اسعار الذمم حسب تصنيف السوق العراقية ..؟
هيوا علي اغا
هولندا
في عام 1994 دخلت سوق الادوات الاحتياطية للمکائن الثقيلة في بغداد من خلال عملي في احدى الشرکات .. وبطبيعة الحال فتح امامي عالم جديد من العوالم البغدادية استطعت من خلاله کسب الکثير من الخبرات حول کيفية جريان الامور في هذا السوق الکبير والتعامل فيه وکذلك زيادة احتکاکي من قرب بالکثير من الطبقات الاجتماعية في ذلك الوقت العصيب الذي کان يمر بالعراقيين حينها . ولکن المسألة المهمة التي کان علي تعلمها هو تقسيـم المواد من حيث تصنيفها في البيع والشراء فکان هناك الجديد والمستعمل ولکل سعره طبعا ولکن کان هذا التصنيف غير کافيا ففي بعض المواد کان يحکم اما جديد او مستعمل اما في المواد الاکثراهمية وافتقاد السوق اليها کان هناك تصنيف اخر متبع للمستعمل ، حيث کان هناك المستعمل اخو الجديد والمستعمل القليل والشغال والمنتهي ... في 6/1/2005 کنت ضمن مجموعة من العراقيين الذين عليهم ان يديروا شؤون الانتخابات کاکبر عرس في تاريخ العراق السياسي الحديث .. في ايام الانتخابات التقينا الکثير من الناس الذين فرق بيننا وبينهم الزمن واماکن الغربة .. کذلك تعرفنا الى الکثير من اصحاب الضمائر الحية والثقافات العالية وحملة الفکر ممن لاتلتقيهم بسهولة في الايام العادية ... کان منهم من عمل معنا لذا کانت فرصة لتبادل الافکار والاراء حول مستقبل العراق والمنطقة والمتغيرات الدولية وکذلك کعادة العراقيين الکثير من النکات والفکاهة ... ورأينا کذلك انفس مريضة مازالت تحلم بالعراق الذي هو بوابة الامة الاعرابية وخاصرتها الشرقية وتؤمن بان الفرس مجوس وريح صفراء وان الکويت غدرت العراق .. الخ. من افکار البعث ومن على شاکلته . المغزى بين الموضوعين الانفين عملي في العراق وعملي في الانتخابات ، هو موضوع تحدث به احد الاخوة العراقيين الذي کان يعمل معنا في مرکز امستردام الانتخابي وهو صحفي عراقي معروف .. تحدث عن مااخبره به احد الصحفيين المصريين الذي کان يحمل ضميرا صاحيا ، کيف انه تعرض الى اغرائات في بيع الذمة والقلم الى زبانية ابن العوجة .. وکيف کانت هنالك اسعار لکل ذمة يشترونها فتبدأ من هدية نقدية بعدد قليل من الالف دولار وتمر بالسيارات الفارهة الى الڤلل والقصور والحسابات البنکية الکبيرة حتى وصل الحال الى احد الصحفيين الذي کان مدعوما من احد امراء الخليج الذي ، کان من الصعب ان يشترى ذمته بالمال فتم اکتشاف نقطة ضعفه انه لايشبع من الشهرة مما حدى بصدام شخصيا في احدى المؤترات التي مااکثرها کانت ايام بطل الامة وفارسها .. ان يدعوه الى المنصة ويطلب بتنصيبه رئيسا لذلك المؤتمر وما يترتب عليه من تجمعات . وعلى هذا المنوال استمر عملاء المخابرات يشترون الذمم من اعلاميين وفنانين ومشاهير وحتى رؤساء بعض الدول التي تعيش على فتات الدول الغنية .. حتى وصل الحال ان رضخ اکثر رؤساء العرب الى اوامر البطل التاريخي للامة وباني مجدها .. والاسماء في القائمة تبدأ ولاتنتهي ؛ طبعا کل ذلك على حساب الشعب العراقي ، الخاسر الوحيد الذي اصبح کصاحب البيت الذي يأکل الکل من بيته ويظل هو جائع ينظر الى الناس تنهش في امواله ولا يستطيع الکلام .. والامرُّ من هذا ان الاموال تلك کانت تستخدم للتستر على الجرائم التي ترتکب في حقه وتظليل الاعلام العربي والعالمي حول مايجري في العراق ..ونستطيع تصور حجم تلك الاموال من شدة دفاع هؤلاء الاقزام والى اللحظة من على منابر الاعلام العربي المفضوح وعلى رأسها قناة الجزيرة واخواتها ، وکذلك من اعلاميين سماسرة مازالوا يدوسون على جراح العراقيين باستخفافهم بالمقابر الجماعية وعمليات الابادة التي تمت بحقه من على شاکلة مصطفى البکري وعبد الباري عطوان وغيرهم من المسوخ .. کذلك من الفنانيين الذين اسسوا العديد من الجمعيات لنصرة الشعب العراقي کواجهة خارجية وشفط الاموال العراقية کسياسة متبعة وعلى رأسهم عاهرة الفن العربي الممثلة رغدة .. وکي اربط کلامي بين الموضوعين اقول کيف سيکون مصير هؤلاء الشراذمة بعد زوال ولي نعمتهم وانقطاع الاموال التي تدر عليهم .. کيف سيکون سعر الضمير منهم هذا اذا کان لهم ضمير .. لو اتبعنا مبدأ السوق العراقية التي تحدثت عنها من قبل الجديد والمستعمل النظيف والمستعمل الشغال والمستهلك ..اعتقد ان کل هؤلاء لامکان لهم الا اماکن السکراب وبيع الخردة فلافائدة من اي منهم ولاامل في الصلاح . ولکن العجب هنا من الذين يتهافتون على شراء تلك الذمم ، غير ابهين بان هذه الذمم قد استهلکت صلاحيتها واعطت کل ما تملك لمالکها الاول المنتظڕ لحکم العراقيين العادل وکأني بهم متلهفين لمادة وجدوها في اماکن النفايات يأتون بها لکي يضعوها کتحفة في البيت فيالها من تحفة وکيف سيکون حالها .. وهذا ماحصل عندما اعلنت الجبهة الترکمانية وبعز وفخر عقد لقاء بين احد ممثليهم وبين المدعو مصطفى البکري ويالها من مفخرة وقبلها اعلنوا انهم استطاعوا اخيرا شراء ذمة القومي الاسلامي فهمي هويدي وکذلك شرائهم للمدعو صبري طربگه .. واعتقد ان القارئ يفکر بما افکر به ان کل هؤلاء کقطعة ( السَّنت ) الاوروپية لاتساوي مشقة رفعك لها من على قارعة الطريق . ان الاخلاق في الاعلام شيء اساسي کي يکتسب الاعلامي المصداقية والحصانة .. اما مايفعله المدعو الزاملي في ( مستنقع کتابات ) والذي عرضه اکثر من مرة للبيع لهو قمة في الخسة والوضاعة في العمل الاعلامي .. لانه باع نفسه الى نفس الجهة التي اشترت امثال البکري وهويدي وطربگه .. وجعل من ذلك المستنقع منبرا لمعاداة الکورد والشتيمة عدى عن السب اليومي لمراجع الشيعة .. کل ذلك تحت راية حرية الرأي وانتقاد الاحزاب السياسية ، وهذا ما لم نلمسه في ذلك المستنقع من حيث مايكتب عن الشعب الکوردي بانه من بدو الفرس وترکة زنا الجن وانهم لااصل لهم والکثير من الشتائم التي لاتليق الا بصاحب المستنقع وکتابه ، وکذلك محاولته تلفيق مواضيع للزيادة في خسة اصحاب الهچع في الکتابة حملة القواميس المنفردة في المصطلحات الوضيعة ، واخرها ادعائه انه وردته مکالمة هاتفية من شخص کوردي يصفه هو (اخ عراقي، کوردي ) .. طالبا من السابحين في مستنقعه الرد عليه دون ان يذکر اسم الشخص ومکان اقامته اذا کان هنالك تقديس له لحرية الرأي فلماذا يخاف من ذکر اسم الشخص . وهنا اقول للزاملي بع نفسك ومستنقعك لمن شئت فهذه مسألة خاصة بك ومن يبتغيك وانشر ماتريد عن الکورد من مسبات فکل ذلك لايعادل قنبلة کيمياوية صبت على رؤوس الکورد فيما سبق وإن من کان قبلك حاولوا بطرق اشنع للنيل من الکورد فلم يفلحوا .. ولکن مايجب ان تعلمه ان تلفيق الامور عار في العمل الصحافي وخاصة اذا تحدثت عن موضوعة اقرب الى الکذب منها الى الصدق وبالاخص اذا لم توجد هنالك اية وسيلة لاثباتها ، من مثل ادعائك ورود مکالمة اليك فيها تهديد وشتائم ، لان اثبات هذه المسألة کانکارها ، فالاولى عدم ذکرها طالما انك لاتستطيع اثباتها ، فهل ستطبع لنا شاشة هاتفك کي نصدق بانه فعلا وردت اليك هکذا مکالمة ام ماذا ، لذا من الممکن ان يزيد هذا من سعرك امام الاغبياء الذين يدفعون لك منذ ان عرضت موقعك للبيع ولکن لايزيدك امام العقلاء والشرفاء من ابناء العراق الا خسة ونذالة ، لان هذه مسألة حتى لو حصلت يستحي الانسان من ذکرها ، لانها کما قلت لايمکن اثباتها فالاولى ترکها ، والجأ الى طريقة اخرى لزيادة الدعم المقدم اليك فهذه مخزية ، وارجو کذلك ان تخبرنا عن تصنيف ضميرك ، فانا متأکد من انه ليس جديد ولا مستعمل نظيف ولکن اخبرنا هل هو مستهلك ام فيه قليل من الامل لکي يعمل به ؟.
|