کرکوك و الإستيطان العربي 
 فهمي کاکه يي

 

   

هناك مثل سويدي يقول: الطفل المدلل له أسماء کثيرة.

العرب الذين أتی بهم صدام حسين إلی محافظة کرکوك من أجل تعريبها لهم أسماء کثيرة مثل:

عرب التعريب، العرب المستوردون، عرب کرکوك غير الأصليين، العرب المستوطنون و هلم جرا..

قد يستفز البعض من هذه التسميات و لکن الحق يعلو و لا يعلی عليه، لذا لا بد من مراجعة التسميات هذه لنری أيتها تنطبق عليهم.

لقد سمي هؤلاء بعرب التعريب لأن الرئيس العراقي السابق أتی بهم إلی کرکوك من أجل تعريبها و کان بالإمکان قبول هذه التسمية أن لم تقم الحکومة بترحيل السکان الأصليين من هذه المدينة من الترکمان و الکورد فهذه السياسة لم تکتفي بالتعريب فقط بل کانت لها جوانب أخری و هي الترحيل و التهجير(مع إن هذه أيضا کانت من أجل ترسيخ التعريب) لذا فالتسمية هذه لا تنطبق بشکل صحيح علی هؤلاء العرب. العرب المستوردون لا تنطبق علی هؤلاء ما دام الکثير منا يؤکد علی وحدة العراق، فالإستيراد يکون من خارج القطر. أما عرب کرکوك غير الأصليين فهي الأخری لا تنطبق عليهم فهناك عرب يعيشون في محافظة کرکوك منذ بداية القرن العشرين و هم ليسوا بسکان محافظة کرکوك الأصليين من البداية، إلا أنه و بسسب مرور وقت طويل علی تواجدهم فقد تم قبولهم کسکان هذه المحافظة و هم عرب الحويجة، و لکي نفصل بين هذين الصنفين من العرب فلا يجوز تسمية من أتی بهم صدام بعرب غير أصليين. فهل يجوز إذن أن نسميهم بالعرب المستوطنين؟

الإستيطان سياسة إتبعتها الحکومة الإسرائيلية ضد الفلسطينين، و هي عبارة عن الإتيان باليهود و إسکانهم في الأراضي العربية بعد إخراج العرب منها، إليس هذا هو بالضبط ما فعلته حکومة صدام حسين؟ إذن لماذا يستفز البعض عندما نسمي هؤلاء العرب بالمستوطنين؟ هل إنها سياسة الکيل بمکيالين؟ أم أننا تخلصنا من صدام واحد فإبتلينا بالعديد.

هناك سؤال بسيط جدا علی العرب الإجابة عليها بصدق و هو: هل إن ما قام به صدام حسين في کرکوك کان صحيحا؟ إن کان الجواب نعم عندها يعرف الآخرون مع من يتعاملون و إن کان لا أفليس من الحق أن نصحح ما قام به الرئيس السابق من سياسات عوجاء؟ ألم يکن من المنطقي أن تقوم الحکومة العراقية الحالية بإعادة هؤلاء إلی موطنهم الأصلي فورا و بدون قيد أو شرط؟ ألم يکن من الأحری بهؤلاء أن يعودوا إلی ديارهم طوعا بدلا من أن يتظاهروا في شوارع کرکوك مرددين شعارات عدائية مثل: لا إله إلا الله، کردستان عدو الله؟

إن کانت النوايا حسنة فإن مسألة کرکوك ليست بالمعقدة أو المستعصية حلها، هناك ثلاث خطوات لا بد من القيام بها من أجل حل المشکلة ألا و هي: إعادة العرب الذين أوتي بهم من وسط و جنوب العراق إلی أماکن سکناهم الأصلية معززين مکرمين، إعادة المرحلين و المهجرين الترکمان و الکرد من سکنة کرکوك إلی مدينتهم و من ثم إعادة إلحاق الوحدات الإدارية التي أستقطعت من کرکوك و ألحقت بالمحافظات الأخری. کان من المفروض أن تکون هذه المعالجات من بديهيات الأمور و ليست خطوط حمراء يرسمها ساسة العراق الجدد.

کرکوك قلب کوردستان، کرکوك قدس کردستان، کرکوك قلب العراق، کرکوك تاج العراق ... لم تبقی تسمية لم نسمعها من المسؤلين الکورد و العراقيين. بما يتعلق و الکورد فإن کرکوك مدينة حالها حال السليمانية أو سنجار أو خانقين أما بما يتعلق و المسؤلين العراقيين فلماذا لا يحسبون لکرکوك حساب العمارة أو الرمادي أو أية مدينة عراقية أخری، فهل سمعتم مسؤلا عراقيا يقول عن الفلوجة ما يقوله عن کرکوك؟ أم أن کرکوك هي بقرة حلوب؟

أن الحکومة العراقية لم تقف علی رجليها بعد و نسمع منها تصريحات تبعث علی القلق فکيف بها إن قوي عودها؟ هل سنکون آنذاك في إنتظار ذو الفقار؟

صححوا وضع کرکوك و دعوها لأهلها من الکورد و الترکمان و الآشوريين و العرب الأصليين فنحن نعرف کيف نعيش في وئام.

 

السويد

27/2/2005

fahmikakaee@yahoo.se

 

 

HOME