خذوا حذركم من الجبهة التركمانية!
محسن جوامير_ كاتب كردستانى/ السويد
قد لايصدق البعيد هذا القول ولا يعجبه _ للوهلة الاولى_ ويظن أن هذه الفئة كأَية جماعة سياسية تعمل ضمن الاطر السياسية المعمولة بها، تطالب بحقوق شعبها او اقليتها كباقى الاطراف و الاطياف و الجماعات _كالكرد في كردستانه_ و الشعوب و الاقليات في القسم العربى من العراق. ولكن الدارس الحصيف لاوليات واولويات هذه الجماعة يدرك جيداً انه وبحكم التربية الكمالية المبنية على اساس حرب الكرد وبلا هوادة حتى العظم، والتى تلقتها_ وبالاحرى من خلال تواجد افرادها في تركيا وتأثرهم بمقولات اتاتورك_ فانهم اصيبوا بهذا الداء الهالك والمهلك، بحيث فقدوا صوابهم، وبالتالى افقدوا_ حتى_ صواب البعض من قومهم وعلى حين غرة. نعم، كل من اطلع على نهج تركيا في تعامله مع الكرد، من خلال نظريات اتاتورك المنكرة والعنصرية القائمة على الثالوث المقدس: ( ما أسعد الذى يقول انه تركى) و(تركى واحد يضاهى كل العالم) و (كل من عاش في ارض الترك فهو تركي)... يدرك مدى خطورة ماتفرزه هذه التقيؤات الفاشيته فى قلوب الذين اشربوا بها وامنوا بها كايمان المؤمن بمقدساته، و كذلك يتراءى له مدى النتائج المدمرة وردود الافعال التى تظهر على واقع حال الشعب الذى توجَه اليه هذه السهام المسمومة. بلى، قد ينخدع البعض من غيرهم من الذين يعيشون خارج هذا الواقع_ ومن دون دراية_ ويتصورون بان هذه الجبهة عراقية وخارجة من رحم عراقي ومن اب وام عراقين و ولادتها لم تجر بعملية قيصرية في خارج هذا البلد... ولكن الحقيقة تقف بالضد من هذه التأويلات تماماً... فهولاء مشتراه ومملون ومدعمون ومربُون من الاجهزة الاستخباراتية والامنية الميتية التركية ومنذ فترة ليست بالقليلة. وتبعاً لذيليتهم وتبعيتهم، انصب كل اهتمامهم علىمحاربة الشعب الكردى وبكل الوسائل المتاحة، حتى وإن استدعى الامر الاجهاز على انفسهم او الانتحار. لأن شعارهم هو محاربة الكرد وتنفيذ ما أراد منهم اسيادهم، فكل مايملكون من مال وبنين، وجنات نعيم، يقدمونه رخيصاً ولو تعلق الامر بالانقضاض على بنى جلدتهم اجمعين، ناهيكم عن اللجوء الى الالاعيب و الاساليب الجوفاء فى الخداع والهراء والاكاذيب. ها نحن عشنا وتعايشنا مع فنونهم فى الاقتراءات والادعاءات الفارغة طيلة الاشهر والسنوات الماضية، و شاهدنا تحليقاتهم فى فضاء الخيال والمستحيلات و المبالغات فى ارقام النفوس و مساحات الارض والديار والتى كدنا نركن اليها ونصدقها... الى أن جاءت الحقيقة فى الانتخابات ناصعة، و بانت الوجودة المقنعة بالاكاذيب مسودة، وذلك حين بدأت هذه الملايين بعدها التنازلى و كادت تتجاوز بصعوبة بالغة المائة الف في محافظة كركوك او محافظة اربيل التى تحمل سفينتها ما يناهز مليون انسان_ والتى قيل ان ثلاثة ارباعها من التركمان_ لم يحصد هؤلاء الغرباء من اصواتها اكثر من الفين و(اشويه). ايها التركمان الافاضل!يا من تقاسمتم الحلو و المر مع اخوتكم الكرد! لاتغرنكم الجبهة التركمانة و عنجهيتها وبهلوانيتها، ان هؤلاء القوم لايفقهون التأريخ ولا يعرفون الجغرافية، وإن شابت الذوائب منهم. إنهم مازالوا يعانون من الامراض النفسية التى انتقلت اليهم من اساتذتهم القابعين في (جانقايا) والتى تتمثل في معاداتهم وحقدهم على كل مايمت بصلة لكلمة (الكرد) و (كردستان) وتعاملهم المتدنى والذى لا يرتقى_ حتى الى مستوى تعامل الانسان مع الحيوان_ فى عالم متحضر. اننى علىيقين بان هذه الجبهة وتلابيبها في طريقها الى التهميش و بالتالى الى الزوال، وإن نعق الناعقون فى الجرائد والمجلات والمواقع، فالكلمات والحروف لن تجدى نفعاً ان لم تقف خلفها قلوب نقية تقية، وإن بدءت باسم الله و ختمت بحمده. فلا تخدعنكم مقالات الهويدى او الطرابية ولا الذين على اشكالهم وامثالهم فهؤلاء يبيعون اقلامهم لمن يدفع لهم اكثر و يوفر لهم السرير الوثير والطعام المثير فى تركيا، ومن ثم لقبوهم بصاحب الفكر النير والمفكر الكبير. فالسواَت بدأت تبدو وتعلن عن نفسها بعد الانتخابات، و بعدها لاتنفع شفاعة الاقلام ولاتهوسات الجمل الطنانة، وقدماءنا قالوا: عند الامتحان يكرم المرء _ ولا نقول: او يهان_.
20050307
|