الاتحاد الوطني الكوردستاني .. مسيرة التحرر والبناء

خليل كارده

   

بعد انهيار ثورة ايلول 1961 نتيجة لتداعيات اتفاقية 6 اذار 1975 المشينة , انتابت الجماهيرالكوردستانية حالة من الاحباط والذهول مقرونة باليأس , لاسيماتزامن هذه الانتكاسة مع انتصارالثورة الفيتنامية البطلة. في خضم هذا المخاض العسير وفي ظل التناقضات والتواطئات الدوليةوالاقليمية كان ولادة الاتحاد الوطني الكوردستاني كرد فعل وانتفاضة ثورية على كل تلك الاحداث والمؤامرات التي اوصلت بالثورة الكوردية الى النكسة والضياع , وتعبيرا للخلاص من حالة اليأس الشعبي والقنوط , كان ولادة الاتحاد الوطني الكوردستاني نتيجة حتمية للارهاصات الفكرية التي كانت تتبلور بين صفوف الكادحين والمثقفين الثوريين ابان ثورة ايلول , وايضا لمقارعة العدوالبعثي الشوفيني الذي استغل الظروف الدولية المتواطئة معه , وحالة التشرذم والضياع الذي تعيشه القوى الثورية في العالم , هذا العدو المنفلت من عقاله الذي اوغل في الانتقام, باشر بشن اكبرحملة شوفينية عنصرية بعنجهية حمقاء , في كركوك وخانقين ومندلي وباقي المدن والقصبات الكوردستاني

الاخرى بقصد تعريبهاوتغيير معالمها القومية والجغرافية.

جاءت ولادة الاتحاد الوطني الكوردستاني لوضع حد لتلك الممارسات والسياسات الشوفينية البغيضةولم يكن قد مر على انهيار الثورة الكوردية سوى شهران , ولملاء الفراغ النضالي والتصدى للمؤامرات المحاكة ضد الشعب الكوردي وعدم الخنوع لسياسات الامر الواقع .

 باشر المناضلين والمثقفين الثوريين ومنذ الوهلة الاولى لانطلاقة الاتحاد الوطني الكوردستاني الانخراط في صفوفها والعمل التنظيمي بين صفوف الجماهير الكوردستانية , وبعد سنة أشعل الاتحادالوطني شرارة الثورة المسلحة رغم الامكانيات الشحيحة , وسطر فصائل الانصار الوطنية اروع الملاحم البطولية وقدم التضحيات الجسام على مدبح الديمقراطية للعراق وحق تقرير المصيرللضعب الكوردستاني .

بعد انهيار الصنم في 9-4-2003 باشر الاتحادالوطني الكوردستاني والقوى العراقية الخيرة

الى مسيرة البناء والتقدم , ولم يأل الاتحاد الوطني جهدا الا وساهم فيه بفعالية ونشاط يحسب له في هذا المضمار من تفعيل مؤسسات الدولة العراقية , وضخهابالكوادر المتمرسةلسد الفراغ الاداري والوظيفي , والبدء بمرحلة وطفرة نوعية جديدة على جميع المستويات وكل الاصعدة , لبناء العراقالجديد , عراق مزدهر تعددي ديمقراطي فيدرالي .

بمناسبة الذكرى (30) لانطلاقة الاتحاد الوطني الكوردستاني نهنئ انفسنا والقيادة والجماهير الكوردستاني وننحني اجلالا واكبارا لشهداء الحركة التحررية الكوردية , الذين اناروا لنا بدمائهم الزكيةدروب الديمقراطية والانعتاق والتحرر , المجد والخلود لشهدائنا الابرار .

 ونعاهد القيادة والجماهير الكوردستانية ان نظل جنودا اوفياء لخدمة الكوردياتي وان نبقى في مقصورة القطار حتى المحطة الاخيرة .

وبهذه المناسبة نناشد قيادة الحزبين الكوردستانيين الكبيرين ان يسموا فوق الخلافات وان

يبتعدوا عن الحزبياتي , وان يضعوا نصب اعينهم طموحات الشعب الكوردستاني وتحقيق اهدافه المشروعة,

وتحكيم العقل والمنطق والتوافق بدلا من التفريق والافتراق ,فالتأريخ والشعب ممكن ان يسامحان ولكن لم ولن ينسيا.

 

 

خليل كارده