الجهاد ضد المسلمين !

د. سيد القمني

   
 

عبارة "الجهاد في سبيل الله أسمى أمانينا" هي الشعار المرفوع اليوم رمزاً للمسلمين أمام العالم المتقدم الحر، وتحت هذا الشعار يتخلى المسلمون عن واجب السعي لتحصيل العلم ومشاركة البشرية في إعمار حضارتها وإثرائها ويتركون هذا العمل لمن يسمونهم بالكفار.

كان مفهوماً أن يصاحب شعار الجهاد المسلمين الأوائل طوال عصر الفتوحات، وكان مفهوماً وإن لم يكن مقبولاً قيام الفقه الإسلامي بتنظيم قواعد الجهاد وتقنينها من حيث نسب توزيع الغنائم والفيء والمملتكات الخاصة بالمهزوم المفتوح، مع وضع قواعد لتنظيم الجباية وطرقها من زكاة إلى جزية إلى فدية لتوضع في بيت المال تحت سلطة الخليفة الذي يقوم بالتوزيع طبقاً للشريعة على العرب وحدهم، لأن أبناء الأمم المغلوبة كانوا هم الغنيمة بشراً ومالاً ومتاعاً، كانوا هم من يدفعون.

لقد فشل الجهاد اليوم عند استدعائه من قبل الصحوة الإسلامية ليضرب بني وطنه وملته سلباً ونهباً وقتلاً بعد أن لم تعد للجهاد أهداف واضحة تطلب التحقيق كما كان في الزمن الماضي في فتوح البلدان أو نشر إسلام بالقوة المسلحة، وهو ما انحرف بهذا الجهاد بسرعة ليتحول إلى حروب مافيا عصابية وعمليات سطو مسلح.

يتساءلون عن الهجمة الأميركية، أو بالأحرى الدولية على بلادنا، دون أن يتبادلوا المواقع ليرونا وقد رفعنا راية الجهاد الذي يقتل بلا تمييز ويقطع الرقاب باسم الله ويذبح الأبرياء ويفجر المصلين الأتقياء، ويدمر في أميركا وأسبانيا والهند وروسيا والسعودية ومصر والعراق. قتال يقوم على كراهية المختلف عنا في العقيدة وقتله، قتال موصوم بالنهب وهتك العرض وفرض الجزية واحتلال الأرض استيطانياً وتوطين العرب في البلاد المفتوحة وتبديل الدين واللغة.. ترى من سيسمح لنا أو للعالم بالعودة إلى ذلك الزمان؟ السؤال شديد البساطة والإجابة أبسط، لأن العيب والمصيبة هي في القانون والتشريع الذي يشرع كل هذا، لأن قوانين اليوم ليس فيها حر وعبد، ولا مولى وسيد قرشي، ولا رجل وامرأة، ولا مسلم وذمي، وهو وإن اعترفنا به كجزء من إسلامنا لا نستطيع إنكاره، فإنه كان يليق بزمانه لا بزماننا، لأن من يفعل ذلك اليوم لم يرتق بعد رتبة الإنسان، ولا شك أن قانوننا هذا يفسر لنا سر حرصهم على التفوق العلمي والتسليحي حتى لا يكون مصيرهم كما كان مصير مصر أو فلسطين أو العراق بعد الفتوح.

إن سادتنا المشايخ بإصرارهم على التحالف مع الميليشيات العسكرية الإسلامية الدولية يصرون على إعادتنا إلى القرن السابع الميلادي، إلى زمن القوة والبطو

 

HOME