السياحة ... ودورها في تطوير اقتصاد اقليم كردستان   !
د - سيروان زنكنه

   


6
نيسان / 2005 


تعتبر السياحة من القطاعات المهمه في اقتصاد كثير من البلدان . وخاصة البلدان التي فيها صناعة السياحة  تأخذ اهتماما كبيرا . نظرا لوجود مناطق جميلة من الجبال والسهول ومواقع تأريخية واثرية  . وتعتبر السياحة المورد الرئيسي للدخل الوطني لتلك البلدان .
لدينا في اقليم كردستان مناطق سياحية واثرية وتأريخية جميلة لا تقل جمالها و اهميتها عن المناطق السياحية في اغلب بلدان العالم السياحية ، سوى ان البلدان تلك قامت بتنظيم وتطوير تلك المناطق والاهتمام بها لجلب الزوار والسواح لها  . لو نظرنا الى جمال الطبيعة في كردستان و مصائفها لا تقل في الاهميه عن  جمال المناطق السياحة في الدول المجاورة  لاقليم كردستان و غيرها من البلدان السياحية الاخرى . مثل تركيا ، ايران ، سوريا،  لبنان ، مصر، يونان و اسبانيا ، برتغال،......... الخ
 
لدينا مناطق سياحية و مصائف جميلة وخلابة في كردستان مثل - سرسنك ، سواره توكه ، اينشكي ، برواري بالا ، زاويته ، صلاح الدين ، سه ري ره ش ، شقلاوه ، بيخال ، كلي علي بيك و شلالها الجميل ، سرجنار ، دوكان ، احمد أوا ، زه لم وعشرات غيرها من تلك  المناطق لو استغلت بشكل فعال لاصبحت من القطاعات الرئيسية في اقتصاد الاقليم واحدى مصادر المهمة لدخله . بالرغم من ان المصائف تلك استغلت في فترة محدودة  بعد اتفاقية الحادي عشر من آذار 1970 ولكن توقفت بسبب تجدد القتال بين الحركة التحررية الكردية مع السلطة العراقية بعد عام 1974  ولم تستغل لفترات طويلة ولغاية ما بعد الانتفاضة المجيدة .
ولا ننسى بان البلدان السياحية جميعها في منافسة شديدة سنويا فيما بينها. قبل مجيء المواسم السياحة  سنويا تقوم تلك البلدان بالدعاية والاعلان من خلال الصحف و المجلات المحلية والاجنبية ومن خلال الشركات السياحية المشهورة في العالم وكذلك عبرالانترنت  كلها تتنافس مع بعضها لاجل اجتذاب اعداد هائلة  من الزوار والسياح والمصطافين  وتنشط السياحة بشتى طرق واهمها هي : -
1 -
تجديد اماكنها السياحية والاثرية ،  ثم تحسينها وتطويرها باستمرارلكى تكو ن مقبولة وجميلة لدى السائح ليفضلها على غيرها من الاماكن الاخرى .
2 -
التكلفة المناسبة والرخيصة للسفرة السياحية ،  والتي تأخذ عدة اشكال مثلا ان كان المصاريف السفرة المعروض امام السائح تدخل في ضمنها المبيت والمأكل والمشرب ام هي فقط اجور السفرة . فهذه ايضا تدخل ضمن السياسة التسويقية لتلك الشركات لكي تجذب الزوار والسواح والمصطافين اليهاوهي  جانب مهم والتي يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار دائما .
3 -
اول ما يهم السائح  خلال سفرته هي  نوعية الخدمات التي تقدم له في تلك الفترة . فالراحة والاستجمام والنظافة هو الهدف الاساسي والاخير للسائح . لذلك يجب ان تكون هنالك    الاهتمام الكافي بنوعية وكيفية الخدمات والتسهيلات التي تقدم خلال  تلك الفترة .
 
فمن خلال السياحة تتنشط السوق وتزداد فيها حركة البيع والشراء الحاجات الضرورية والتحفيات واشياء الفولكلورية  من قبل  مجاميع  كبيرة من السواح التي تتواجد دائما في   اسواق  تلك البلدان .
 
تطويراقتصاد الاقليم وتفعيله وتنويع مصادرتمويله يجب ان تكون من اولويات حكومة الاقليم  بجانب النشاطات الاقتصادية الاخرى كالزراعةوالصناعة والتجارة . يجب ان تأخذ السياحة جانب اساسي من اهتمامات حكومة اقليم كردستان ايضا . وكما اشرنا اعلاه فالبلدان التي تهتم بالسياحة مناطقها ليست اجمل واكثر جاذبية من مناطقنا، سوى ان البلدان تلك نظمت موا قعها السياحية بشكل جميل ومرتب بحيث تجذب انظار السواح والزائرين اليها  ولا ننسى جانب أخر في جذب السواح الا وهو الرخص-السفر وكلفة مصاريف الاكل والمبيت - كما اشرنا اليه اعلاه . اي ان  تكون السفرة اقتصادية وغير موكلفة وان تكون مناسبة
فالطبيعة الجميلة لاقليم كردستان من حيث  جمال الورود البريه والغابات الطبيعية و المياه المتوفرة ومساقطها و سلاسل من الجبال التي معظمها تكسوها الثلوج على مدى الفصول السنة  وكذلك المناطق الاثرية والتأريخية التي لم تستغل لحد الان لهذا الغرض ، هي الاساس في انجاح السياحة فيها .  ومن هنا يتطلب من حكومة الاقليم ما يلي :-
                                                                                                                                                                   1 -
تنظيم المناطق السياحية تنظيا جميلا ومرتبا بحيث تتمكن من جذب الزوار والمصطافين اليها وكذلك توفير كافة وسائل الراحة فيها .
2 -
بناء بيوتات و فنادق مناسبة  في تلك المناطق للمبيت  ، بحيث تناسب الزوار و عوائلهم وتوفير وسائل المنزلية اللازمة في كل بيت من تلك البيوتات .
 3 - 
تسهيل المواصلات اللازمة و توفيروسائط النقل الضرورية ، بحيث يمكن الزائروالسائح من الوصول الى تلك المناطق والانتقال من مكان الى أخر بسهولة .
 4 -
نظرا لوجود مساقط ومجاميع المياه ،  يمكن فتح اماكن مخصصة للسباحة ومنتجعات سياحية في تلك المناطق وغيرها ليستمتع الزائر بسفرته .
 5 -
لكي يستمتع الزائر بسفرته و يحس باطمأنان اكثرلابد من توفير الامن والاستقرار بشكل دائم في تلك الاماكن .
6 -
ولانجاح السياحة لابد من وجود كوادر سياحية مختصة في هذا المجال . وفتح دورات تأهيلية لاعاد العاملين في هذا المجال .
ولانجاح هذا الجانب ايضا يتمكن حكومة الاقليم  بالتعاون مع المؤسسات الدولية من انشاء مشاريع  سياحية جميلة و جذابة .وكذلك  تشجيع الاستثمارات الاجنبية في انشاء وتطوير السياحة .
لابد هنا التطرق الى جانب مهم ، وهو موضوع الصيد في البراري وعلى سفوح الجبال التي تتوفر فيها انواع جميلة من الحيوانات والطيورالبرية . كذلك الانهار التي تتوفر فيها انواع مختلفة من الاسماك . ويتطلب هنا ما يلي :-
أ- تنظيم صيد الحيوانات والطيور البرية من الغزلان،الماعز البري، الارانب ، القبج ،الحجل ، القطى . وغيرها من الحيوانات والطيور الموجودة في البرية . سن قوانين لمنع صيد الحيوانات والطيور البرية التي في طريقها الى الانقراض .
ب - وضع غرامات على كل من يتجاوز حدود الصيد  ولا يتقيد بالتوجيهات الصادرة من الجهات المسؤولة في الاقليم .هنالك كثيرون لا يبالون بنتائج السلبية الناتجة عن اعمالهم .ولابد هنا ان لا يستثنى احدا من ذلك . والقانون يجب ان يكون فوق الجميع .
ج - تخصيص اماكن للحيوانات البرية  وذلك بأنشاء المحميات الخاصة بها وتوفير الماء والغذاء اللازم لها، وتمنع باي حال من الاحوال الصيد فيها للحفاظ على اجناس مختلفة منها.
د - في حالة السماح للصيد من الضروري تخصيص اماكن التي يجب الصيد فيها وفي مواسم معينة وبكمية ونوعية محدودة ايضا. و بترخيص صادر من الادارة المسؤولة .
و - منع استعمال انواع من ادوات الصيد منعا باتا وخاصة السلاح التقليدي ،القنابل ،استعمال السموم التي تؤدي بدورها الى اتلاف البيئة  بالاضافة الى قضاء على مجاميع كبيرة من الحيوانات والطيورو الاسماك .
في الختام لابد القول بأن ما انجزت وتحققت خلال الاعوام الماضية مابعد الانتفاضة من النجاحات في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية واعادة بناء مادمره النظام الدكتاتوري من المدن وارياف كردستان وغيرها تعتبر منجزات يفتخر بها شعب كردستان و يطمح الشعب في اقليم كردستان الى المزيد من التطور وخاصة بعد توحيد الادارتين ودمج المؤسسات التابعة لها مع بعضها  منها المالية ،الاقتصادية ، العسكرية والامن والشرطة وغيرها. الابتعاد عن الحزبية الضيقة . ليكن شعار الجميع كل شئ لاجل اقليم كردستان .
 
كل هذه المطاليب الشعبية وغيرها تزداد كلما ازداد التقدم والازدهار .وباستكمال  بناء المؤسسات الاقليم الامنية والاقصادية وبناء القاعدة الاقتصادية المتينة يكون لاقليم كردستان موقع أخر في المحافل الدوليه ويطمح انيكون اقليم كردستان مستقبلا- هونكونك و تايوان - الشرق الاوسط وسوف نثبت ذلك للجميع . لان شعبنا في اقليم كردستان شعب طموح و خلاق لن يكتفي بما يحققه بل يتطلع الى المزيد و سيحققه بالارادة الموحدة للجميع وهنا يتطلب نكران الذات والتوجه الى وحدة كردستان بكل قواها وفصائلها في ادارة اقليمية فيدرالية واحدة ومتينة . واخيرا يجب ان لا ننسى باننا على ابواب الاقتراب من اوروبا من خلال اقرب الجار لاقليم كردستان وهو تركيا . نحن اليوم في عصر تتطور بسرعة والعولمة وصلت الى جميع  انحاء العالم ، لذلك يجب على حد الاقل ان لم نسايرها اليوم لنكن قريبين  منها . لذلك من الضروري التأكيد على اهمية القطاع السياحي وكذلك التخطيط لها وتفعيلها قبل ان يفوتنا الوقت .!!!!!