السامرائي مستشارا للطالباني... هلهوله    
        فهمي کاکه يي

   

تعود الکتاب و المثقفون و خصوصا الأکراد و اليساريين العراقيين القيام بجمع التواقيع و إصدار البيانات الإحتجاجية کلما حدث أمرمکروه لکي يظهروا موقفا أو يبدوا إحتجاجا أو إستنکارا أو شجبا. آنذاك تری عيونهم و تسمع آذانهم و تشم أنوفم رائحة الحدث من بعيد،  فتفصح عن مکنون قلوبهم لسانهم و تغزوا مقالتهم  المنابر و المواقع.

السيد جلال الطالباني، رئيس الجمهورية العراقية (الفدرالية) أدلی بتصريحات إستفز من خلالها غالبية شرائح المجتمع العراقي بکافة قومياته و طوائفه، تصريحات لو کانت قد صدرت من رئيس غير کوردي لقمنا نحن الأکراد قبل الاخرين برجمه و فضحه دون هوادة، لکننا اليوم ترانا صمٌ، بکمٌ، عميٌ، نستمع إلی السيد الرئيس دون أن نحرك ساکنا، فهل من باب الحق أن نسکت علی تصريحات سيادته مجرد کونها قد صدرت من رئيس کوردي؟

مؤيدي الطالباني و أعضاء حزبه ما دأبوا يبررون و يرقعون ‌هذه التصريحات و لکن فقط القابلة للترقيع، أما الاخری فيترکونها و شأنها لتمر مر الکرام. فمثلا عندما يقترح الطالباني أصدار عفو عن الإرهابيين يرقعونه بجملة عدا الملطخة أياديهم بدماء الأبرياء( مع أن کل من قتل بيد أزلام البعث و أيتامه هم من الأبرياء).

 السيد الرئيس لا يوقع علی حکم الإعدام ضد (السيد الرئيس)، لأن سيادته قد وقع علی وثيقة تحريم حکم الإعدام لذا فهو يتعرض لإشکالية قانونية فيما إذا تصرف بالعکس علی ما وقع عليه، فهو رجل قانون و محامي (دون أن يمارس المحاماة يوما). سؤالي إلی السيد مام جلال کيف يکون الحال مع علي الکمياوي، هل ستوقع علی أمر إعدامه أم لا؟  فالرجل کان مأمورا و ليس آمرا، آمره کان (سيادة الرئيس) و سيادتکم لا تقبلون التوقيع علی حکم الإعدام الذي ربما سيصدر ضد (سيادته).

السيد الرئيس يقترح إستخدام البشمرگة لقمع الإرهابيين، دون أن يفکر بأن البشمرگة وجدوا للدفاع عن الکورد و کوردستان و ليس لزجهم ضد الإرهابيين من العرب لکي تنقلب الحالة إلی صراع قومي نحن لسنا بحاجة إليه. إن هذا لا يعني الدفاع عن الإرهابيين، فلوا کان هؤلاء البشمرگة ضمن قطعات الجيش العراقي کانت هناك وجهة نظر أخری، لکن ليس من مصلحة الأکراد أن يدخلوا في صراعات قومية.  

السيد الرئيس مع إحياء حزب البعث العربي الإشتراکي – جناح سوريا، الأمر مفهوم يا سيادة الرئيس فالمصادر السورية تقول: أن أول زيارة ينوي الرئيس العراقي جلال طالباني القيام بها خارج العراق سوف تكون  إلى دمشق. أليس ‌هذا دجل سياسي يا سيادة الرئيس؟

و أخيرا و ليس آخرا فالسيد الرئيس يعين موفق السامرائي مستشارا له، و الکل يعرف من هو موفق السامرائي الذي من الأجدر أن يمثل أمام القضاء و ليس أن يتسنم مسؤلية خطيرة کهذه في الحکومة العراقية (الفدرالية).

فهل تتحمل الحالة أکثر من بضع کلمات و هلهولة؟

fahmikakaee@yahoo.se