبل اقل من ثمنمائة سنة قد جلبت معها أرضها الجدباء من اواسط اسيا على ظهور خيولها وفرشتها وسكنت فوقها , وكأن كركوك هي لقمة سائغة من السهل عليهم مضغها بعد ان يأست كل السياسات التتريكية في تغير الواقع القومي الحقيقي في كركوك لعقود من السنين وذلك طمعأ في ثرواتها, وليس لمصلحة أي فرد من سكانها,فكلنا نتذكر موقف هذ الدولة الهزيلة تجاه التركمان ايام نظام صدام وسكوتهم المهين تجاه تصريح صدام المشهور( اذا كانت تركيا تعتقد ان لديها مواطنين في العراق, وكان يقصد التركمان بالطبع ,فالتأخذهم الى بلدها) ان العداء المكشوف للدولة التركية للتجربة الكوردية المتواضعة في كردستان الجنوبية ما هو الا الدليل على خوف هذه الدولة( الاوروبية المظهر والنازية الجوهر) من المارد الكوردي المتنامي , والذي لابد ان يحقق طموحاتها المشروعة والطبيعية في العيش الكريم سواءأ بتشكيل دولته المنشودة او استحصال كامل حقوقه ضمن آليات اخرى كالحكم الذاتي او الفيدرالية او الكونفيدرالية. الذي يدعو الى الاستغراب ان دولة تسعى لاهثأ الى العضوية في الاتحاد الاوروبي, تدعوعلانية الى التدخل في شؤون دولة اخرى, وبحجة واهية بل وطفولية وساذجةوهي ,ان استحصال الاكراد لحقوقهم قي العراق سيشجع الشعب الكوردي في تركيا للمطالبة بحقوقهم المماثلة!!!!!!و كأن المطالبة بالحقوق هي جريمة يحاسب عليها القانون الدولي ,وعلى كل الدول ان تمنع مواطني اي دولة مجاورة من المطالبة بحقوقها حتى لا تستشري عدوى الحرية الى دولتها,يا لها من منطق اعوج واجوف غريب عن روح العصر تلك التي تحاول الدولة التركية المتخلفة ان تسوقها فى القرن الواحد والعشرون,ان الكلام بحد ذاته هو خرق واضح لحقوق الانسان,و على المجتمع الدولي ان تحاسب تركيا عليه. ان النتائج الاولية للانتخابات ولو انها لا تمثل حجم الوجود الكوردي سواءأ في عموم العراق او في مدينة كركوك الكوردية بالتحديد,الا انها اصبحت مع ذلك تقلق دوائر الميت التركي وحلفائها, لأنها اصبحت تدرك ان عملية اطلاق رصاصة الرحمة على اخر ما تبقى من احلام الدولة التركية المريضة في ولاية الموصل وحقولها النفطية ,قريبة وقريبة جدأ , ولذا نجد ان الدولة التركية قد جنت جنونها , فلا المتغيرات الدولية ولا المتغيرات الاقليمة وفي مقدمتها عملية تحرير العراق باتت تصب في صالحها , بل بالعكس تمامأ, فانها لم تعد الابنة المدللة للسياسة الامريكية والغربية ولم تعد وجودها سورأ لحماية حقول النفط من الزحف الشيوعي, بل اصبحت عبئأ ثقيلأ على نفسها وعلى حلفائها, وكان من الاجدر بسياسي هذه الدولة المريضة دومأ ان تنشغل بحذف أصفار اضافية من عملتها التي لم تعد قيمتها الاقتصادية اكثر بكثير من ثمن الاوراق التي تطبع منها.,وليس تهديد الكورد بالتدخل في كركوك, وحبذا لو تجرئت ونفذت تهديدها الفارغ ,لتجد نفسها في وحل هزيمة اشد من هزيمتها في( سفر بلك) ولتشهد بأم عينها كيف سيكون انتقام الضحايا من الشعوب التي احتلت اوطانها في بلاد الاناضول من الكورد والارمن واليونانيين والعرب وغيرهم. المرحلة القادمة ستشهد محاولات امريكية لطمأنة تركيا من جهة , والضغط على القيادة الكوردية للتراجع النسبي عن ما صممت عليه في تطبيع الاوضاع في كركوك,واجبارها على المساومة على حساب الكورد في كوردستان تركيا, وبالذات فيما يخص تواجد اخوتنا من كورد تركيا الموجودين في كوردستان العراق. ندائي الى القيادة الكوردية مخلصأ,عدم الرضوخ لا للضغوط الامريكية ولا السماح لتحقيق المآرب التركية في تحقيق بعض المكاسب المؤقتة في كوردستان العراق على حساب القضية الكوردية في باقي اجزاء كوردستان , وكما كانت المعادلة ومع الاسف في كثير من الاحيان في السابق,فالآن وبعد كل التغييرات الدولية والمحلية لم تعد هنالك لأية جهة كانت اية مبررات واقعية في تحقيق اي جزء من حقوقنا على حساب اخواننا الكورد في باقي ارجاء كوردستان ,وان قبول اي عمل من هذا النوع ستندرج في اطار الخيانة القومية والتي لا يمكن لأحد ان يغفرها لأية جهة كانت ومهما كانت تأريخها ونضالها....فحذار من المصيدة الجديدة وعلينا ان ندرك جيدأ انه قد آن الأوان لمساندة طموحات شعبنا في باقي ارجاء كوردستان ,وكما كانت تنص عليه برامج كل الاحزاب والتنظيمات الكوردستانية والتي تربينا عليها ولكننا شهدنا عكسها احيانأ , وحتى ننسى وينسى شعبنا في باقي ارجاء كوردستان الماضي المؤلم , على القيادة الكوردية ان تكف عن قواعد لعبة الشطرنج القديمة ( بيدق مقابل بيدق), الآن قواعد اللعبة قد تغيرت كثيرأ واصبح بالامكان ان تلعبها دون مساومة و تقول ( كش ملك).....واللبيب من الاشارة يفهم.....
|