انتصار اخر للارادة العراقية ... مقال توجان الفيصل مثالا
هيوا علي اغا

   

منذ سنوات والعالم يظن وحتى العديد من العراقيين ان الطاغية المخلوع استطاع ان يقهر ارادة العراقيين من خلال سياسة البطش والارهاب التي مارسها خلال اکثر من ثلاثة عقود ، حتى بدأت النکات في الشارع العراقي تتحدث عن مسألة تولي ابن حلا لرئاسة الدولة بعد مائة عام .. کذلك کانت الصورة التي يريدون ان يقنعوا العراقيين بها ومن ثم العالم بان عراق ما بعد صدام هو عراق الخراب والدمار والقتل والاقتتال الطائفي ، وانهم غير قادرين على ادارة امور الدولة من غير القائد الضرورة مع اني في کل مقال اؤکد باني لااعرف هو ضرورة لاي شيء هذا ما لم يوضحه البعث طوال حکمه ولايريد حثالات البعض توضيحه في مواقعهم .

في الثلاثين من کانون الثاني بين العراقيين اول وجه لارادتهم القاهرة للارهاب والظلم ليخرجوا بالملايين امام العالم متحدين خريجي مدارس الارهاب والقتل والتفخيخ وينتخبوا لاول مرة في تاريخهم حکومة وطنية بحرية ، لتبدأ بعد ذلك سلسلة الصور المشرفة للارادة العراقية .. واخر مارأيناه من الصور هو انتقام العراقيين لسنوات الظلم التي لحقت بهم من على يد الاردنيين حکومة وشعبا وحتى ارضا .

ان العراقيين لن ينسوا يوما صورة ملك الاردن المقبور وهو يسحب حبل المدفع ليطلق القذائف باتجاه الجارة ايران خاتما بذلك على صك الدولارات التي کان يقبضها من الطاغية سحتا من اموال ودماء العراقيين وينفذ بذلك اکبر مخطط لتوهين العراق وتدمير اقتصاده واعادته الى العصور الوسطى هذا عدى عن المحرقة اليومية التي کانت کل يوم تقتل المئات من خيرة شباب العراق في حرب لايوجد لها اي مسوغ سوى الحقد القومي وجنون العظمة والسفاهة في عقل المخلوع ابن العوجاء .

في احدى ايام سنة 1996 کنت جالسا في محل احد الاخوة الحلاقين في بغداد فاذا بدعي من الطلبة الاردنيين الذي کان يقبض الدولارات من السفارة العراقية في عمان ويأتي للدراسة في العراق على نفقة العراق ويصرف ويبذخ من الاموال التي هي اصلا من اموال العراق .. بعد جلوسه على مقعد الحلاق سأله الاخير عن قصة شعر معينة کانت متداولة بين الشباب وقتها ، فاذا بذلك الاردني وهو يقول بانکم في العراق متخلفين ولاتتطورون وان هذه القصة فات زمنها فلم يمکنني لساني من التحمل لاقول له انحن المتخلفين يامتخلف لم يبق مهنة لم تستوردوها من العراق من الحلاق والمقهى حتى الاستاذ الجامعي والاطباء فاي تطور هذا .. واردفت ملککم لحد الان يقبض راتبه من العراق وتقل لي دولة فغمزني الحلاق کي اسکت ، بعدها قال لي يااخي والله لو ذهب ليشتکي في اتحاد الطلبة او في الشرطة لقبضوا عليك انت لذى طلبت منك التحمل لاني کنت اعلم انك لاتکتفي بکلامك ذاك معه بل غضبك کان يوصلك لضربه قلت أأتني بقلب يتحمل هکذا کلام ووالله لولا انه في محلك ولااريد ان اشوه سمعة المحل لاعطيته درسا يتذکره کلما سمع کلمة عراق او عراقي .. نعم کنت في الجامعة ارى کيف يستغلون فرق العملة ليبذخوا ويسرفوا ويحاولوا استدراج بعض الفتيات من خلال الملابس الجديدة التي يلبسونها والاکلات في مطعم الکلية والاقلام الجميلة والطالب العراقي ينظر بعين الاسى اليهم وحتى خارج اوقات الدوام کانوا کل وجبة يذهبون الى المطاعم الراقية في بغداد والطالب العراقي يعمل في احدى المحلات او المقاهي والمطاعم  .

صورة اخرى احد اقربائي الذين خرجوا من العراق عن طريق الاردن لاني والحمد لله خرجت عن طريق سوريا ولم ولن ارى الاردن ابدا ..قال قريبي ذاك بانه کان مسافرا مع احد جيرانه کان سائقا في طريق الاردن ، لذى کان الکلام وديا في الطريق ولاخوف منه ، قال عند الحدود قال انظر يااخي هذا مکان السيطرة الحدودية الجديدة وساريك لاحقا المکان القديم .. وبعد مسافة سبعين کيلومترا رأينا المکان القديـم فقال له السائق هذا تبرع به القائد الضرورة للاردن مقابل ..!

ومن الصور الاخرى قال لي احد الاخوة في اوروپا کنت اتمشى في الاردن بعد اسبوع طويل من البحث عن العمل وبعد ان عملت في اصناف العمل الاخرى وتحمل اهانة اصحاب العمل الاردنيين واکثرهم من الاصول الفلسطينية الحاقدين على کل ماهو عراقي ، قال عند تجولي في وسط العاصمة التقيت احد الاصدقاء صدفة فقال تعال اريك صورة استحلفك بالله اينما ذهبت وفي اي مکان في العالم وفي اي مجتمع ان تذکره .. قال فأخذني الى السفارة العراقية واذا بي ارى صفا طويلا من الناس واقفين للدخول قال هؤلاء من الفلسطينيين والاردنيين يدخلون الى السفارة لقبض المساعدات الشهرية .. وعندما کان يخرج الشخص منهم کان هنالك مجموعة من المتسولين العاجزين من کبار السن والنساء وبعض الشباب يمدون يدهم الى هؤلاء قال اترى هؤلاء المتسولين انهم عراقيين .. ماذا يدور في ذهن الانسان اول لحظة يسمع بهکذا کلام قلت لصديقي الله يعينك يااخي انا سمعت ولکنك رأيت والله انا الان اريد ان اکفر بکل ما هو مقدس وان العن کل يوم عشناه في ذلك البلد وان نلعن التاريخ والحاضر والمستقبل ولم تتوقف الکلمات من فمي حتى قال لي يااخي ذلك اليوم ولاّ ونحن اليوم نعيش في عصر عراقي جديد .

اما عن صور رد العراقيين الاعتبار لکرامتهم من الاردن فهناك صورتان اولهما هو حرق العلم الاردني والمظاهرات التي خرجت في عدة مدن عراقية تم فيها اهانة کل ماهو اردني الامر الذي لو حدث مع اي دولة وشعب لديهم القليل من الکرامة لاقاموا عليها حربا شعواء ولکن حکومة وشعب الاردن کانوا هم السباقين للاعتذار من العراقيين ليرکعوا بذلك امام ارادة العراقيين الحقيقية لتنقلب الصورة الى حقيقتها ويمد الاردني يده مستجديا من العراقيين .

الصورة الثانية مقال لتوجان الفيصل صاحبة الکوبون الفضي في کوبونات النفط المعروفة من قبل الطاغية لشذاذ الافاق وبائعي الضمائر من امثال البکري ورغدة وهلم جرا .. وهنا سأورد ماکتبته هذه الشرکسية التي توصف بانها من ملة منفتحة اکثر من الحد في الاردن وانا متأکد بان القارئ يعلم معنا ان يکون الاردني منفتحا ومتحررا کثيرا لان الغير منفتح هو قريب الى السقوط فما بالك بالمنفتح ، سأورد بعض المقاطع من مقالها الاستجدائي مع بعض التعليق مني ليحکم القارئ الکريم عن مدى غيظهم على العراق وکذلك يعلم حجم السرقة التي قامت بها هذه الدولة اللقيطة من العراق والعراقيين ( وسأضع ماکتبت بين قوسين وبخط مختلف ) .. تقول توجان ( أيام صدام حسين، كانت المنحة النفطية تأتينا، ليس مقابل مواقف رسمية تستخلص من الحكومة الأردنية، بل بالرغم من المواقف السياسية الرسمية.. فالمنحة كانت للشعب الأردني، وضمنت للأردنيين حقهم في الحصول على وقودهم بسعر معقول ) ، نعم منحة من النفط تضمن للاردنيين الحصول على الوقود بسعر معقول والعراقيين کانوا ايامها يرکضون بين محطات التعبة واقفين الدور الطويل کي ينالوا القليل من الوقود يدير بها بسيارته کي يأتي بالرزق لاولاده في ظل الحصار .. ( وبقيت الأسعار كذلك ما بقيت مظلة العراق وصدام تقينا شر الغلاء الذي لا يقف عند وقود طهو طعامنا وتدفئتنا ومواصلاتنا، بل هو يطال كل سلعة وكل خدمة لحظة يطال الوقود والطاقة  ) ، مظلة صدام التي ظللت کل اعرابي ما عدا العراقيين ، التي کانت على العکس مع العراقيين فتلك المظلة کانت تمطر عليهم القتل اليومي والاسلحة الکيمياوية والمقابر الجماعية .. ( وتتساءل الحكومات فاقدة الشعبية، لماذا أحب ويحب الأردنيون صدام، وتتساءل أمريكا، لماذا باتوا بالمقابل يكرهونها هي أكثر فأكثر  ) ، نعم لماذا يحب الاردنيون صدام ؟ .. ولم لا وکل تلك العطائات من قائد الامة حرامية الامة ، وليذهب الشعب العراقي الى الجحيم وهل هذه مشکلة الشذاذ وتجار الشعوب ... ( فها هو السيد طالباني يأتي إلى عمان ... والغريب ان زيارة هذه غايتها الرئيسية تكفي "ليعتز" رئيس وزرائنا بالشرف الكبير ("زارنا النبي" كما يقال في المثل الشعبي) الذي أسبغه علينا السيد طالباني حين "اختارنا" لنكون اول دولة يقوم بزيارتها منذ وصل، في ظل الإحتلال، لمنصب رئيس جمهورية العراق !! ) ، الاحتلال !! الا يستحي هؤلاء الناس ان يتکلموا عن الاحتلال واول ما يجب ان يعرفوه ان دولهم بحکوماتها تأسست بناءا على رغبة الاحتلال البريطاني وثانيا فان الاحتلال بنوعيه الامريکي والاسرائيلي موجود في بلدانهم ، هذا کله عدى عن الفضيحة التي نشرتها احدى الصحف البريطانية عن جاسوسية ملکهم المقبور لصالح المخابرات الامريکية والاسرائيلية على الاجتماعات العربية .. وهنا اتذکر مقولة سمعتها قالها في احدى خطاباته وسمعتها شخصيا في الراديو ، في خطاب بعد توقيع اتفاقية اوسلو ومعاهدة الصلح مع اسرائيل .. حيث قال انا احتفظ بعلاقات طيبة مع القيادات الاسرائيلية منذ الخمسينات !!! منذ الخمسينات ؟ الم تکن اسرائيل في ذلك الوقت العدو الاسرائيلي وکان من المفروض ان الدول العربية وخاصة مايسمى بدول الطوق في حرب دائمة معها في اوقات حرب حقيقية واخرى باردة .. فکيف کان الملك يحتفظ بعلاقات طيبة معهم هل تستطيع توجان او اي اردني او حکومتهم اجابتنا ... ( فالسيد طالباني رفض البحث في "إمكانية تجديد المنحة النفطية التي كان النظام العراقي السابق يقدمها للأردن"، قائلاً أنه "لا جديد (أي لا تجديد للمنحة) في الموضوع الان، لكن ستتم مراجعته في المستقبل ) ، بارك الله فيکم ياقادة العراق الجديد نقولها لکم کلما حافظتم على ثروات العراقيين .. ولکن نقول لاياسيادة الرئيس هذه المستقبل کان من المفروض ان لاتقولها الا اذا کانت من ضمن الحديث الدبلوماسي الذي يوحي للاخر بان عليه ان ينسى هذا الموضوع ... ( أنا كمواطنة وأم ونائبة للشعب، اريد ان أطمئن إلي ان "الأعين الساهرة" ليس بينها من تأخذه سنة من نوم، او يتعمد الإغماض في لحظة ما عن أي مجرم.. فهذا يهدد امني وأمن وطني، ويمس حتماً بهيبة "الدولة" التي هذا الشعب اهم أركانها!! وكمواطنة وام ونائبة، انا لم ولن أتنازل عن حقوقي وحقوق أبنائي وحقوق شعبي في أكثر من ثلث مليار دينار (عند إضافة كامل الكلف والمفقودات) كان يمكن ان تصبح بالحد الأدنى لأي استثمارلها طوال عقدين، عدة مليارات تسد على الأقل جزءاً كبيراً من مديونية بلدي، وتسد حاجة مئات الآلاف من أبناء وطني من الغذاء والدواء والعلم ووقود الطعام والتدفئة والمواصلات (دونما حاجة لاستجداء منحة نفطية ممن يعينه المحتل على منابع نفطنا العربي)، بفارق كلفة خدمة ذلك الدين فقط !! ) ، وانا هنا کمواطن عراقي اعطى ثقته بالحکومة العراقية من خلال الانتخاب ، ادعوا الحکومة الى اجراء تحقيق في کمية الاموال التي قبضتها الاردن کمنحة من نفط العراقيين وان يسترد کل سنت منها وکذلك التحقيق في حجم المساحة التي نهبتها الاردن من ارض العراق واعادتها باسرع وقت ممکن .. وکذلك الکثير من حقوق وکرامة العراقيين المهدورة من قبل الاردنيين .. والا فان الانتخابات القادمة على الابواب والشعب الان يعيش زمن الديمقراطية وحرية اعطاء الصوت والحليم تکفيه اشارة .

 

 

هولندا