نصيحتي .....لاخوتي التركمان....
في اعادة الامتحان  يمكن لكرامة الانسان أن تصان....

جلال الجباري

   

ان الانتكاسة الشنيعة والمتوقعة التي منيت بها ما كانت تسمى بالجبهة التركمانية,لهو درس بليغ لكل من يفرط بعلاقاته الوطنية ويقبل ان يكون منّفذا ذليلا لارادة الاجنبي ,الذي بعد  ان ينتهي من املاءاته ويحقق ا هدافه , او حينما تفشل ادواته في تحقيق تلكم الاهداف( تماما كما جرى مع الجبهة العميلة) يرميه في سلّة المهملات ويقول له اذهب من حيث اتيت.

من منطلق حرصنا على ان لا يصاب الشعب التركماني بالخيبة واليأس , ندعوا الشرفاء من هذا الشعب ان يبدأ باعادة حساباته مجددا, وان يصبح جزءا من المعادلة السياسية الجديدة في عراق ما بعد صدام, ان اجترار الماضي والتحالف مع قوى فقدت مستقبلها في العراق انما يزيد التركمان الغوص في وحل المستنقع الشوفيني والانعزالي المميت.

على الشعب التركماني ان يختار من بين قواه السياسية اناسا يجيدون قراءة التأريخ ومتغيراته , اناسا متحررين من عقدة معادات الكورد( وكما تحاول تركيا مضطرة  وصاغرة الآن ان تفعل وبعد عقود, لعلها فهمت ان مناطحة الجبال انما محطمة للرؤوس), نعم التركمان بحاجة الى اناس يؤمنون بحقوقهم اولا , بعيدا عن املاءات الاجنبي وآثارو سياساته الخاطئة,ويؤمنون في الوقت ذاته بحق الشعب الكوردي في تقرير مصيره على ارضه كوردستان,فخير لهم الآن ان يستفيدوا من تجربة الكورد , ومن نضال الكورد , ومن تسامح الكورد نموذجا وضّاءا وقريبا منهم زمانا ومكانا, حتى يتسنى لنا ايضا ككورد ان ناخذ بايديهم الى بر الامان , باعتبارهم جزءا من شعب كوردستان  اولا , وجزءا عزيزا من شعب العراق ثانيا.

لو كان موقف التركمان ودّيا مع الكورد ومنذ البداية لكان وضعهم قد اختلف كليا الآن ,لكانوا في الصفوف الاولى من حركة التغيير الديمقراطي في العراق ,وكان التركماني يعيش حالة  وجدانية ومستقرة ومتفائلة , بدلا من الضياع والتأرجح والاحباط الذي نشاهده الآن في الساحة السياسية التركمانية,من جراء الانجرار وراء الدعاوى الفارغة للجبهة العميلة التي وقعت في ذات الحفرة التي حفرتها للآخرين.

أن الآوان لم يفت بعد لاخوتنا التركمان الذين فشلوا في السابق في امتحان الوطنية والانتمائية والانفتاح على اقرانهم من العراقيين وعلى راسهم الكورد, والذي كان بسبب ما كانت تلك الجبهة وما كانت تبث من سموم  وادعاءات بعيدة عن الواقع  ,والتي كانت تروج ليل نهار ما كانت ابواق الدعاية الفاشية الكمالية تزودها بها .

فلا يزال هنالك متسع من الوقت للّحاق بمسيرة الديمقراطية الناهضة في عراق اليوم , المسيرة التي يقودها كل العراقيين الشرفاء , نحو غد ديمقراطي فيدرالي موحد , نعم  لايزال هنالك مجال واسع لخوض امتحان جديد ,ولكن بشرط السعي الجاد في الانتهال من منهل الديمقراطية وحقوق الانسان  والانفتاح الواسع على  متغيرات العصر ودون حزازيات واحكام مسبقة, والعمل يدا بيد مع اخوتهم في الوطن من الكورد والعرب والكلدو اشوريين  الديمقراطيين, وبتوجه جديد وروح  عصرية وعراقية خالصة . وقد سبق وان ذكرت بانه في المتحان يكرم المرء او يهان ,   اما الآن  فاقول ....ففي اعادة الامتحان... يمكن للكرامة ان تصان....يا اخوتي التركمان.....