محطات من حياة الرفاق شابور وقابيل قادة المنظمات الجماهيرية
والشيوعية العمالية و المضحين بحياتهم من اجل الانسانية والعالم الأفضل
بقلم: عامر رسول
amirrasul2001@yahoo.com
شابور عبدالقادر شكور
ولد شابور عبدالقادر شكور عام 1967 في كنف عائلة ميسورة في قرية صغيرة تدعى (بيانلو) تابعة لمدينة كركوك.
لم يرى شابور والده، حيث قتل على ايدي عصابات ومرتزقة الحزب الديمقراطي الكردستاني وهو أسير عام 1968 وكان شابور عمره سنة واحدة، مما اضطرت والدته بعد مقتل والده للسفر والعيش مع عائلة امها في قرى التابعة لناحية داقوق.
اكمل اعدادية الصناعة عام 1986 في مدينة كركوك.
بدأ بالعمل السياسي في منتصف الثمانينات من القرن الماضي حيث التحق بـ(منظمة كادحي كردستان) وهي منظمة ماوية تدعي اليسار والشيوعية وقد كانت المنظمة اليسارية الوحيدة التي تعمل في كردستان العراق وحيث كان لها نفوذ اجتماعي وسياسي كبيرين والتحقت بها شريحة كبيرة من المثقفين والطلبة في وقتها. واصبح شابور من أحد ابرز وجوهها في مناطق اطراف كركوك وكان يعمل بلا كلل أوتعب وشكل مجموعة من الخلايا التنظيمة وكان هو حلقة الوصل بين التنظيمات في داخل المدن مع قيادة ومسؤولي المنظمة في القرى النائية بعيدا عن سلطة النظام البعثي الفاشي.
بعد انتفاضة وأحداث آذار عام 1991 اضطرالى مغادرة كركوك واستقر في مدينة اربيل وبدأ بنشاطه السياسي وليصبح واحد من فعالي الحركات العمالية والجماهيرية ضمن حركة المجالسية التي ظهرت بعد احداث آذار التي كانت تسعى لتنظيم العمال وأدارة المجتمع من خلال تنظيمهم في الحركات المجالسية وانتخاب ممثليهم الشرعيين في اماكن العمل وفي مناطق ومحلات سكناهم وهي كانت حركة عظيمة ومهمة في حقبة بداية التسعينيات.
كان شابور شخصية اجتماعية محبوبة من غير حدود في اوساط الجماهير النازحة والمشردة في كردستان الذين شردهم النظام البعثي الفاشي من خلال ممارسته لسياسية الترحيل الاجباري بحق الناطقين بالكوردية في مدينة كركوك وكان له نفوذ اجتماعي قوي مما جعله يفكرمع رفيق نضال دربه قابيل عادل بتأسيس منظمة جماهيرية تدافع عن حقوقهم المسلوبة، وفي عام 1993 أسسوا مع رفاق آخرين لهم وهم كثيرون(جمعية نازحي كردستان) واصبح سكرتيرا للجمعية، فهم كانوا القادة والمحرضين لتوحيد وتنظيم صفوفهم حيث قاموا بتنظيم العشرات من التظاهرات والاحتجاجات بوجه سلطات الاحزاب الحاكمة في كردستان ضد الفقر والجوع وضد حروبهم المأساوية التي راح ضحيتها المئات والالاف من شباب كردستان وكانوا هم الممثلين الحقيقيين للنازحين ويستخرجون المواد الغذائية ووسائل التدفئة عنوة من افواه الحكام ويوزعونها على النازحين في وقت كانت تمر فيها جماهيرالعراق بوضع لاانساني حيث فرض عليه حصار اقتصادي جائر من قبل امريكا وكانت جماهير كردستان تعاني من حصارين، حصار امريكا وأيضا حصار النظام الدكتاتوري البائد.
كان شابور خطيبا بارعاً في مناسبات الاول من آيار والثامن من مارس عيد المرأة العالمي وكان له وقع واثر كبيرين لدى جماهير الحاضرين مما جعله اكثر شهرة واجتماعية ليس في اوساط النازحين فقط ، بل امتد اسم شابور الى اذهان عمال معامل السكائر والدواجن والنسيج والى عموم جماهير كردستان في العراق. أصدر مع قابيل ورفاقه الآخرون جريديتين بأسم (نداء كرميان) و(ناقوس النازحين) التي كانت تعبر عن اوضاع النازحين ومشاكلهم. وكان عضو هئية تحرير جريدة (الى الأمام) الكردية لسان حال منظمة كردستان للحزب الشيوعي العمالي العراقي. ولديه العديد من البيانات والمقالات والمقابلات الصحفية والاذاعية .
أنضم الى الحزب الشيوعي العمالي العراقي عام 1995 وكان أسمه الحركي (مهند باسل).
نظرا للمكانة الساسية والاجتماعية لشابور اعطاه الحزب دوره المناسب في القيادة و تسنم مناصب قيادية مبكرة داخل الحزب في فترة زمنية وجيزة، حيث اصبح عضو لجنة مركزية الحزب في الاجتماع الموسع الرابع وأصبح عضو مكتب سياسي في الاجتماع الموسع الخامس للحزب الشيوعي العمالي العراقي. وفي عام 1997 أخذ على عاتقه مسؤولية المكتب العسكري للحزب
بتأريخ 18-04-1998 أغتيل هو ورفيقه قابيل في عملية جبانة وعلى ايدي مجموعة ارهابية مسلحة من الاسلاميين في مقر اتحاد العاطلين عن العمل في مدينة اربيل.
قابيل عادل طيب
ولد قابيل عادل طيب عام 1967 في مدينة كركوك.
أكمل الدراسة الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في كركوك.
تخرج من كلية التربية في جامعة الموصل عام 1988 بشهادة بكالوريوس في علوم الفيزياء.
بدأ بالعمل السياسي عندما كان طالبا في الجامعة، وتعرف هناك على مجموعة من الشيوعيين وبعض المجاميع والمنظمات الشيوعية. وانضم الى منظمة التيار الشيوعي وأستمرفي فعاليتها السياسية بأسم حركي(غازي صادق) وعمل في اوساط الطلبة والشبيبة لجلبهم الى الحركة الشيوعية والعمالية، وكان له دورا بارزا في احتجاجات وتظاهرات الطلبة بوجه النظام وكان مدافعا مستميتا عن حقوق الطلبة وكان من احد المحرضيين الرئيسيين الذي كان له دور بارز في عدم الخضوع لنظام عسكرتارية الجامعة وعدم المشاركة في التدريبات العسكرية للطلبة في العطل الصيفية وهي كانت سياسة متبعة من قبل النظام ابان الحرب الايرانية العراقية بجعل الطلبة مسلحين وتدريبهم في معسكرات التدريب. تم فصله من الدراسة لسنة دراسية كاملة لامتناعه عن المشاركة في التدريب العسكري.
بعد تخرجه من الجامعة ظل مستمرا ومخلصا لعمله السياسي والتنظيمي وكان يتنقل بين مدن بغداد وكركوك والسليمانية واربيل لاداء عمله الحزبي بتفان واتقان وحس عال بالمسؤولية وكان هو مسؤول عن حلقات تنظيمية متعددة كان يرشدهم ويجوههم للعمل الشيوعي والثوري.
قبل أحداث آذار1991 بفترة كان هو ورفاقه في تنظيمات التيار الشيوعي يستعدون ويهيئون انفسهم للعمل الجماهيري و العلني وكيفية المشاركة في هذه الاحداث،الا ان قابيل لم يحالفه الحظ في المشاركة ولم يتحقق حلمه الذي كان يراوده لسنين عديدة وهو المواجهة العلنية والانتفاضة ضد النظام البعثي الفاشي، أذ القي القبض عليه من قبل الحملة العسكرية التي كان يقودها المجرم علي حسن المجيد المعروف بعلي الكيمياوي التي حاصرت مدينة كركوك بشكل كامل. ونفي قابيل الى معسكر"توب زاوا" وبعدها نقل الى معسكرات تكريت ومن هناك نقل ايضاً الى معسكر(قفص الاسرى) في مدينة الرمادي. تم اطلاق سراحه مع كثير من الشباب المعتقلين معه في مدينة اربيل، حيث استقر هناك وبدأ بصفحة جديدة من النضال في صفوف النازحين والمشردين والعاطلين عن العمل وكان من الوجوه البارزة لاحتجاجاتهم ومظاهراتهم، واصبح هو وشابور يشكلان ثنائية لايمكن استغناء أحدهم عن الاخر في ادامة النضال السياسي والجماهيري واصبحوا معادلة صعبة للاحزاب الحاكمة في كردستان تحطيمهم أو خضوعهم لسياساتها ولهذا جرت محاولات عديدة لاحتواء نفوذهم واعتبارهم الاجتماعي من خلال زجهم في السجون لعشرات المرات وحبك المؤامرات ضدهم ولكن جميع تلك المحاولات بائت بالفشل والخذلان.
أسس مع شابور ورفاق اخرون(جمعية نازحي كردستان) وهو كان عضو اللجنة العليا للجمعية.
كان قابيل واحد من الكوادر الموقعين على تأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي، وعمل ككادر متقدم ضمن تنظيمات مدينة اربيل، وبعدها اصبح عضو اللجنة القيادية لمنظمة كردستان.
أصدر مع شابور ورفاقه الآخرون جريديتين بأسم(نداء كرميان) و(ناقوس النازحين) التي كانت تعبر عن اوضاع النازحين ومشاكلهم.
بتأريخ 18-04-1998 اغتيل مع رفيقه شابور في مقر اتحاد العاطلين عن العمل عندما كانوا في زيارة للمقر على ايدي الارهابيين الاسلاميين.
|