في ذكرى فاجعة هلبجة
صدام صغير يقلد صدام كبير!!

اوميد محمود

   

 

في يوم 15/3/2005 أي قبل ذكرى فاجعة هلبجة بيوم واحد،أقام بما يسمى ب(التجمع العربي ..) الذي يتكون اعضاء قيادته من شيوخ الاقطاع و الكولاك العرب و بعض من عناصر البعث القدماء مع "الجبهة التركمانية" في كركوك"احتفالية"، احتجاجاً بدور المسيطر للكرد في المدينة و التهديد برفض أي دستور جديد ينص على أحقية مدينة كركوك للكورد .. وقامت فضائية "تركمان ايلي" بعرضها في نفس اليوم.

و كان من الواجب،كإحدى الواجبات الانسانية وحق المعايشة و المعاشرة التلريخية بين القوميات الساكنة في كركوك،سيما في بعض المناسبات الخاصة!! يدعون بالاخوة الكوردية العربية،احترام هذا اليوم الاليم و الفاجع في تاريخ البشرية عامة و الكورد خاصة و مراعاة مشاعرهم.

لست هنا بصدد ذكر سيرة حياة هؤلاء الشيوخ الاقطاع و الكولاك العرب..مثل (الشيخ وصفي العاصي)المحتكر الاوحد في زمن الحكم البائد،لجميع مجالات الاتصالات و المرائب ..وصاحب آلاف الهكتارات من الاراضي الزراعية والالاف من رؤس الحيوانات ..الخ الذي كان يتغدق عليهم الطاغية صدام مقابل خدماتهم الجليلة!!

هذا الشيخ المحتشم!! الشوفيني الفكر والتوجه و الكثير من امثاله،بدلاُ من ان يرفعوا برقية التعازي و الغفران لاهل هلبجة و الكورد عامة بمناسبة هذه الفاجعة الانسانية التي هزت مشاعر العالم عدا الشوفينيين العرب  من العراق والوطن العربي و يستنكروها و يتبرئون منها ..ليبرهنوا للكورد و العالم بان هذه الجريمة لاتمتهم بالصلة وانما ارتكبت باسمهم .. نعم بدل من هذا جددوا و ترددوا ما قاله الطاغية صدام وقلدوه كالدكتاتور الصغير ليس له قوة كافية لارتكاب جرائم ما ارتكبه الكبير ..و قال:(الكورد ليس لهم الحق في المطالبة بضم مدينة كركوك الى اقليم كوردستان ..نرفض أي دستور ينص على تغير جغرافية العراق)،والتغير الجغراقي مايقصده الشيخ هو ماكان يقصده البعث و الدكتاتور ..

يقول شيخ وصفي:(باي حجة يطالبون الكورد باحقية مدينة كركوك لهم؟!)

انا اتعجب لماذا لم يجب الشيخ على سؤاله بنفسه،ألا يعرف على ماذا يستندون الكورد؟! لاجيب انا على سؤاله .. ان جميع الحجج و الوثائق و المستندات التاريخية و الجغرافية و الثقافية التي يحاججون و يستندون عليها الكورد،مذكور و تذكر و تنشر على مدار الساعة على اللسان القيادات الكوردية و وسائل الاعلام .. وانا متأكد من ان الشيخ قد سمع بها و يسمعه ،ولكن لا يريد ان يقتنع و عدم اقتناعه بالحقيقة وراءه"بلاشك"مصالح الشخصية و الطائفية التي لا للعرب"المستوطنين" ناقة فيها و لا جمل.

وانا اسأل الشيخ و جماعته:(انتم العرب على أي حجة و اسس تستندون و تطالبون بمدينة القدس؟؟ألستم تقولون "وفي قولكم هذا شك"ان مدينة القدس تاريخيا هي عربية؟!

فالكورد ليس على التاريخ  فقط يستندون وانما على التراث و الجخرافيا واللغة .. باحقية هذه المدينة لهم وان تاريخ يشهد على ما يقولون..

وقال مساعده الشيخ تركي ايضا:(لسنا بحاجة الى الليبرالية والديمقراطية والفدرالية و هذه الكلمات الاجنبية )

الديمقراطية بمعناها البسيط تعني،"سلطة الشعب"،والشعب يريد السلام ـــ الحرية ـــ المساوات ـــ العدالة ..

لماذا يا سيادة الشيخ لا ترضى بهذه الحقوق و تسميها "الكلمات الاجنبية"؟!! هل حرية الانسان العراقي هي استيراد من دولة اجنبية؟

نعم يا جناب الشيخ،أنتم لستم بحاجة الى الديمقراطية ولم يقل احد هذا لكم ،لاننا نعرفكم انتم لا ضد الديمقراطية والليبرالية فقط وانما اعداء الديمقراطية ..انتم البعثيون هكذا كنتم وستبقون هكذا لو غيرت اسماءكم الف مرة و تحت أي اسم كان .. ولكن لا محالة،الديمقراطية ستنتصر عليكم و ستكونون في مزبلة التاريخ..

ان الكورد لايطالبون بطرد العرب و انما يطالبون العرب المستوطنين الذين اجبرهم صدام والبعث ليأتوا الى هنا وراء لقمة العيش ـ بإعادتهم الى مناطقهم الاصلية معززاً مكرماً،ليس كالعرب(الشوفينيين من امثالكم) الذين يريدون محو اليهود من الارض وابادتهم ..

ولكن جوهر المسالة لا تكمن هنا،أيَّ من القوميات سكنت قبل غيرها في مدينة كركوك ..فإن جوهر المسالة باعتقادي هو من يحكم هذه المدينة و باي شكل من الحكم،هذه هي المسالة الجوهرية .. هل يعود حكم المدينة الى ايدي البعثيين و الى اناس لا يحتاجون الى الديمقراطية،وانما يحتاجون الى المقابر الجماعية و السجون والارهاب؟

هذا ما يجب ان يجيب عليه اهل كركوك بانفسهم.

 

HOME