أنا لم و لن أنتمي يوماً إلى أي تنظيم حزبي كوردي أو غيره على الكرة الأرضية و لست إلا كوردية و لن أكون غير ذلك
رد على مقال هيستيار هوشمند
فينوس فائق

   

بالصدفة و انا خارج مكان إقامتي في عطلة قرأت مقالة لشخص يسمى نفسه هستيار هوشمند ، على ضوء مقالة لي بعنوان (المجرم المناسب في المكان المناسب..) وجهته إلى رئيس جمهورية العراق السيد جلال الطالباني ، و إن كنت أعرف هذه الأساليب و قلما تدفعني للإجابة عليها ، غير ان الي دعاني اليوم للإجابة هو عدد من الأسباب و هو : أولاً الأسلوب المليء بالغضب الذي كتب (بضم الكاف) المقال ، و تهجمه على شخص مام جلال ، تلك المسألة التي لا تخصني لا من بعيد و لا من قريب و لست بصدد الإجابة عنها ، و إن كنت فرحت بتنصيب السيد جلال الطالباني فذلك لأنه كوردي و ليس لأنه جلال أو عمر أو زيد ، هنا أود القول : لو أن المسمى هستيار وفر على نفسه ذكر إسمي في المقال و كتب مقالة مستقلة بإسمه الصريح -كما تعودت أن أفعل طوال حياتي الكتابية و الصحفية- ، حيث لم اجد حتى عنوان ألكتروني يدعم وجود مثل هذا الإسم في عالم الكتابة –كما أفعل أنا غيري كثيرون دون خوف- ، و كتب مقالة نقد في شخص مام جلال و الإتحد الوطني الكوردستاني لكان أفضل و أكثر جدوى ، و الذي أستطيع أن أقول أن مامن مخلص و مخلص حقيقي لقضية الشعب الكوردي يذكر ما ذكره صاحب المقال في مقالة عن إتهامات و كلام لا أعلق عليه ، لأن كل الأحزاب الكوردية و كل الساسة الكورد كبيرهم و صغيرهم و برغم كل هفواتهم و أخطاءهم من غير الممكن أن نقارنهم بالمجرمين البعثيين و قتلة الشعب الكوردي ، ثانياً : الأسلوب غير اللائق و الألفاظ غير اللائقة التي تم ذكرها في المقال من (هل عدنا ثانيةً إلى إطلاق الألقاب السخيفة والفارغة والي كانت رائجة في زمن البعث) ، حيث كان الأجدر إختيار ألفاظ أرقى تليق بكاتب إن كنت أصلاً كاتب ، ذلك الشيء الذي لا أقبل مجرد النقاش فيه ، لأنني لم أطلق أي نوع من الألقاب على أي شخص و إن كنت ذكرت كلمة أبي فذلك من باب الإحترام الذي أتحلى به و تعودت على إظهاره دائماً ، و لكن كل شخص يتكلم و يعبر عن رأيه بالوسيلة التي يراها هي المثلى ، ثم على اساس التربية التي تربى عليها ، فأنا نشأت في عائلة على درجة عالية من الأحترام و الثقافة و أمتلك شخصية أدبية و ثقافية لا تسمح لي بأن أذكر الآخرين بغير الأحترام ، و أظن أن شخص مام جلال يمك من تأرخ نضالي كبير و ثري ما يدفعني إلى وصفه بتلك الصفة ، ثالثاً: أنا لم أكن و لا حتى لم أقصد أن أتفحص تأريخ مام جلال يكفي أنك تعرفه أنت و ثقلت مقالتك بكلام مللنا منه ، فأنا كتبت مقالة عن مجرم هو الصفيق وفيق السامرائي ، و أظن أنني أدنت الطالباني بما فيه الكفاية في المقال..

و رابعاً: أعود إلى بداية المقال و كلامك عن مفهوم السذاجة ، و أقول لهوشمند أنني أشك أنك أساساً لديك تعريف علمي لكلمة سذاجة ، لأنك لو كنت تمعنت في مقالتي جيداً لما بدأت استهلت مقالتك بمفهوم السذاجة ، و الشعب الكوردي من أكثر الشعوب المعروفين بالذكاء و حدة البصيرة و بعد النظر على كل المستويات ، لكن للأسف وقعت أنت نفسك أو الأفضل أن أقول أنك أوقعت نفسك في ورطة السذاجة على ما أظن ، لأنك إما حديث العهد في عالم الكتابة أم أنك تخشى ذكر إسمك الحقيقي حتى لا تتعرض إلى ما لا يعجبك ...

خامساً: و في نهاية المقال يتطرق كاتب المقال إلى الأسئلةالتي كنت أنوي طرحها على السامرائي ، و يدعوني إلى طرحها على الطالباني ، أظن أن ذلك ليس المقصود بمحتوى مقالي و ما من مناسبة لمثل ذلك الحديث ، ثم يضيف (أم أن تنظيمها الديمقراطي منعها من ذلك حيث كانت وقتئذٍ صحفية الاتحاد لسان حال الأوك.) و انا أرد عليه و اقول انني عملت فعلاً في تلك الحقبة من بداية عملي الصحفي في إعلام الإتحاد الوطني الكوردستاني غير أنني لم أنتمي يوماً إلى ذلك التنظيم و لا إلى غيره من التنظيمات الحزبية ، لكن ضروف كوردستان في تلك الفترة كانت و لا تزال لحد اليوم تحتم على الصحفي أن يمارس مهنة الصحافة من خلال إعلام حزبي معين ، لكنني تخلصت و الحمد لله من ذلك التقييد منذ خروجي من كوردستان.. و أرد على كل من يردد ذلك الإدعاء أن فينوس فائق لم تكن يوماً و لن تكون عضوة أو منتمية في أي حزب كوردي أو أي تنظيم حزبي على الكرة الأرضية ، و أنا أكتب بكل حرية و لا أنتمي إلا إلى القومية الكوردية التي يعرف الكل كم أخوض الحروب من أجلها و بكل فخر أقول على كل الجبهات و خصوصاً بين الكتاب العرب الذين يكرهون الكورد و يصفونني بأنني متعصبة لصالح قوميتي الكوردية الشيء الذي يشرفني أكثر مما لو كنت منتمية إلى حزب معين ، و لا أخاف إلا من ضميري الإنساني و القومي و المهني كصحفية و لست أفرق لا بين أخضر او أصفر أو أي لون آخر ، فالكل عندي سواسية ، و الكل عندي يقاس بمقاييسي الإنسانية ، لكنني في النهاية أحمل الإحترام لحذاء كل بيشمركة دافع عن كوردستان أو أطلق رصاصة على عدو كوردستان أو إستشهد من أجل كوردستان ، أما مسألة إنتقاد المسؤولين فتلك ليست مسؤوليتي ، فأنا أوفر كل دقيقة من وقتي و كل حرف من حروفي من أجل خدمة قضيتي أينما كنت و بإستقلال عن كل حزب أو تنظيم حزبي مع إحترامي لكل الأحزاب ، و لا أضيع وقتي في النقد غير المجدي كما فعلت اليوم مع مقالتك غير المبنية على أي اساس منطقي أو علمي...

 

ألمانيا

4 مايس 2005