طالباني لـ«الشرق الاوسط» :لا أعرف كيف سأتصرف اذا صدر حكم بإعدام صدام

في أول حديث لمطبوعة عربية بعد انتخابه

لندن: معد فياض
اعتبر الرئيس العراقي جلال طالباني في حديث لـ«الشرق الأوسط» هو الاول لمطبوعة عربية بعد انتخابه، مسألة كركوك بالرغم من انها «معقدة»، الا انها «لم تقف في وجه العلاقات العربية ـ الكردية»، وقال: «أعتقد ان هذه المسألة ستحل سلميا». وأوضح طالباني انه ليس من حقه العفو عن صدام حسين، مشيرا الى انه من الموقعين على الوثيقة الدولية ضد حكم الاعدام «وهذا سيسبب لي مشكلة شخصية».
واشار الى انه من المحامين الموقعين دوليا على النداء الدولي لانهاء حكم الاعدام في العالم، وقد تكون هذه مشكلة بالنسبة لي اذا صدرت احكام بالاعدام من قبل المحاكم العراقية».
وفيما يخص كركوك قال انها «مدينة التآخي، مدينة العرب والكرد والتركمان، واهلها هم الذين يقررون مصيرها»، مشيرا الى ان قوات البيشمركة «تابعة للقوات العراقية، وقسم منهم للشرطة، وهي تحت تصرف القيادة العامة للقوات العراقية».
وأضاف الرئيس العراقي قائلا: «انا اعتبر ما حدث في العراق تغييرات ديمقراطية عميقة قلبت الموازين وغيرت الاوضاع رأسا على عقب، من عراق ديكتاتوري الى عراق ديمقراطي تتوفر فيه الحريات والحقوق الديمقراطية للجميع»، مشيرا الى ان «ذلك كان قرار القيادة الكردية، لكن ترشيحي لمنصب رئاسة الجمهورية جرى بمبادرة وإلحاح من الاخ مسعود بارزاني، فقد أصر هو وعمل بجد على ان اتولى رئاسة الجمهورية، وله ترجع المبادرة مشكورا على ان اكون رئيسا للعراق».

 

طالباني لـ «الشرق الاوسط» : أنا من الموقعين على البيان الدولي ضد الإعدام ولا أدري كيف سأتصرف مع هذه الأحكام

في أول حديث بعد انتخابه: الرئيس العراقي يؤكد أن مشكلة كركوك ستحل سلميا

معد فياض
ما حدث في العراق ليس أمرا بسيطا على الاطلاق، بعد حكم ديكتاتوري مارس الظلم بعدالة وضد الجميع أكرادا وشيعة وسنة، وكانت حصة الاكراد والشيعة هي الأكبر من المجازر البشعة، يترأس العراق اليوم سياسي كردي بحكومة يترأسها سياسي شيعي.
الرئيس مام جلال، او العم جلال كما يسميه جميع الاكراد في العالم، عرف عنه، اصراره على تحقيق النصر فيما يؤمن به للاكراد ولعموم العراقيين، فهو المناضل الذي وصل الى مركز عضو مكتب سياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني وعمره 18 عاما فقط، رافق زعيم ومؤسس الثورة الكردية ملا مصطفى بارزاني وكان من اكثر المقربين منه، واختلف معه آيديولوجيا، ولم يساوم ولم يترك النضال ومن اجل القضية عاد وصافح مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ونجل رفيقه السابق في النضال..
ومن المفارقات ان الرئيس المخلوع صدام حسين الذي عفا عن الاكراد وعن الخارجين عن القانون استثنى جلال طالباني من العفو.
طالباني الآن هو الرئيس العراقي، بينما الرئيس المخلوع ينتظر حكمه في السجن.
أول حديث للرئيس العراقي الجديد طالباني لصحيفة بعد انتخابه كان لـ«الشرق الأوسط»، ساعد في ترتيبه عبر الهاتف من لندن.
* كنتم محكومين بالإعدام بسبب نضالكم في الثورة الكردية ومن اجل الديمقراطية لعموم العراقيين، كما عانى الاكراد والشيعة من ظلم النظام السابق، اليوم انتم رئيس العراق، بينما رئيس الحكومة شيعي، كيف تفسر هذه المستجدات؟
ـ نضال الشعب العراقي، ومنهم الشيعة والكرد كان نضالا داميا وطويلا من خلال الاحزاب والحركات السياسية الوطنية في العراق، أدى الى نخر النظام السابق وإضعافه لهذا كانت مهمة قوات التحالف لاسقاط نظام صدام سهلة نتيجة نضالات الشعب العراقي. نحن المظلومون السابقون انتخبنا من قبل شعبنا ومن هذه الانتخابات الديمقراطية انبثقت الجمعية الوطنية التي انتخبتنا في هيئة الرئاسة (رئيس ونائبان) ووصلنا الى هذه المواقع عن طريق اصوات وثقة الشعب العراقي لنؤدي واجبنا الوطني. انا اعتبر هذا الانتخاب تكليفا وعبارة عن تحميلنا مسؤولية اضافية تجاه شعبنا لنؤدي دورنا في هذه المرحلة. اما بالنسبة لصدام ووجوده في السجن فليس لي سوى ان اردد ما قاله الشاعر الكبير الجواهري «بئس الشماتة شيمة»..
* هل لكم ان توضحوا مشاعركم في هذه التطورات المفاجئة، بلد حكمه السنة العرب منذ تأسيسه وعندما تتاح فرصة لشعبه بخوض انتخابات ديمقراطية يختار ولأول مرة في تاريخه رئيسا كرديا ورئيس حكومة شيعيا؟
ـ انا اعتبر ما حدث في العراق تغييرات ديمقراطية عميقة قلبت الموازين وغيرت الاوضاع رأسا على عقب، من عراق ديكتاتوري الى عراق ديمقراطي تتوفر فيه الحريات والحقوق الديمقراطية للجميع. من عراق كان يفرض فيه النظام على الشعب نتيجة استفتاءات صورية تقول 100% كلمة نعم، الى عراق جرت فيه المنافسة بحرية كاملة بين مختلف الاحزاب والحركات السياسية واختار بنفسه من يؤمن به، تصور حتى في داخل الجمعية الوطنية هناك من القى ببطاقة بيضاء في عملية التصويت لرئيس الجمهورية ونائبيه، هذا هو العراق الجديد الذي يمثل نموذجا بالنسبة للشرق والعالم العربي، حيث ان الديمقراطية توفر كل الحقوق وتفرض الواجبات علينا. انا اعتقد ان هذا التطور الكبير هو تطور هام وان شاء الله سيؤثر على الشرق كله.
* لكن اختياركم لمنصب الرئاسة يبدو انه لم يأت صدفة أو مفاجأة، ففي 20 مايو (أيار) 2004 وخلال اجتماع للقيادة الكردية نشرت «الشرق الأوسط» بعض قراراته قلتم، كقيادة كردية، يجب ان يكون احد المنصبين السياديين، الجمهورية او الحكومة، للاكراد كونهم القومية الثانية في العراق، ما رأيكم في ذلك؟
ـ كان ذلك قرار القيادة الكردية، لكن ترشيحي الى منصب رئاسة الجمهورية جرى بمبادرة والحاح من الاخ مسعود بارزاني فقد أصر هو وعمل بجد على ان اتولى رئاسة الجمهورية وله ترجع المبادرة مشكورا على ان اكون رئيسا للعراق. نعم كنا نريد احد المنصبين الرئاسيين واخواننا الشيعة تمسكوا برئاسة الحكومة وتركوا رئاسة الجمهورية لاخوتهم الكرد.
* ما هي صلاحيات رئيس جمهورية العراق؟
ـ في الحقيقة صلاحيات رئيس الجمهورية ليست واسعة، وهي تمثيل سيادة العراق والاشراف على الشؤون العامة للبلاد والقيادة العامة للقوات المسلحة على ان يتولى رئيس الحكومة هذه الصلاحية، تسلم اوراق اعتماد الدبلوماسيين والمصادقة على تعيين السفراء والموافقة على قرارات الجمعية الوطنية ومجلس الوزراء والاشتراك الفعال مع رئاسة الجمعية الوطنية ورئيس مجلس الوزراء لإدارة شؤون العراق. ونحن نؤمن بالعمل الديمقراطي والعمل كفريق واحد من اجل مصلحة البلد لا سيما اننا عملنا معا لهذا الهدف عندما كنا في صفوف معارضة النظام السابق ونحن متحالفون على مبادئ عامة وادارة الدولة وقيادتها هي مسألة جماعية وليست فردية.
* ما هو برنامجكم السياسي لقيادة العراق، هل ستطبقون تجربتكم في كردستان العراق على عموم البلد؟
ـ كما تعلمون كان شعار الثورة الكردية دائما هو«الديمقراطية للعراق اولا» كنا وما نزال نؤمن بالترابط العضوي بين الحركة الديمقراطية الكردية والعربية في العراق وان تحالف النضال الكردي العربي هو البرنامج الذي نعمل عليه. مهمتنا الآن هي بعد تحقيق الأمن والاستقرار اشاعة الديمقراطية وتأمين الحريات العامة والحريات الفردية وكذلك العمل من اجل إشراك اخواننا العرب السنة في العملية السياسية ووضع الخطط اللازمة لازدهار الوضع الاقتصادي للشعب العراقي. الشعب العراقي هو شعب عظيم ويتمتع بطاقات فكرية وبشرية هائلة وعلمية وحضارية، كما ان ارض العراق تحتوي على ثروات كبيرة كل هذا يهييء للعراق وضعا اقتصاديا ممتازا. وعلى مستوى العلاقات الخارجية فأنا أدعو الى التعايش السلمي وحفظ سياسة حسن الجوار مع الجميع رافعين شعار «نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا».
* الآن رئيس العراق شخصية عراقية كردية وانتم تتمتعون بفكر سياسي ذي تجربة كبيرة، فهل ثمة مخاوف على حقوق الاكراد وكردستان العراق؟
ـ لا اعتقد ان هناك مخاوف على حقوق أحد في العراق ذلك ان جميع العراقيين يتمتعون بحقوق المواطنة ويجب توفير الحريات والديمقراطية للجميع. أما كردستان فهي منطقة آمنة وستبقى آمنة من خلال الممارسات الديمقراطية وكفالة حقوق الجميع والديمقراطية هي ضمانة الشعب الكردي بل والشعب العراقي كله.
* أقمتم حكما ديمقراطيا وآمنا ومستقرا في كردستان العراق بينما تعاني بقية المدن العراقية وخاصة الجنوبية من بقايا ظلم النظام السابق وفي كل الميادين، كيف ستقلصون المسافة بين كردستان ومدن جنوب العراق؟
ـ أؤكد لكم ان اهتمامنا سينصب بشكل اساسي على المناطق التي كانت مظلومة في عموم العراق، المناطق الأكثر تأخرا، وعندما كنت رئيسا لمجلس الحكم زرت 3 محافظات وسطى هي كربلاء والنجف والحلة، وقد استغربت من الحالة البائسة التي تعيشها هذه المدن الحضارية والمحرومة في ذات الوقت من أبسط تقنيات الحضارة، وسأزور بقية المدن العراقية وباعتقادي ان كل مدن العراق بحاجة الى العناية، إذ ان النظام السابق قد ترك العراق بعد ان خربه ودمره في كل مجالات الحياة. نحن بحاجة الى تجديد كل مرافق الحياة والمؤسسات الثقافية والاقتصادية والخدمية اذ ليس هناك شيء في العراق يصلح مثلما كان وكل شيء بحاجة الى التجديد والتطوير. هذا من ناحية، من ناحية اخرى نحن نعتقد ان تعريق التجربة الكردية وجعلها تجربة عراقية امر مفيد جدا لاخواننا في الوسط والجنوب وبامكانهم الاستفادة من هذه التجربة الديمقراطية وبرأيي ان نعمل كعراقيين من اجل اتاحة فرص العمل والاهتمام بالخدمات العامة وان نعود الناس على العمل والابداع والاستماع لآرائهم أينما كانوا وليأتوا ببرامجهم السياسية وليعارضوا بطريقة سلمية بعد ان يتركوا السلاح ونتحاور بأسلوب حضاري وليأتوا للمشاركة في العمل السياسي بحيث يمكن للجميع ان يتمسكوا بقول رأيهم في عموم العراق.
* كان صدام حسين قد عفا عن الجميع وخاصة اكراد العراق والخارجين عن القانون الا جلال طالباني الذي حكمه بالاعدام واستثناه من العفو، لو اتيحت لكم الفرصة هل ستعفون عنه، لا سيما وانكم دعوتم الى العفو عن المتورطين باعمال ضد الشعب العراقي؟
ـ أريد أن أوضح بأني دعوت للعفو عن المخدوعين والمضللين الذين لم يرتكبوا الجرائم، والذين يعتقدون ان هذه هي الطريقة لمقاومة الاحتلال ادعوهم الى العودة الى المسيرة الديمقراطية والالتحاق بالعمل السياسي.
وبالنسبة للعصابات الارهابية المستوردة من الخارج فلا بد من العمل على محاربتها واجتثاثها وتطهير الارض العراقية من شرورها. أما صدام حسين واركان نظامه فهؤلاء سيقدمون الى العدالة وسيتمتعون بمحاكمة نزيهة وعادلة وعلنية وستعرض امام الجميع وسيكون لهم حق الدفاع. أما ان أعفو عن صدام أم لا فهذا حق مجلس الرئاسة وليس لي الحق ان اتصرف بصورة فردية، نحن في مجلس الرئاسة نتكون من الرئيس ونائبين وقراراتنا جماعية وبالتصويت، وأرجو ان تعرف بأني من المحامين الموقعين دوليا على النداء الدولي لانهاء حكم الاعدام في العالم وقد تكون هذه مشكلة بالنسبة لي اذا صدرت احكام بالاعدام من قبل المحاكم العراقية.
* هل هذا يعني انكم ستوقفون حكم الاعدام في العراق؟
ـ أنا لا أستطيع البت في هذا الموضوع لوحدي كما أوضحت آنفا، هذا من حق مجلس الرئاسة والجمعية الوطنية والحكومة.
* ماذا عن الدين والدولة؟
ـ في قانون ادارة الدولة وعندما كنا في مجلس الحكم اتفقنا على ان الدين الاسلامي هو الدين الرسمي للعراق مع احترامي للاديان الاخرى، واحترام الهوية الاسلامية للبلد، وان الاسلام هو مصدر من مصادر التشريع، وبالتالي هذا هو حل مشكلة علاقة الدولة مع الدين.
* كانت وما زالت هناك ردود افعال ايجابية عربية ودولية واسعة عند اختياركم لرئاسة العراق، فهل كنت تتوقع ردود الافعال هذه لرئيس كردي؟
ـ بحكم علاقاتي الطيبة مع العديد من الدول العربية والاجنبية نعم كنت اتوقع مثل ردود الافعال هذه. أنا ومنذ زمن طويل اناضل من أجل التحالف العربي الكردي وعلى مدى 50 سنة بذلت جهودا كبيرة لبناء علاقات طيبة مع زعماء العالمين الغربي والعربي، ولي الشرف ان أذكر ان علاقاتي كانت ممتازة مع المملكة العربية السعودية ومع خالد الذكر جمال عبد الناصر والمرحومين حافظ الأسد والملك الحسين ومع العقيد معمر القذافي ومع الكويت، وكانت خطتي للتضامن مع العرب معروفة. ولهذا كنت اتوقع مثل هذا الدعم العربي والردود الايجابية ومباركة انتخابي رئيسا للعراق بطريقة ديمقراطية.
* هل تفكرون بدعوة القادة العرب لمؤتمر قمة في العراق قد يعقد في أربيل أو السليمانية مثلا كونهما أكثر أمنا؟
ـ لم نبدأ حتى الان في بحث هذه المسائل ونحن مصرون على ان يلعب العراق دورا عربيا ودوليا فعالا، لا سيما ان العراق عضو مؤسس للجامعة العربية وسيلعب دوره الفعال في التضامن وإرساء الأمن العربي والاسهام مع الاخوة العرب في حل القضايا المصيرية بما فيها قضية فلسطين، لا سيما ان الشعب العراقي كان دائما مناصرا للشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على ارض فلسطين وتطبيق القرارات الشرعية الدولية. وإذا اقتضى الأمر ان يوجه العراق الدعوة لقمة عربية، فسيكون ذلك في بغداد بعد ان تستقر الأوضاع الأمنية وستكون كردستان سعيدة بزيارة القادة العرب لها.
* ما هي خططكم لاعادة اللحمة الوطنية بين العرب والأكراد بعد ان عمل النظام السابق على التفريق بينهما؟
ـ العلاقات العربية الكردية جماهيريا لم تتأثر بسياسات النظام السابق بل بقي العرب والاكراد يعيشون علاقات جيدة جدا متحدين فيها سياسات صدام حسين التي أرادت ان تفرق بين الأخ وأخيه، وفي أشد الايام والممارسات ديكتاتورية عبر الشعب العراقي عن تلاحمه. ودعني اذكر لك انه عندما تم نفي الاكراد الى جنوب العراق من قبل النظام السابق رحب بهم اخوانهم العرب في الجنوب وفي الرمادي سواء كانوا هؤلاء العرب شيعة ام سنة ولم يجعلوهم يفكرون بأنهم غرباء وقدموا لهم مساعدات كبيرة، وفي عمليات الانفال الاجرامية عندما تم دفن الاف الاكراد في الصحراء غرب أو جنوب العراق وهم احياء أو جرحى هناك من تمكن من ازاحة التراب عنه ووصل الى القرى العربية، حيث ساعدهم اهالي هذه القرى وضمدوا جروحهم وابقوهم معهم حتى الانتفاضة عام 1991 إذ اعادوهم الى اهاليهم في كردستان. هذه هي العلاقات العربية الكردية لم يتمكن احد من التأثير عليها. قبل فترة زارني حوالي 50 شيخ عشيرة عربيا من الجنوب والوسط واقترحت عليهم زيارة حلبجة، تصور زاروا هذه المدينة التي قصفت من قبل طيارين عرب وبأمر من حزب يدعي العروبة ويتصرف باسمها وعادوا ليتحدثوا عن عظيم استقبال اهالي حلبجة لهم، وقال احدهم «لقد اخجلتنا طريقة استقبالهم وترحيبهم بنا»، فقلت لهم هذه هي العلاقة بين العرب والاكراد لم تتأثر رغم ما حدث في حلبجة التي قتل الآلاف من الاكراد فيها بالاسلحة الكيمياوية. لا اعتقد ان هناك حاجة لترميم العلاقات العربية الكردية وانما نحن بحاجة الى تعميقها عن طريق الزيارات والاتصالات والمشاريع المشتركة، امس وقف الاكراد للدفاع عن الشيعة في نضالهم ضد النظام واليوم مع العرب السنة لممارسة كافة حقوقهم السياسية وأخذ دورهم الفاعل. الوحدة الوطنية قائمة في العراق على أساس الديمقراطية وحقوق الانسان والفيدرالية والتساوي في المواطنة بين جميع العراقيين.
* هل تعتقدون ان كركوك ستكون مشكلة بوجه هذه العلاقات ام انها ستحل بطريقة سلمية؟
ـ اعتقد انها ستحل سلميا. كركوك قضية معقدة ولكن المادة 58 من قانون ادارة الدولة وجدت حلا لها عن طريق التطبيع وعودة المهجرين وإعادة الاجزاء التي تم اقتطاعها منها وعودة الوافدين بحيث تكون كركوك مدينة التآخي، مدينة العرب والكرد والتركمان واهلها هم الذين يقررون مصيرها.
* امامكم ملفات معقدة: الأمن والعطالة والوضع الاقتصادي الصعب، كيف ستحلون هذه المشاكل؟
ـ سوف نستعين بالتجربة الكردية لحل هذه المشاكل واهم شيء هو استقرار الوضع الأمني عندها سوف يستقر البلد وتفتح الابواب امام الاستثمارات والشركات الاجنبية التي ستوفر فرص عمل واسعة وسيزدهر الاقتصاد كما حدث في كردستان، إذ لا تجد أيدي عمل عاطلة بل العكس يتم استدعاء عمال مناطق العراق الاخرى، خاصة هناك الاف الشركات الاجنبية التي تريد العمل في العراق ونحن اقتصادنا حر.
* هل هناك خطط لإشراك «البيشمركة» في عمليات محاربة الارهاب في كافة مناطق العراق؟
ـ قوات «البيشمركة» تابعة للقوات العراقية وقسم منهم للشرطة وهم تحت تصرف القيادة العامة للقوات العراقية، واذا اقتضت مصلحة العراق وحسب أوامر الحكومة المركزية فسوف يكونون في المواقع التي تقتضيها مصلحة العراق والشعب العراقي.
* هل في برنامجكم القيام بزيارات عربية أو دولية؟
ـ الآن سأنصرف للعمل في الأمور الداخلية وبعد تشكيل الوزارة سنبدأ ببناء العراق الجديد وفق الديمقراطية والفيدرالية والاستقلال الوطني، أما اذا اقتضت مصلحة البلد القيام بزيارات عربية أو دولية فسأقوم بها ولكني شخصيا أركز على العمل في داخل الوطن.
* هل ستقوم بزيارات في أنحاء العراق؟
ـ بالتأكيد وخاصة المدن التي تعرضت للظلم والحرمان في وسط وجنوب العراق.
* هل سترشح للانتخابات المقبلة؟
ـ أنا لم ارشح لهذه الانتخابات لولا ترشيحي من قبل الأخ مسعود بارزاني، وعندما تقرر القيادة الكردية ترشيحي، فلن اتمرد عليها.
* شكرا جزيلا السيد الرئيس.
ـ شكرا لكم ولعواطفكم الكريمة لصالح العراق والشعب العراقي وأتعهد ان أكون عند حسن ظنكم جميعا من أجل العراق.