إلى متى يستمر الهجوم الشرس على حقوق الكورد ؟
أحمد رجب
تتصاعد هذه الأيام وبشكل سافر أصوات المندحرين والخائبين من أزلام النظام الدكتاتوري البائد ومن المقربين له والذين دخلوا الإنتخابات التي جرت في نهاية شهر كانون الثاني من العام الجاري، حيث وجدوا أرضية خصبة، وذلك بالإنتماء إلى هذا الحزب أو إلى إحدى التنظيمات التي ولدت حديثاً، والذين حققوا " تقدماً "، وبعبارة أخرى وجدوا جسراً للعبور، لكي يبدأوا عملاً منظماً خدمة للفكر البعثي الشوفيني، وذلك من خلال تخريباتهم وألاعيبهم المخابراتية بهدف الإيقاع بين الأحزاب والقوى الوطنية، وبين الكورد والقوميات المتآخية. وتدعو هذه الأصوات الناعقة الوقوف ضد مطامح الشعب الكوردي، وتطالب الكورد بالتنازل عن الثوابت القومية وعدم التطرق إلى مدينة كركوك والمناطق الأخرى التي تعرضت إلى عمليات التطهير العرقي وطرد سكانها الأصليين، وتحاول هذه الأصوات إلى ترهيب وتخويف الكورد من خلال مناشدتها المستمرة لدول الجوار، ولا شك انّ العراقيين جميعاً يعلمون بأن الكورد يتوزعون على بلدان عديدة ومنها دول الجوار ذات الأنظمة الدكتاتورية منها دكتاتوريات دينية وطائفية، وعنصرية شوفينية، وهي من ألد أعداء الكورد وكوردستان. وليس من العجب أن يتستر أصحاب هذه الأصوات تحت يافطات كاذبة، من أنّهم يقفون إلى جانب الحقوق القومية للشعب الكوردي، ويسمحون لأنفسهم أن يتدخلوا في الشأن الكوردي، وأن يكونوا وعاظاً ومرشدين،ولكنهم في الحقيقة يغالطون أنفسهم ويهذون، ويتحول كلامهم العسلي إلى سم قاتل. انّ هؤلاء الشواذ الذين تحولوا إلى أيتام بعد سقوط " صرح " الأمة العربية المتمثل بالنظام الدكتاتوري يعودون إلى عاداتهم القديمة، والتي مارسوها يوم كانوا من كتبة التقارير ومن زريبة المخابرات العراقية، فمن أجل الإيقاع بين قوى وأحزاب المجتمع العراقي يحاولون التقرب، كما ذكرنا إلى جهة سياسية معينة وكيل المديح لها، حتى يتسنى لهم التحدث بإسمها، ومن ثمّ التهجم على الكورد والقوميات الأخرى، فعلى سبيل المثال يطلقون أسم المارد على جهة سياسية لكي يحققوا غاياتهم القذرة، ويقفون ضد "العقول العفنة ووحشيتها "، وهم بذلك يقصدون الشعب الكوردي، ويستمرون في غيهم وحقدهم ويتهمون القيادات الكوردية ويركزون الهجوم عليهم فيما إذا طالبوا بأي حق من حقوق الكورد، ويزعمون ( بأنّ الشعب العراقي الذي يعي ايضاً معاناة الكرد في ظل زعاماته الخائنة، فانه سوف لا يسكت هذه المرة وسيدافع عن حقوقه بكل شرف شرعاً وقانوناً،وسيقف معه كل الشرفاء من دول الجوار والعالم )... لا أدري عن أي شرفاء من دول الجوار والعالم يتحدثون ؟ !!. وعلى هؤلاء الشواذ أن يعلموا بأن كل المصائب والمشاكل في العراق من عمل " شرفاء " دول الجوار. إنّ هؤلاء الأيتام يتهمون الكورد ويزعمون بأنّ الزعماء الأكراد يقومون بممارسات مستهجنة مثل : ( التسويف والتزويروالكذب والضغط من خلال التآمر والتلاعب بالقوانين والإبتزاز والسطو على حقوق الآخرين بعقلية دكتاتورية شوفينية وسرقة ثروة الشعب العراقي على طريقة صدام بكل إستهتار وإحتلال المواقع بكل تعسف صدامي ). ان أصحاب العقول العفنة يتحدثون عن الشر والخير، والجريمة والفضيلة ، والعهر والشرف، ومن ثم يوزعون هذه الكلمات فحصتهم الخير والفضيلة والشرف، أما الكورد فلهم : الشر والجريمة والعهر !!. وقبل يومين فقط وفي مقابلة إذاعية لراديو سوا صرّح أحد البعثيين من زمرة الوفاق الوطني وبصراحة وأمام الجميع : ( بأنّ المطالبين بالفيدرالية هم ليسوا بشرفاء ) !!.
وللرد على هؤلاء " المحترمين " ومن على شاكلتهم، ومن الذين ينعتون الكورد بشتى الألقاب المشينة يجب على الكورد أن يكرروا مطاليبهم ويعلنوها وبكل وضوح للأصدقاء والأعداء مرة أخرى.
انّ
المجتمع العراقي
يتكون من
قوميات
مختلفة
وهم : العرب والكورد والتركمان والكلدوآشوريين والأرمن،
وشرائح إجتماعية لها خصوصيتها كالإيزدية والصابئة والشبك،
وتوجد فيه تعددية دينية مسلمون ومسسحيون
ومذاهب
أخرى. انّ مطلب الشعب الكوردي هو أن يعامل على أساس الأخوة العربية ـ الكوردية الحقّة، والتطلع إليه بإحترام، وانّ ما يطمح إليه هو حقوقه القومية ضمن وحدة العراق الوطنية، وإذا وقف الآخرون ضد توجهاته، فمن حقه كأي شعب آخر أن يلجأ إلى رأي وتطلعات أبنائه المطالبين بحق تقرير المصير وإعلان دولتهم القومية المستقلة، لأنّ الأطراف الأخرى لا تحترم حقوق الكورد، ولا تريد وحدة التراب العراقي، رغم انّ أكثريتها تتغنى ليل نهار بالعراق. إنّ عدد أعداء الكورد من العروبيين الشوفينيين والطائفيين العنصريين يزداد يومياً، وهم مصابون بالعمى، وباتوا لا يميزون بين الحق والباطل، ويتفوهون بكلمات نابية ضد الكورد وقادتهم وأمجادهم وتاريخهم، ويستهزئون بلغتهم وبتاريخم النضالي المشرق، وبكل شيء يمت بصلة بهم، وهم يعلمون بأنّ الأمة الكوردية عبارة عن وحدة ثابتة من الناس تكونت تاريخياً ونشأت على أساس وحدة اللغة والأرض والحياة الإقتصادية والطبيعة النفسية التي تتجلى في وحدة الثقافة والروابط الإجتماعية. إذن ماذا ننتظر؟.. نحن نريد أن نعيش مع الأخوة في عراق ديموقراطي تعددي فيدرالي متّحد، عراق ديموقراطي لجميع القوميات المتآخية، إلا أنّ الآخرين يرفضوننا، ولا يريدون الإصغاء إلى حقوقنا. على الكورد تكثيف الجهود مع أبناء القوميات المتآخية والمطالبة بحل قضية كركوك، والعمل الجدي على عودة هذه المدينة إلى أحضان كوردستان، وعلينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام القوى والجماعات التي يريدون إرجاء بحث قضية كركوك إلى المستقبل المبهم، وعلينا أن لا نسمح لهم بوضع خطوط حمراء، وأن لا نصغي إلى ملاحظاتهم وتوجيهاتهم، ولسنا بحاجة إلى إرشاداتهم، وأن قضية كركوك هي قضية الكورد في الأساس واخوانهم من القوميات المتآخية، وانّ الحفاظ على هوية كركوك وكوردستانية هذه المدينة العظيمة من صلب واجبات الكورد والمتضامنين معهم، وانّ الكورد يطالبون بإلحاح بتنفيذ وتطبيق بنود المادة 58 من الدستور العراقي المؤقت ( قانون إدارة الدولة ) التي وبالرغم من الثغرات الموجودة فيها تتضمن إزالة آثار التعريب في مدينة كركوك، والتي قام بها النظام الدكتاتوري الشوفيني، والإسراع بعودة المرحلين وتطبيع الأوضاع فيها. على الكورد أن لا ينسوا المناطق الأخرى التي تعرضت للقصف الوحشي وهدمها من قبل النظام العراقي البائد، وأن لا ينسوا سياسة التطهير العرقي وتهجير الناس من بيوتهم إلى أماكن أخرى، وإستقدام الآخرين ليحلوا مكانهم، كما يجب أن نذكر دائماً خانقين ومندلي وجلولاء ومخمور والشيخان وسنجار وغيرها. يحمل الأعداء عداءاً مفضوحاً للكورد، ويتبادلون الأحاديث عن حل قوات البيشمه ركة، هذه القوات التي حاربت وقارعت الطغمة الدكتاتورية الدموية سنين طوال وببطولة منقطعة النظير على جبهات القتال وفي المعارك البطولية، واستطاعت بنضالها من تحرير قسم كبير من أرض كوردستان، ومن تحرير القرى والقصبات وبعض المدن الكوردية، وقد استخدمت السلطة الفاشية السلاح الكيمياوي ضدها لقمعها وإزالتها، أو حرفها عن النضال.
ويتساءل الكورد في كل مكان ويقولون : إلى متى يبقى الشعب الكوردي أسير الدعوات الشوفينية ؟، وهل يقبل الشعب الكوردي حل قدراته الدفاعية ؟، وهم يتذكرون بمرارة ما حدث لهم أيام حكم الطاغية صدام وأزلامه الموتورين من أمثال المجرمين والمجرمات: طه الجزراوي، وعلي الكيمياوي، وعامر محمد رشيد ورحاب طه وهدى مهدي عماش وهاشم سلطان والمقبور حسين كامل وزبانيته في التصنيع العسكري حسام محمد امين وعامر السعدي وغيرهم. أن قوات البيشمه ركة التي ضمت في الماضي، كما تضم في الوقت الحاضر أبناء القوميات المتآخية كانت وستبقى الجيش النظامي لكوردستان للحفاظ على أمن المنطقة برمتها، وسيحافظ أبناء وبنات كوردستان على هذه القوات، مثلما يحافظون على بؤبؤ أعينهم،لأنّهم يعلمون وليس خافياً على أحد بأنّ " أصدقاءنا " بدأوا قبل أعدائنا إلى التلويح بـ (( لوي الأذرع )) !!. وعلى الكورد أن لا يقبلوا تدخل الآخرين في هذا الشأن الحساس، وانّ قوات البيشمه ركة مكسب مهم للشعب الكوردي، وانّ هذا المكسب غير قابل للنقاش. على قادة الأحزاب الكوردستانية وبالأخص الحزب الديموقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني بصفتهما يتحملان مسؤولية إدارتي هه ولير والسليمانية تتوقف معالجة أمور كثيرة منها على سبيل المثال: توسيع وزيادة عدد أعضاء غرفة العمليات الخاصة بشؤون كوردستان في بغداد ليشمل ممثلين عن الأحزاب الكوردستانية الأخرى كالحزب الشيوعي الكوردستاني والإتحاد الإسلامي وغيرها من الأحزاب التي شاركت ضمن قائمة الإئتلاف الكوردستاني لكي تتحمل هذه الأحزاب التي تعبر عن أوساط جماهير كوردستان مسؤولية كوردستان، ويجب الإنتباه إلى مناورات وألاعيب الآخرين، وعدم الإقدام على أي خطوة لا تخدم قضية أبناء كوردستان، وفي حالة تشكيل حكومة عراقية جديدة بالتوافق ينبغي على المفاوضين الكورد دراسة الأمور بجدية ودقة، وأن لا يتسّرعوا بالتوقيع على الإتفاقيات إلآ بعد دراستها عدة مرات، وبشرط أن يجري التركيز على المطاليب الكوردستانية وفي طليعتها إسترداد المناطق التي جرى تعريبها من قبل النظام الدكتاتوري الساقط مثل كركوك وخانقين ومخمور والشيخان وغيرها، وبحث ما يتعلق بالعلم العراقي وحل هذه العقدة التي أفتعلها باني مجد العروبة الجرذ الجبان صدام حسين، وبحث المخصصات المالية لكوردستان وكيفية تعويض جماهير كوردستان من هدم القرى وحرق المزارع وقتل الأغنام والمواشي، وتعويض المتضررين من عمليات الأنفال السيئة الصيت والقصف الكيمياوي في حلبجة وشيخ وسان وسيوسينان ومناطق بادينان وكرميان وغيرها، والإنتباه إلى تعويض ضحايا المقابر الجماعية وتغيب عشرات الألوف من الكورد الفيليين والبارزانيين، ودراسة المناصب السيادية والوزراء والمناصب الأخرى وتوزيعها بشكل يخدم كل الأطراف. وتوجد مسألة حسّاسة من الضروري إيلائها الأهمية والأولوية، إلآ وهي مسألة القوميات والشرائح الأخرى كالتركمان والكلدوآشوريين والأرمن والإيزدية والصابئة والشبك وضرورة تمثيلهم في كل المجالات، ومن ثمّ بحث مشكلة الأديان والمذاهب الأخرى وضرورة إحترامها وممارسة طقوسها بكل حرية وأمان. 12/3/2005
|