محاكمة
الطاغية....... وهيئة( محامون بلا ضمائر)
جلال الجباري
طالعتنا بعض وكالات الانباء عن نية بعض الرموز النكرات من امثال الرئيس الجزائري الاسبق بن بيلا والسناتور الامريكي الخرف رامز كلارك والمرتشي ومهاتير محمد ووزير فرنسي من ابطال كوبونات النفط بتشكيل هيئة دولية للدفاع عن طاغية العصر صدام,في محاولة يائسة لانقاذ رقبته من حبل المشنقة. ان الذي يدعو للاستغراب ان هؤلاء هم متهمون اصلا بتلقي رشاوى صدام في فضائح كوبونات النفط وظهرت اسماءهم والمبالغ التي تلقوها من السحت الحرام من الطاغية صدام.
ان من يتتبع سيرة هؤلاء في الامس القريب يدرك جيدا انهم كانوا في مقدمة من ساندوا الطاغية في جرائمه الكثيرة سواء ضد الشعب العراقي او ضد الدولتين الجارتين ايران والكويت.... ونحن كعراقيين نتذكر جيدا كيف كان بن بيلا ورامز كلارك يحضرون الى بغداد بمناسبة او غير مناسبة لمباركة( فتوحات وامجاد الطاغية) او يلعبون ادوار وساطة وهمية خلال الازمات بين الطاغية والمجتمع الدولي, وكيف كان يستقبلهم ويتوهم ان العالم معه ويبارك جرائمه مما كان يدفع مخيلته المريضة وارادته الشريرة الى المزيد والمزيد الغطرسة والتمادي في الغرور الاجوف......فهؤلاء اللذين يطالبون الآن بالدفاع عن الطاغية هم من يجب ان يحاكموا اولا ويحالوا الى محكمة عراقية او دولية بتهمة التستر وتشجيع مجرم وقاتل على ارتكاب ابشع الجرائم , ومن الاجدر بالمحكمة المشكلة لمحاكمة صدام ان تصدر مذكرات توقيف بحق هؤلاء والطلب من الشرطة الدولية ( الانتربول ) باحضارهم مغفورين الى بغداد من اجل محاكمتهم, وعلى اهالي حلبجة والانفال وكل ضحايا المقابر الجماعية وكذلك دولتي ايران والكويت اقامة الدعاوى على هؤلاء لانهم شاركوا الطاغية في جرائمه والتمادي فيه, فهؤلاء وكثيرين من امثالهم من مرتزقة القلم وباعة الضمير كانوا يشكلون جيشا من الابواق المأجورة والمروجة لجرائم الطاغية واضفاء صفة عربية واسلامية ودولية على جرائم الطاغية, وكانوا يشكلون سفراء غوبلزيين للطاغية , فاي ضمير حي لدى هؤلاء المرتزقة المعدومي الضمائروبائعي تأريخهم السياسي وتأريخ شعوبهم التي صنعتهم , حتى يسمح لهم ان يمارسوا اشرف مهنة قانونية الا وهي الدفاع عن المتهمين,انهم ببساطة قد فقدوا كل اهلية تمكنهم من الاضطلاع بمهمة الدفاع, ان من مات ضميره أصلا لا يصلح ان يكون مدافعا عن احد ناهيك عن طاغية مثل صدام.... ......معلوم ان الطاغية لم يكن بمقدوره ان يتوغل في جرائمه لولا مديح وثناء هؤلاء الذين لعبوا دورا قذرا ايضا في ايهام البعض من شعوبهم والرأي العام العالمي بالدور ( الريادي للقائد الضرورة في حركة التحرر العربي والعالمي)..... ان هؤلاء يصرحون جهارا بان الطاغية لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد!!! وان الوضع الجديد والحكومة المنتخبة ليست شرعية وبالتالي فان المحاكمة اصلا غير شرعية ....وكأن وصول صدام الى السلطة بمغامرة ومؤامرة دنيئة هي الشرعية ... وكل عراقي يعرف كيف وصل البعث و لمرتين الى الحكم وكيف كان حكمهم الفاشي ......اين كان هؤلاء حينما كان المدة الفاصلة بين اعتقال واعدام الزعيم عبد الكريم قاسم اول رئيس لجمهورية العراق ساعتين فقط......
ان كل الشرفاء والمضلومين في العراق ينتظرون بفارغ الصبر ذلك اليوم الذي يشهدون فيه محاكمة الطاغية وانزال عقوبة الموت الذي يستحقه بجدارة ....الشعب العراقي لا يشك ابدا بان صدام يجب ان ينال القصاص العادل وهو عقوبة الموت, فهذا مثبت في كل الشرائع السماوية وحتى اكثر القوانين الوضعية التي تعاملت مع مجرمين على شاكلة صدام( هذا اذا كان التأريخ شهد مجرما آخر بقساوة وبشاعة صدام) قد لفظت كلمتها الحق والفصل بحق المجرمين والقتلة....ان ما يدور في مخيلة كل انسان عراقي شريف نال ما نال من جرائم صدام وآثارها هو كيف يجب ان يموت هذا الطاغية .. حتى ان كثيرين من العراقيين يعتبرون حبل المشنقة او الرمي بالرصاص اسلوبا رحيما لموت الطاغية ...... الا يستحق ان يذوق الموت مرا كما اذاقه للملايين من ابناء شعبنا الابرياء..... ويتسائل اهل المقابر الجماعية والانفال ...الا يستحق صدام ان يدفن حيا كما دفن مئات الاوف من اطفالنا ونساءنا وشيوخنا...مثلما يتسائل اهالي ضحايا حلبجة الا يستحق صدام ان يوضع في قفص زجاجي كغرف الغاز في امريكا ويسقى بنفس السموم التي سقاها لاطفال ونساء ورجال حلبجة الشهيدة.....في مخيلة كل انسان عراقي مظلوم طريقة معينة وسيناريو معين يتمنى ولو بينه وبين نفسه ان يشهد فيها نهاية الطاغية واتباعه من المجرمين بحيث يموت موتا بطيئا يشفي غليلهم , ومنهم من يتمنى ان يوهب قدرة الاله في التعامل مع صدام في يوم القيامة مع اهل جهنم , بحيث يحيى ويموت كل يوم ويتجدد عذابه الى ابد الآبدين .....فكيف يتجرأ هؤلاء النكرات من بائعي الضمير والقيم ان يطالبوا بالدفاع عن الطاغية وانقاذ رقبته من حبل المشنقة وامامهم وامام العالم صور حية لملايين الضحايا من ابناء شعبنا المظلوم...... صدق من قال ....اذا لم تستحي افعل ما تشاء....
|