العلم العراقي واهالي حلبجة ...... خالد مجيد فرج
بالرغم من ان بقاء العلم العراقي الحالي في كوردستان المحررة من حكم العفالقة ولحد الأن يثير الريبة بما يحمله من ذكريات اليمة نتيجة للجرائم التي ارتكبتها العنصرية بحق مواطني كوردستان تحت ظله والتي فاقت في وحشيتها حتي اعمال النازية بحق الشعوب غير الجرمانية ،إلا ان بقائه يرفرف ولحد الأن في سماء حلبجة غير مقبول نهائياً، فبالاْضافة الى ماتحمله من معاني لاتمت بصلة الى الأقوام الأخرى المتعايشة مع العرب على هذه الأرض، حيث تدل على العنصرية و كره الأخرين وشن الحروب في سبيل القضاء عليهم و تدميرهم نهائيا، وبكل الوسائل غير الأنسانية و غيرالأخلاقية، فإن الطائرات البعثية التي اجهزت بماتحملها من الأسلحة الكيماوية على الأنسان والحيوان و الطيور والحشرات في حلبجة وابادتها عن بكرة ابيها، كانت تحمل هذه الراية التي تقول ( الله اكبر.. من اجل توحيد أمة العرب من المحيط الى الخليج وايصال رسالتها الأنسانية الى كل العالم سوف نخنق هذه المدينة) .لذا فإن كانت الأدارة الكوردية مقصرة مرة واحدة في عدم ازالتها عن سماء حلبجة ، فأن اهالي حلبجة هم مقصرون مرتين لأنهم لم يزيلوا هذه الراية المرفوعة على مقابر شهداء مدينتهم، ياليت لو بادر سكان حلبجة بتنظيم تظاهرة سلمية وبحضور جميع وسائل الأعلام، التي تهمها الشأن الكوردي في العراق المستقبلي، وأن يقوموا بحرقها بعد أن يشرحوا الأسباب ومن خلال تلك القنوات للعالم المتحضر، فهذا حقهم الشرعي والقانوني لأن هذا العلم علاوة على انه كبدهم اضرار مادية جسمية، و تسبب في قطف ارواح اكثر من خمسة الاف انسان و اضعاف هذا العدد من المشوهين ذوي العاهات المستديمة، وعمل تشوهات خلقية بالغة في المواليد الجدد من ابناء هذه المدينة، فأن بقاءه و لحد اليوم يرفرف بنجماته الثلاث والوانه الكريهة في سماء مدينتهم يسبب لهم اضررا معنوية ونفسية اكبر، اذ يذكرهم و كل يوم بالمأساة التي افقدم اهلهم و اقربائهم و احبتهم و اصدقائهم، والتي إن حاولوا تقييمها و تعويض المدينة و ساكنيها فلا اعتقد بأن ثروة العراق كلها تكفي لكي تعوضهم عما اصابهم من هذا العلم وجيش هذا العلم .هذه ليست مقالة تحريضية، وانما نصيحة قانونية الى مدينة حلبجة الشهيدة لكي يتبعوا كل الطرق القانونية الحضارية في سبيل منع تكرار هذه الجريمة في اية بقعة اخرى من العالم، وفضح العنصريين الذين حكموا العراق طيلة اكثر من سبعين عاما وبالرغم من انهم كانوا من الموقعين على معاهدة حظر استعمال هذا السلاح ولكنهم ضربوا بتعهدهم عرض الحائط و ابادوا مدناً وقرى كوردية بهذا السلاح ،واسلحة اخرى محرمة دوليا فإن المدافعين عن بقاء هذه الراية ولو ارادوا غسلها تنضيفها من ادران البعث وعار غازاته الكيماويه لما كفتهم مياه البحاروالمحيطات كلها. والسؤال المشروع الذي يبادر الى ذهن المواطن الكوردي إن كان العرب لايقبلون بالعلم الكوردي حتى في كوردستان ،ومما لايقبل الجدل بأن الشعب الكوردي لم يتسبب يوما طوال تأريخه في استعباد امه اخرى و لم يشن اية حروب تسبب في حرق المدن وقتل الشعوب اكان بصورة فردية أو جماعية ،وكل هذه الكراهية من العرب لرايته فلماذ يقبل الكورد برايتهم التي لم نعرف منها الأ التقتيل و التدمير و سلب البشر كرامتهم واموالهم؟ الا يعادل العلم البعثي صليب هتلر المعقوف الم يؤمن كلاهما بفكرة تفوق عنصر محدد على بقية العناصر الأخرى؟ وشنوا حروبا مدمرة من اجل هذه الأيدولوجية السخيفة، لماذا من يرفع الرمز الهتلري يعرض نفسه للمسائلة القانونية في كل بقاع العالم حتى وإن كانوا بعيدين الاف الأميال عن جرائمه، في حين هناك في العراق يجب حتى على اهالي حلبجة الوقوف احتراما لعلم النازية العربية ؟
|