حول التصعيد اعمال العنف فى العراق

طه حمه ره ش معروف

   

14مايس2005

يشهد العراق موجة من اعمال العنف أودت بحيات المئات ,أغلبهم من العراقيين المدنيين,منذ إعلان عن تشكيل  الحكومةالعراقية المهزوزة والمفروضة على رقاب الجماهير ,من قبل الأسلاميين والقوميين و رجال العشائر و اطياف اخرى الطائفيةالمتنوعةوبدعم مباشر من طرف قوة الأحتلال الأمريكية فى نهاية شهر نيسان الماضى.لقد تحول معظم ألأماكن ومناطق السكن والعيش والتجوال  فى عدد من المدن الى ساحة الحرب الحقيقية تحرق أخضر و اليابس وأصبح  حيات و معيشة الجماهير وكسب القوت اليومى محصورة فى إطار هذا التصعيد الخطير, من دون إظهار إمكانيةأونية لدى أى طرف لوضع حد لهذه المئسات الأ نسانيةو أن تشكيل الحكومةلم تجلب الامن والاستقرار لجماهير, بل سببت فى خلق و إيجاد الأجواء أكثر مناسبةلتعميق و إتساع عنوة التفرقة القومية والدينية والعشائريةوالطائفية  وبالتالى إشتداد و تصعيد العمليات المسلحةالذى يتطفل على  هذا الوضع القائم المفروض على كاهل الجماهير  .  ان التصعيد وتيرة اعمال العنف فى الشهور و الاسبيع الاخيرة وقتل اكثر من 400 شخص خلال الاسبوعين الأخيرين بايدى المسلحين الارهابيين أثبتت زيف" الزعم المتفائل" الذى اصدره متحدث  امريكى فى ألآونة ألأخيرة حول نهاية وشيكةلوضع الحد النهائى لعمليات جماعات المسلحة, و بالعكس بدأ ظهور البوادر لمحاولة التفاوض واجراء الصفقات السرية خلف الكواليس مع قسم من الجماعات المسلحة وبعض من الرجال الدين " اصحاب الفتاوى ""من معسكر" السنى "هدفا منه لدخولهم الى الحلبة السياسية الجديدة وحسب ما وردة فى جريدة الزمان و المقتبسةمن (ديلى تلغراف) فى عددها الصادر فى 12نيسان 2005 ,فان الحكومةالعراقيةو بايعاز من امريكا ,ماضيا فى التنفيذ لعقد الاتفاق مع هذه الجماعات ولتلبيةشروطهم و اثناء زيارة" راميسفلد" الى العراق فى  شهرنيسان الماضى, خاطب الحكومة العراقية ب الاعتماد على عنصر" الكفاءة" اى البدأ بتوظيف وتنصيب البعثيين خصوصا العاملين فى سلك الجيش  و الامن والمخابرات و اعادة الاجهزة القمعية للنظام السابق كاصحاب ذو الخبرة التاريخية الواسعة لقمع الجماهير فى ظل "ديمقراطية" الامريكية المزعومة,وهذا بحد ذاتها يشكل تراجعا للموقف الامريكى امام جماعات المسلحةو خصوصا من بقايا البعث وبعض من التيارات القوميةو الاسلامية و من ناحية اخرى هى الاعتراف الضمنى بثقلهم  السياسى فى المعادلات السياسية العراقيةوبالتالى  كا((البديل السياسى))  القوى امام ((البديل السياسى)) الاخر من المعسكر "الشيعى" وهما قطبان سياسيان اساسيان  وما يغير ويرجح كفة الميزان ,هو وجود وحظور   قوات الاحتلال الامريكى فى العراق و يبقى فقط للقوميين الكرد ان يلعب دورهم ما بين هذين الفريقين الاساسيين وبامكانهم (فقط) ان يخدم هذا الطرف او الاخر حسب المعطيات و الظروف السياسية فى اطار مصالح  هذا الطرف اوذاك  وهى بحد ذاتها ( تفرز) التناقض مع مصالح الجماهير فى كردستان وماهى وجود الطالبانى فى اعلى سلم الرئاسة إلا  ليعادل كفة الميزان مابين اللاعبين الاساسيين على الساحة العراقيةو لا يتجاوز, كونه رأيسامن (الورق),ومن هنا يمكن ان نحدد اسباب تصاعد وتيرة أعمال العنف فى الآونة الأخيرةالى سببين اساسيين اولهما: التراجع والرضوخ الامريكى امام قسم من المطالب جماعات المسلحةالتابعين للمعسكر"السنى" وفتح باب التفاوض معهم بدل  "القضاء" عليهم, كما دعاه مرارا من قبل, وهذافى الواقع ا نتصار السياسى, منح المسلحين مزيدا من التصميم لفرض اكبر قدر ممكن من التراجع على الامريكان وبالتالى تحقيق اهدافهم الاساسى فى الظفر بالسلطة  وهى واضحة للجميع لولا قوات الاحتلال لما كان بامكان الحكومةتتحمل كل هذه الضربات  المتواصلة منذ اكثر من السنتين   و ثانيا: ان الوباء القومي والطائفى و الدينى وانعكاسه فى تكوين التشكيلة الحكوميةالعراقية و ظهور المد الايرانى من خلال الحركة الاسلامية"الشيعية" الذين كسبوا اكثرية  الاصوات ضمن (المهزلة الانتخابية)وشكلوا دولة اسلامية ينقصها فقط(المصطلح) لتسميته ب "الجمهورية الاسلامية العراقية" و اشتعال نار الحرب الاهلية عبرة تصريحات من قبل بعض الرموز الشيعيةمن قبيل  "لا مكان للسنة فى الوزارات الاساسية"  او" المرجع الشيعى هو كلمة العليا"فى العراق "او التصميم لتفرد بمحاكمة الرايس السابق صدام وطلب اعدامه ,محاولةأ ستخدام قوات البدر لقمع المسلحين فى مناطق وسط العراق كما شاركهم فى الراى جلال الطالبانى واقترح  ايضا استخدام قوات "البيشمرگة"الى جانب قوات البدر  ليلعب هذا الدور وعوامل اخرى متعددة أدت الى التصعيد وتيرة الاعمال العنف بشكل لم يسبق له المثيل من قبل واتخذ  العمليات طابع الحرب الاهلية الشاملة فقامت احدى مجموعات المسلحة باختطاف اكثرمن خمسين شخصا فى بلدة (المدائن)الواقعة فى جنوب بغداد وقتلوا جميعا من بينهم  الاطفال ووجدة جثتهم تحت مياه نهر الدجلة,قتلوا,لكونهم من اتباع المذهب الشيعى والعملية الارهابية فى اربيل الذى راح ضحيتها اكثرمن ستين  شخصا, والضحايا جاء نتيجة لدخول الاحزاب القومية الكرديةفى الصراعات القومية والطائفية,وشروع الشوفينيين العرب بتشكيل افواج من المسلحين لمواجهة نفوذ الشوفينيين الكرد  فى كركوك ويحاول هذه الاطراف الغارقة فى الرجعية ومعادية للانسانية ,سلب وتجريد  الهوية الانسانية من هذه المدينة واكمال ما لم يتمكن النظام السابق اكماله من التشريد , وزرع  بذور الكراهية, والحقد القومى والدينى والطائفى, بغية لوصول  الى اغراضهم الدنيئةوغير الانسانية, وفى الحقيقة وفر الشوفينيين من كلا الطرف فى هذه المدينةكل الوسائل لزج الجماهير فى  نارحرب الرجعيةالطاحنة وافراد المنتمية لهذه العصابات يتقاتلون فيما بينهم طوال اكثرمن السنتين من دون ان تنجحوا  لحد الان فى كسب التأيد من الجماهير او زجهم فى حرب اهلية شاملة,لكون الجماهيرله تجارب تأريخية حية فى العيش بسلام ولايهظمون المؤامره والدسائس القوميين الرجعيين بسهولةولايمكن  ان ينسى احدا دور الطليعى للحزب الشيوعى العمالى العراقى وموقفه المبدئى الشجاع بوجه القوميين والدفاع عن الهوية الانسانيةلهذه المدينة وحظورهم الفعال اثناء حدوث حالة التوتر التى خلقتها القوميين والطائفيين قبل اكثر من السنة. وخلاصة القول  فان الدوامةوتصاعد وتيرة اعمال العنف هى بمثابة رسالة الاولى من الحكومة الطائفية للجماهير و لايمكن ان نجد شئ فى حقيبة هذه الحكومةسوى مفتاح لفتح باب الصراعات القومية والدينية المزمنة وهى فى الحقيقة حكومة حرب الامريكيةالذى وعد بان تكون مشروعا دائما لتغزية ا لعمليات  الحربية الامريكية  عن طريق تحويل الساحة العراقيةا الى ساحة"الحرب على الارهاب" طويلةالامد, حسب زعم الامريكى, وفى اطار هذا الضرف والوضع السياسى المأساوى المؤلم و المشحون بصراعات عقيمة ,لايبقى امام الجماهير سوى التفكير  لرصد الصفوف  والتحرك لانقلاب على الوضع القائم و فقط عن هذا طريق اى تدخل الثورى للجماهير  يمكن وضع حد للصراعات الطائفية والقومية والدينيةونحن فى الحزب الشيوعى العمالى العراقى ندعوا الجماهير, ان تنظموا صفوفهم, فى اطار (مؤتمراحريةالعراق) المنظمة ديمقراطية الجماهيرية المناهظة للطائفيةوالقوميةوالدينية وهى وسيلة الفعالة لسدالطريق امام الصراع الرجعى مابين امريكا والجماعات القوميةوالدينية المسلحة وضمان لإعادة الحيات المدنية بعيدا عن الترهات القومية والدينيةوالطائفية والالتفاف حول شعار هذه المنظمة الجماهيرية من اجل ايجاد دولةحرة غير قوميةوغير الدينية.