يحرمون
لغيرهم ما اباحوه لانفسهم !!
نوري بيخالي
كاتب صحفي
– كوردستان
غريب هو الاعلام العربي ، يتصور الناس عميانا وطرشان ، دون ان يدرك بأنه يضحك على نفسه ، ويزيل الستار عن وجهه المزيف . المعروف و المتفق عليه ، ان السمة البارزة للمؤسسات الاعلامية العربية ، هي انها تفتقر الى المصداقية والمحايدة ، فهي لا تبالي بتشويه الحقائق والاستهانة بالرسالة الاعلامية ، بل التي تهمها ، هي ان صب كل المحاولات في خدمة خلفيتها الشوفينية . الاعلام العربي عبارة عن جهاز الدولة ، انيطت بها مهمة تكمل مهام الاجهزة الاخرى ، لذا ليس جديدا علينا بأن نرى المؤسسات الاعلامية العربية تتعامل بازدواجية مع الاحداث ومجرياتها ، " تجعل من الذبابة جاموسا !" في بعض الاوقات ، وتتصرف كالنعامة في زمكنات كثيرة وتجاه موقف عدة …لنأخذ – اسرائيل- كنموذج . الكل يرى بأن الاعلام الاسرائيلية كيف ترفرف في سماء الدول العربية ، ومن على سطح اوساطها الحيوية ، وهنال اغلبية الدول العربية لديها علاقات اقتصادية وتجارية ، بل ربما اتفاقيات و معاهدات استراتيجية ، وكذلك لبعضها علاقات امنية و مخابراتية ، لكن حيال كل هذه الحقائق ، تجد الاعلام العربي صامت ، دون ان يجرؤ على اثارتها والقاء الضوء عليها . لكن يثير ضجة كبرى اذا صافح كوردي اسرائيليا ، كما سمعناه وشاهدناه في الايام القليلة الماضية حول مصافحة السيد (هوشيار زيباري – وزير الخارجية العراقية) و وزير المياه الاسرائيلي .بالنسبة لهذه المؤسسات وحتى السلطات السياسية العربية ، علاقة دولها مع اسرائيل ، هي علاقة طبيعية وسليمة ، وتدخل ضمن العلاقات الدبلوماسية وحسن الجوار !، لكنها تعتبر نفس العلاقات ( مع الاسف الشديد لم تكن هناك علاقة وثيقة تربط الكورد والاسرائيليين) للكورد كفر و مؤامرة للوقوع بالعرب !! واقرب العجائب في العلاقات العربية الاسرائيلية ، حيث تظهر الازدواجية العربية على وجهها الحق ، علاقة الشيخ ( حارث الضاري) مع اسرائيل ، ومحاولته للوصول الى اتفاقية استراتيجية معها ، بغية النيل من الاطياف العراقية الاخرى والوصول الى سدة الحكم . ذلك الرمز السني الذي سمى الارهاب جهادا ومقاومة ، والان يغازل الد اعداء العرب (حسب قول العرب !!)… من هنا نسأل : اين موقف الاعلام العربي ومثقفيه و شعوبه المخدوعة حيال هذه المستجدات ؟ اليس عارا ان تحرم لغيرك ما تبيحه لنفسك ؟ الى اية قعدة تستند هذه المعادلة ؟ الم يقل الشاعر : لا تنه عن خلق وتأتي بمثله عار عليك اذا فعلت عظيم لكن على عكس كل الذين يجاملون العرب (سياسيي الكورد خصوصا) ويبغون ارضائهم ويحسبون انفسهم مدينين للعرب ، على الرغم من الذي الحق بنا على ايدي الانظمة العربية من ويلات ، اهنيء السيد (زيباري) و اقول احسنت صنعا . فياليت كانت لدينا علاقة وثيقة مع اسرائيل سابقا ، وليت ادركت القيادات السياسية الكوردية عقب الثورات المتتالية اهمية هذه العلاقات لمستقبل التحرر ، وموقع اسرائيل من المعادلات السياسية في المنطقة وتأثيرها على توجيه مجريات الاحداث ، وابدت الاهتمام بها واعتمدتها كاحدى اوراق العبة السياية ، بدلا من اعتمادها وثقتها العمياء بالدول العربية والاسلامية التي كانت عمياء صماء امام المجازر والابادة الجماعية التي ارتكبت بحقنا ، وظلت متفرجة وجراحنا تنزف دما ، دون ان تأخذ موقفا ولو ضمنيا كأضعف الايمان .
|