الدفاع عن حرس صدام و جحوشه و معادات البيشمركة

هشام عقراوي

   

هناك في العراق اليوم العديد من الاحزاب التي تنتقد أمريكا و تعتبر حل الحرس الجمهوري الصدامي و الجيش الصدامي من أحد الاخطاء الكبيرة و ينادون بأعادة تشكيل ذلك الجيش و أعادت الضباط و المراتب الى الخدمة و أحالة الذين تلطخت اياديهم بدم العراقيين و المسؤولين الكبار منهم في حزب البعث الى التقاعد. عدد الذين توافق عليها القوى العراقية  على الابعاد من الخدمة لا يتعدى الـ 5% من مجموع الحرس الجمهوري و الجيش الصدامي.

اي أنهم يحاولون الان أعادة كل الذين كانوا الى يوم 9\4\2003 يدافعون عن صدام و كانوا الحصن المنيع لبقاء صدام وزبانيتة على السلطة. الحكومة العراقية و باقي الاطراف و خاصة جماعات مقتدى و جماعات هيئة علماء المسلمين يريدون ارجاع البعثيين الى داخل وزارة الدفاع و الداخلية و باقي المؤسسات الحكومية. يقولون أن الجيش العراقي كان جيشا وطنيا و لم يكن يدافع عن صدام. يقولون أن الحرس الجمهوري و فدائيوا صدام لم يكونوا يعادون الشعب العراقي و يتناسون أن الشيعة و الكرد و الحرب العراقية الايرانية  و حرب الكويت، كلها كانت من فعل ذلك الجيش و الحرس. و يتناسون أن هذا الجيش عندما دخل الكويت هتك كل شئ و سرقوا كل شئ و الى الان هناك الكثير من الممتلكات الكويتية في داخل بيوت ذلك الجيش و الحرس. و يتناسون أن الانفال نفذت من قبل أكثر من 200 الف جندي عراقي. اي حوالي ربع الجيش العراقي في ذلك الوقت.

 القوى العراقية حصرت البعثيين  و الصداميين ب 55 شخص و عدد الذين سيبعدون عن السللك العسكري حسب مطالب هذه الاطراف سوف لن يتجاوز ال 5 الاف شخص، و حتى هؤلاء سيحيلون على التقاعد. وكأجراء عملي و دليل واضح على دفاع هذه الاطراف عن الحرس الجمهوري و الجيش البعثي هو تجميدهم و أفشالهم قرار أجتثاث البعث. و بعد تمريرهم لهذا القرار يحاولون الان أعادة الجيش العراقي الى الخدمة و بعدها سيعيدون الحرس الجمهوري أيضا الى الخدمة.

أي أنهم بكل بساطة سيعيدون الجلادين و البعثيين الى الحكم و الى أهم مراكز الدولة، سيعيدون الذين تلطغت اياديهم بدماء الشعب العراقي.

في الوقت الذي تتكاثف فيه الجهود من أجل أعادة البعثيين الى السلطة، نرى أصواتا أخرى تريد عزل البيشمركة الكردية و يحاولون مقارنتهم بالميليشيات.

الميليشيات مصطلح  يطلق على قوى غير عقائدية، قوى غير نظامية، قوى غير قانونية. و هذا لا ينطبق أبدا على البيشمركة الكردية  لأنهم:

1) قوى عقائدية دافعت وحررت كردستان و شاركت رسميا في تحرير العراق.

2) قوى نظامية تدربت في الماضي تدريبا عسكريا مكثفا و منظما و هي قوة عسكرية نظامية منذ 14 سنة.

3) البيشمركة أصبحت قوة رسيمة لحماية كردستان و دخلت في ادارة كردستان العراق منذ 14 سنة.

4) أذا كان صدام قد سحب الاداراة من كردستان سنة 1992 فأن الكرد بنوا تلك الادارات ومارسوا مهامهم في كل المجالات. فالبيشمركة حالهم كال الموظفين الاخرين في كردستان.

5) عندما سقط صدام لم تسقط كردستان و الادراة الكردستانية و كانت المنطقة الوحيدة المستقرة في العراق بفضل تواجد قوى البيشمركة.

6) البيشمركة هو الاسم الكردي لجيش كردستان و كل كردي هو بيشمركة و تعني الفدائي للوطن و الشعب.

7) البيشمركة لم تدافع عن صدام ، بل كانت القوة المحطمة للدكتاتورية.

8) البيشمركة ليست بقوة تشكلت بعد سقوط صدام أو أثناء ذلك كي يطالب بحلها. وهي ليست ايضا بقوة تشكلت بأمر من دول الجوار كبعض القوى الحالية و لا بأمر من أمريكا.

9) البيشمركة لم تكن جزءا من النظام كي يطالب بحلها بعد ذلك و تطبق قوانين العراق و حل النظام الصدامي على كردستان ايضا. فحتى الاحكام العرفية طبقت في كل العراق ماعدا كردستان. و السبب لذلك هو تواجد قوة نظامية معترفه بها رسميا.

 كان من الاولى بالقوى العراقية أن تحاول الاستفادة من البيشمركة في الحفاظ على الامن في كل العراق و في محاربة الارهاب و لكن العنصرية و التفرقة القومية تحولت الى عائق كبير في طريق أعتبار البيشمركة قوة عراقية. يبدوا أن  القوى العراقية  من كثر حقدها على الكرد فلا تريد حتى خيرهم.

ما حصل في الفلوجة و في الموصل و سامراء و بعقوبة بحق القوة العسكرية الكردية التي كانت جزءا من الجيش العراقي و ليست من البيشمركة، أكبر دليل على هذا الحقد القومي و العنصري تجاه الكرد أولا و من ثم تجاه قوة نظامية حاربت الدكتاتورية و ساعدة على الاطاحة به وأحتمت بها المعارضة العراقية اولا و من ثم أمريكا في يوم لم يكن ينفع فيها لا مال و لا بنون.

 اليوم وبعد سقوط النظام تحولت خفافيش الليل و الذين كانوا يرتعشون عند السماع بأسم صدام، تحولوا الى أسود و يطالبون بحل البيشمركة، هذا بدل مكافئتهم و تخليدهم. أين كان هؤلاء عندما كان صدام في الحكم، ألم يحتموا بالبيشمركة!! و ربما أيضا كانوا يحتمون داخل حدود دول الجوار أو في أوربا. أما البيشمركة فكانوا أسود الجبال و القوة الوحيد التي صمدت ضد الدكتاتورية.   

أن المطالبة بحل البيشمركة هي حلقه أخرى من حلقات معادات كل ما هو كردي و هو دليك فاضح على نوايا سيئة تحملها الاطراف العراقية تجاه الكرد و التجربة الكردستانية.

فمن غير المعقول أن تعامل قوة تحرير نظامية و قانونية بطريقة اسوء من معاملة الجيش الصدامي و الحرس الصدامي. فالكرد يقولون بأن البيشمركة جوء من القوة النظاميه العراقية و سيبقى جزء منه في كردستان لحمايتها و الجزء الاخر سينظم الى الجيش العراقي في باقي بقاع العراق و الجزء الثالث سيحيل الى التقاعد أو تغير مهامهم. أن لم تكن النوايا سيئة  لكانت الاطراف العراقية بنفسها أقترحت ذلك الحل. لأنه حل واقعي و طبيعي.

فمتى سيفكر الذين ظلموا (بضم الظاد) بكل المظلومين و يقولون الحق ولو على أنفسهم. فالكرد لا يريدون المجئ بقوى البيشمركة الى جنوب العراق أو وسطة كي يفسر حلهم بشكل سئ وهم أن بقوا في كردستان فيحمون كردستان و هذا حق الكرد. فكما للعربي و الشيعي الحق في الدفاع عن البصرة و الرمادي، فأن الكردي ايضا الحق في الدفاع عن اربيل و دهوك و كركوك، و أن أحتاج أي واحد منهم الى مساعدة الطرف الاخر عندها فاليساعدوا بعضهم البعض في الضراء لا أن يملؤا كردستان بجيش لا يعرف لغة مواطنية.  ألم يمانع العرب من دخول العسكريين الكرد الى داخل الفلوجة و النجف عندما هوجمت هاتان المدينتان!! فلماذا سيسمح الكرد بدخول جيش أخر الى داخل كردستان؟

وللتذكير فقط فأن الحكومة العراقية الحالية قبل شهرين جمعت (جحوش صدام) و ما كانت تسمى بافواج الدفاع الوطني وبدأت بدفع الرواتب لهم. فهل هذا تمهيد لأعادة استخدامهم في محاربة الكرد و التجربة الكردستانية.

لا ياسادة، الذين يجمعون الجحوش في تكريت بأمر من الحكومة الحالية، فأنهم قد يهاجمون الكرد أيضا غدا. افلا يحق للكرد أن يخافوا على مصيرهم و يمتنعون عن حل القوة العسكرية وفدائيي كردستان؟؟     

     

 

HOME