بمناسبة
عيد العمّال العالمي
كل
فجر أخبّئ أحلامي في جناحات طيور تشيّعني ،
و ألملم همساتي على ظهر خطواتي ،
أمضي إلى أخطبوط يسحب ببراثنه الفولاذ نظراتي ،
و أنثر بذور الموت للتنّين الملتف حول أعناق ظلالي.
* ** ** ** **
كل صباح أُعمِّدُ جلدي ببسمات أطفال الزقاق و أمضي،
لأكفر بآلهة تختفي وراء أقنعة السديم،
كل يوم أغذّي الحديد بدمي ،
و أنتشر رحيقا لفراشات الغد.
** ** **
لكن هذا اليوم ليس كباقي الأيام،
هذا اليوم تنزل بروق من عظام لتحرق الزوّان في حقل دراويش الدروب ،
و تنير سفوح جراحي،
و ترقص فيها أزهار قلبي.
** ** ** **
في هذا اليوم أحمل نجوما إلى البيت ،
و أستمع إلى سمفونية المطارق و الفؤوس و المناجل ،
و قهقهات الماء،
و ترانيم التراب.
** **** ******
اليوم أمسح جبيني بغبار الفراشات ،
و اوقظ عظام أبي من الموت .
* * * * ** **
كل صباح طير الصبح هاجع ،
و غمامة في غرفتي تنوح ,
تتفتق أزهار الآلام ،
و نور الشمس في نافذتي يتلوى،
و الأصيل يموت على صدري.
وتفوح أعشاب الشمس النارنجية في حوض سريري برائحة الأطيان.
** *** **** *****
لكنّي اليوم يقظ لن أنام ،
أسمعُ غناء طيور الماء و أنثرُ أزهار الجراح .
اليوم أهيمُ في سهوب المِسك ،
و أزور صقور النصر في القمم ،
و آتي بحلم باسِمٍ إلى البيت.
*** ****
اليوم تمتلئ الحياة بأحلامي الخضراء ،
فأنا عشب ينبض بالعشق ،
ونبض التراب و ابتهاج الفولاذ و زقزقة الألوان .
30/04/20
|