کاك مسعود البارزاني، تغوص في الأعماق لکنك لا تغرق*
فهمي کاکهيي
اليوم و أنتم تنالون شرف قيادة الأمة، يفتح لكم التاريخ صفحة جديدة لکي تطرزوها بثوابت سبق أن رفعتم راياتها بإصرار، ثوابت لا بد من أن تری النور و لا تبقی کشعارات قد يفسرها البعض بمزايدات سياسية لنيل مکاسب آنية. فإنكم الآن لستم مجرد رئيس لحزب کوردي، إنكم قائد أمة دخل التاريخ من أوسع أبوابه، هذا التاريخ الذي سوف يقرأ من قبل الأجيال القادمة، الأجيال التي تتمنی أن تفتخر بتاريخها کما نحن، تری ما هي رسالتکم التي تنوون أن ترسلوها إلی تلکم الأزمان التي لا تصلونها، الرسالة التي سوف تخلدکم کما أخلدت البارزاني الأب.
رسالتکم هي کل ما جاء في خطابکم التاريخي التي ألقيتموه بمناسبة تنصيبکم رئيسا لجنوب کوردستان. أنتم الآن ملزمون أمام الله و الشعب، أمام عوائل الشهداء و المؤنفلين،أمام الکورد الفيليين المظلومين، أمام شهداء حلبجة و البارزانيين و جميع شهداء الحرکة التحررية الکوردية بإختلاف فصائلها و مواقعها الجغرافية، أمام الکورد في مشارق الأرض و مغاربها، أنتم ملزمون بتنفيذ ما وعدتموه.
إنکم ملزمون بتحقيق الحرية و العدالة و المساوات بين أبناء کوردستان بغض النظر عن الإنتماء القومي و الديني و الطائفي، إنکم ملزمون بالقضاء علی الفساد الإداري و المالي و الإجتماعي، بالقضاء علی المحسوبية و المنسوبية و الطائفية و العشائرية.
فأشمروا عن ساعديكم يا سيادة الرئيس، و لکي تنالوا العلی وجب عليکم أن تغوصوا في الأعماق، إنها مهمة صعبة لکنکم أهل لها.
فهنيئا لنا جميعا بهذا اليوم التاريخي.
* تغوص في الأعماق لکنك لا تغرق.. من ديوان سيرة ذاتية لسارق النار، للبياتي (إن لم تخنني الذاکرة)
|