التحالف الشيعي الكوردي
خوش جمعية وخوش احباب
قيس قره داغي
بدأ اعتذر من المطربة العراقية المشهورية المرحومة سليمة مراد باشا حيث استعرت من اغنيتها عنوانا لمقالي ، ومطلع الاغنية تقول ( خوش جمعية وخوش احباب جرح البكلبي ما طاب ) ، فلم اجد اعبر منها لامنيتي ومشاعري وفرط تفائلي ازاء التحالف وما سيقدمه للعراقيين ، ولكن بعض الساسة المسيسين من وراء الحدود افسدوا على الضحية لذة ان تبتهج بنجاتها من لسعة سوط الجلاد ، فاصبحنا نردد مع كورس المغنية ( جرح لبكلبي ما طاب ) . جكومة الدكتور ابراهيم الجعفري التي تشكلت بعد طول اخذ ورد و لعبة جر المطالب والمساومات ومطها ، لم تكن بافضل من سابقتها الحكومة الوقتية للدكتور اياد علاوي ، حيث يمكن تشبيه ولادتها بالولادة القيصرية النادرة التي تخلف وليدا مشوها او ميتا ، والعجب ان رئيس الحكومة وفر للمتآمرين حك المصائد والمكائد للنيل من الحكومة فكانت باكورته فضيحة القسم ، اذ اقسم الرئيس ان يكون غادرا لشريك امسه في المعارضة وشريكه الان في تشكيل الحكومة الاتلافية ، فاقسم على المحافظة على وحدة اراضي العراق ( حق يراد منه باطل ) ، تكاد ان تكون العبارة هذه مصطلحا خاصا بالعراق ، حيث يقولها الكوردي ويقصد بها رفع تهمة الانفصال على عاتقه ، ويردده التركي والايراني والسوري خوفا من انفصال الكورد من العراق وتشكيل دولته في ارض آبائه واجداده وثم تنتقل هذه ( العدوى ! ) حسب فهمهم ونظرتهم الى باقي اوصال كوردستان ، وكما يرددها الامريكي والاوروبي والاخرين وكل له فيها مقصد ، ونادرا ما نسمع هذه العبارة عندما يدور الحديث عن بلدان أخرى . بعد قنبلة القسم التي اعيد اليها مسمار امانها بعد ايام وتم ترديد القسم على مضض ثانية وهو يحمل حلم العراقيين هذه المرة ( العراق الفدرالي والديمقراطي ) ، رمى عمار الحكيم نجل السيد عبدالعزيز الحكيم والعضو البارز المسؤول في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية قنبلته الموقوتة الثانية عندما صرح بتصريح استفزازي بحق وضع كركوك الكوردستانية ، ولم يكن تصريحه هذا فريد من نوعه فقد سبقه الشهرستاني بتصريح مماثل وقد ذهب عمار بنفسه الى تركيا ( لطمئنة !) الطورانيين من وضع كركوك ، فموضوع سفرة الحكيم الى تركيا وثم تصريحه ايضا يثيران اكثر من علامة استفهام في مخيلة الفرد العراقي سواء كان هذا الفرد شيعيا او سنيا ، كرديا او عربيا ، مسلما او من الديانات العراقية الاخري في العراق الموزايكي ، حيث ان الحكيم ومن المفروض انه يمثل الفكر والرأي الشيعي في العراق والشيعة مع هذه الدولة الطورانية على طرفي نقيض من عدة اوجه ، حيث انها دولة علمانية لم يرضى بانيها مصطفى كمال اتاتورك حتى المواصلة باستعمال الحروف العربية الاسلامية وحزب عمار حزب اسلامي ، وان تركيا المتمثلة بالدولة العثمانية التي حكمت المنطقة مدة ( 600 ) عاما اضطهدت الشيعة في العراق اظطهادا ربما فاقت بكثير اظطهاد البعث لها ، وربما سائل يسأل ، وما علاقة تركيا العلمانية الحالية بالدولة العثمانية التي كانت تمثل الخلافة الاسلامية ؟ فأقول ، اذن لماذا لم تقدم هذه الدولة العلمانية اعتذارا للارمن الذين فقدوا مليون قتيل ابان المذابح التي ارتكبتها الدولة العثمانية عام 1915 وحتى عندما طالبت المانيا الاتحادية من خلال مجلس برلمانها تقديم الاعتذار ، بل قاومت تركيا تلك المطالبة بالتهديد لقطع علاقتها مع المانيا ، فلماذا لم يطالب هذا المسؤول الشيعي تقديم الاعتذار للشيعة عن الاظطهاد الذي لاغبار على صحتها بدلا من تقديم التطمينات الى تركيا ، اعتقد ان هذا هو من صلب واجبات الرجل وهو يتبوء منصبا سياسيا وليس من شأنه ان يتصرف كدبلوماسي وهو لا يحمل حقيبة دبلوماسية في الخارجية العراقية ، ومن الناحية الاخرى كان على الرجل ان يتذكر كوردستان والثورة الكوردية كحليفة استراتيجية للمجلس الاعلى وكون كوردستان بوابة للمجلس لممارسة المعارضة الفعلية على الارض في الامس القريب وقبل هذا وذاك كان عليه ان لا ينسى مواقف جده المرجع الشيعي الاعلى السيد عبدالمحسن الحكيم رحمه الله ازاء الكورد وكيف يثمن الكوردي فتوته التاريخية بعدم جواز قتل الكوردي الذي افتاها قبل اكثر من اربعين عاما ولا زال الكوردي يثمن موقفه عاليا في كل مناسبة وحسينية السيد الحكيم ماثل وشاهد حي في السليمانية السنية يحكي وفاء هذه الامة لمن انصفه . لم يلبث دخان قنبلة عمار الحكيم ان يختفي في سماء العراق المكهربة والمكفهرة الا وان اكتشف الملئ عبوة وزارة الداخلية الناسفة التي سرعان ما ابطل مفعولها ، حيث عممت هذه الوزارة كتابا غريبا من نوعه ومغزاه بأحالة قائمة من 250 ظابطا و مرتبا من الكرد في مديريات شرطة محافظة كركوك ، وطبعا الكل يعرف مدى فاعلية هؤلاء الساهرين على سلامة المحافظة حيث لا يمر يوم الا ونقرأ خبرا عنهم بافشالهم لمخطط تخريبي والقاء القبض على المجرمين ، فبدلا من مكافئتهم يتم الاستغناء عن خدماتهم !! اليس الاجراء هذا توطئة واضحة لتنفيذ مخطط الارهابيين السفلة باشعال نار الحرب الطائفية والعنصرية التي لاتخدم الا الارهابيين ومصدري الارهاب المعروفين في المنطقة ؟ ينتظر الفرد الشيعي العراقي من زعاماته وقياداته ان يكونوا اهلا للقيادة وان لا يفرطوا بالاشقاء والاصدقاء والاعوان في سبيل خدمة الجار والمجرور فنكاد ان نسمع انين ضحايا المقابر الجماعية التي ضمت جماجم الكوردي والشيعي في حفر وشقوق واحدة من هول ما يحدث من الاخطاء التي نتمنى ان لا تتطور اكثر وان لا تتكرر بعد الآن ، والفرد الكوردي يتأمل من هذه الحكومة حنكة واخلاصا ووفاءا وان لا تتمادى اكثر في اخطائها كي لا يترحم سارق الاكفان مضظرا ، ويتأمل الفرد السني من هذه الحكومة ان لا تكون كالعراق عند تأسيسه من قبل فيصل الاول عندما همش الدور الشيعي في المشاركة في الحكم والذي استمر ثمانون سنة ، وكما يتمنى التركماني والصبي والايزيدي والكلدوارمني والاشوري والكاكائي والشبكي وكل فرد عراقي ان يكون دوره محترما وكرامته مصانا ومعتقداته موضع احترام ، فجرثومة الارهاب يسري لتخرب العراق من الالف الى الياء فلا تشغلونا بما يلهينا عن مكافحتها جزاكم الله .
|