صفحات مجيدة 
  
شه مال عادل سليم

              

                                                                                                www.sitecenter.dk/shamal

 

تحل قي شهر حزيران 2005 ذكرى مرور  12  عاما على تأسيس الحزب الشيوعي الكوردستاني ..... و لكن لا يقتصر تاريخ نضال الشيوعيين الكوردستانيين على هذا التاريخ فقط ! بل هو التاريخ النضالي المشرف نفسه لحزب الخالدين﴿ الحزب الشيوعي العراقي﴾ و الذي تأسس في ۳۱ ∕  ۳ ∕  ۱٩۳٤...

لقد ولد تنظيم الحزب الشيوعي في كوردستان كضرورة طبقية و وطنبة ملحة وكنتيجة حتمية لتنامي مستوى الوعي السياسي للجماهير الكوردستانية، حيث اعلن عنه ولأول مرة باسم الفرع الكوردي للحزب الشيوعي العراقي وذلك وفق النظام الداخلي  للمؤتمر الوطني الاول للحزب، المنعقد في عام  ۱٩٤٥... و كان لهذا الفرع الحق في وضع برنامج و نظام داخلي خاص به.  ومن ثم تحول الفرع الكوردي الى فرع كوردستان لحين انعقاد الكونفرنس الثالث للحزب الشيوعي العراقي  في عام ۱٩٦٧ بقرية  داربه سه ر وفي بيت  الرفيق على محمود،   حيث أستبدل الفرع الكوردستاني  ﺒ لجنة اقليم كوردستان و تم  تثبيت ذلك في النظام الداخلي و بعدئذ اقراره  في المؤتمر الوطني الثاني للحزب الشيوعي العراقي  في ايلول  ۱٩٧۰. وعقدت  لجنة الأقليم  كونفرانسها الاول في ايار  ۱٩٦٦ في قرية  كليته الواقعه بين قريتي ﺪﻩرﮔﻪله و وه رتى  وفي احضان جبل كاروخ الشامخ  وبحضور اعضاء لجنة الاقليم و الكوادر المحلية البالغ عددهم  ۳۳  ثلاث و ثلاثون رفيقا و انتخبت لجنة جديدة للأقليم على اساس الترشيحات الفردية و تكونت الهيئة من الرفاق عادل سليم و احمد كريم و رؤوف حاجي قادر و مصلح مصطفي و شيخ علي البرزنجي و احمد باني خيلاني( ابو سه رباز) الذي انتخب سكرتيرا لها .

في حزيران عام  ۱٩٦٩ انعقد المؤتمر الاول لاقليم كوردستان في قرية  ﺪﻩرﮔﻪله و ساهم فيه حوالي الخمسون من الكوادر الحزبية، حيث اكتسب اقليم كوردستان خصوصيته في اقرار برنامجه و تم تخويله صلاحيات اصدار صحيفة ناطقة باسمه و كذلك البيانات و الدراسات، لكي يمارس دوره الفاعل في تحقيق اهداف و طموحات الشعب الكوردستاني .

اهتم الحزب الشيوعي العراقي بالمسألة القومية و خاصة قائده الكفوء الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف  فهد الذي أعار اهتماما كبيرا بالقضية الكوردية بكون الكورد يشكلون القومية الثانية في العراق ... و لهذا الغرض طالب الحزب بعد كونفرنسه الاول عام  ۱٩٤٤  بتشكيل منظمة شيوعية خاصة بالشعب الكوردي في كوردستان العراق باسم الفرع الكوردي للحزب الشيوعي العراقي و منحها حق اصدار صحيفة باللغة الكوردية... و في ضوء هذا القرار صدر العدد الاول من جريدة  ئازادي  (الحرية)  في نيسان  ۱٩٤٥  و تابعت الصحيفة صدورها بصورة سرية الى ما بعد ثورة  ۱٤  تموز المجيدة وثم أبصرت النور  بصورة رسمية بتاريخ ۱ ⁄ ٥ ⁄  ۱٩٥٩ وتواصل حضورها الى يوم اغلاقها في عام  ۱٩٦۰  .

وساهم الحزب الشيوعي  العراقي مساهمة فعالة في تطوير الصحافة الكوردية في العراق و اغنائها بمختلف الجرائد و المطبوعات الدورية السرية و العلنية ... فكانت  ئازادي اول جريدة كوردية يصدرها حزبنا الشيوعي العراقي والتي لعبت دورا مشهودا و بارزا في توعية الجماهير الكوردية الكادحة و نشر الافكار الماركسية اللينينية ليس فقط في كوردستان العراق  بل وفي كوردستان ايران و تركيا ايضا . وعلى سبيل المثال، حينما تعرضت عشيرة  جوانرو  في كوردستان ايران في الخمسينات الى حملة شرسة من قبل نظام محمد رضا البهلوي، دافعت ئازادي بكل وضوح عن هذه العشيرة وأصبحت لسان حال العمال و الفلاحيين و جميع المضطهدين من شعب كوردستان وخدمت هذه الصحيفة المناضلة في ذات الوقت الادب و الفن واهتمت بالتراث الثوري لشعب كوردستان .

يقول الرفيق العزيز ملا حسن عنها مايلي ׃– استطيع القول ان جريدة ازادي كانت الجريدة الكوردية السياسية اليومية الاولى انذاك من حيث اهتمامها بقضية شعب كوردستان . اتذكر ان الجريدة اصدرت عام  ۱٩٦۰  عدادا خاصا بمناسبة ذكرى تاسيس جمهورية كوردستان قي مهاباد و تم ارسال مئات النسخ من هذا العدد الى كوردستان ايران سرا تعاطفا و تضامنا مع ابناء شعبنا الكوردي هناك ...

كما حرصت الجريدة كثيرا على المحافظة وترسيخ الجمهوريه العراقية الفتية باعتبارها مكسبا عظيما لشعوب العراق بعربه و كورده و قومياته الاخرى .و حينما تسلم الرفيق سلام عادل قيادة الحزب شعرنا ان وضع الحزب قد تغير باتجاه سيادة الشرعية و الحياة الحزبية الطبيعية و توحد الحزب بعد ان حلت منظمة (راية الشغيلة) نفسها و انضمت الى صفوف الحزب و اعيد بناء المنظمات من جديد و توسعت بشكل ملحوظ وخاصة بعد الكونفرانس الثاني للحزب ... واعتقد بان الحزب قد طرح افضل دراسة علمية ومستفيضة وعلى ضوء الماركسية –  اللينينية لقضية الشعب الكوردي، محددا فيها بوضوح "مرحلة حركة التحرر الكوردستانية"، و رفع الحزب ولاول مرة شعار الحكم الذاتي لكوردستان، مؤكدا على ان هذا الشعار مرحلي و الهدف النهائي هو حق تقرير المصير للشعب الكوردي .

صحيح بان الحزب رفع شعار استقلال كوردستان في عام ۱٩۳٥و صحيح ايضا بان الرفيق فهد كان قد عالج في مقالاته القضية الكوردية و كتب عنها الرفيق بهاءالدين نوري أيضا و لكن ما طرحه الكونفرنس الثاني كان اكثر عمقا وضوحا ..

وقد اهتم الحزب الشيوعي العراقي بالمسالة القومية وخاصة في فترة قيادة الرفيق الخالد فهد وثمة وثيقة منشورة في عام  ۱٩۳٥في جريدة (كفاح الشعب) لسان حال الحزب الشيوعي العراقي تتضمن الدعوة لاستقلال كوردستان ... و من هذا المنطلق بدأ نشاط الحزب الشيوعي العراقي بين الشبيبة الكوردستانية و كان الرفيق الخالد (الملاشريف الاربيلي الملقب ﺒ  فؤاد) اول رفيق كوردي حضر المؤتمر الاول للحزب  الشيوعي العراقي المنعقد عام  ۱٩٤٥ ... وقد لعب الرفيق ملا شريف دورا بارزا في اصدار جريدة ئازادي قي الاربعينات . كما ايد الرفيق الخالد فهد حركة البارزانيين عام  ۱٩٤٥... وعند اعلان جمهورية مهاباد  عام ۱٩٤٦ ارسل الحزب وفدا من الشيوعيين الاكراد لزيارة مهاباد  دعما للجمهورية الفتية .

ويقول الشاعر الثوري احمد دلزار ׃– ظهر شعار "حق تقرير المصير للشعب الكوردي"  كمانشيت في العدد الاول من (كفاح الشعب) الجريدة المركزية الاولي للحزب الشيوعي العراقي الصادرة في اواخر تموز عام ۱٩۳٥ وتم لاحقا التعامل مع هذا الشعار حسب المراحل التاريخية، واصدر الحزب الشيوعي العراقي في عام  ۱٩٤٥  بيانا ساند فية انتفاضة بارزان بقيادة مصطفى البارزاني وتضمن إدانة شديدة للحكومة العراقية  اداة الامبريالية البريطانية، ودافع الحزب عن الثوار وفضح الهجوم الوحشي للجيش العراقي المساند بالطائرات الحربية الانكليزية ووزع هذا البيان بشكل واسع في بغداد ... وبهذا الموقف اعتبر الحزب الشيوعي العراقي اول حزب سياسي في العراق يساند انتفاضة بارزان في تلك الفترة .

وفي الكونفرانس الثاني المنعقد في ايلول ۱٩٥٦ ازاح الحزب الستار عن الكثير من القضيا الرئيسية وكانت القضية الكوردية احداها ...  وتناولها الرفيق جمال الحيدري أيضا ... فأشار الكونفرانس الثاني الى الطريق الصحيح والصائب للنضال، طريق الاعتراف المتبادل بالحقوق المصيرية ومشروعية طموحات ومطالب الشعب الكوردي والشعب العربي نحو التحرر والوحدة القومية، طريق الكفاح المشترك ضد الامبريالية .

وبعد انقلاب الثامن من شباط المشؤوم عام  ۱٩٦۳ انضم حزبنا الشيوعي مباشرة الى ثورة ايلول و احرز حينئذ انتصارات عظيمة في معارك ( سه ر ى به ردى  وسه رى حسن ﺒﮓ  ومعركه هندرين  العظيمة و الشهيرة )،  حيث الحق ﭙﯿﺷﻤﻪرﮔﻪ الحزب الشيوعي وخلال ساعات معدودة هزيمة نكراء باللواء الرابع و تعقبوا فلولة المنهزمة الى داخل معسكر  ره واندوز  وجاءت اتفاقية  ۲٩ حزيران عام ۱٩٦٦ كنتيجة مباشرة لتلك المعركة التي قصمت ظهر الجيش العراقي .

وبعد جريمة القصف الكيمياوي على مدينة هه له بجه و ضواحيها لعب حزبنا دورا مؤثرا في قرار تشكيل الجبهة الكوردستانية وانتخاب المجلس الوطني الكوردستاني وتشكيل حكومة اقليم كوردستان و ملء الفراغ الاداري الذي خلقتة حكومة البعث في كوردستان .

فلكل الاسباب التي ذكرناها أنفا ولاسباب اخرى عديدة اصبح نضال الشيوعين الكوردستانيين أكثر رحبا من ذي قبل ولذا وبقرار من الحزب تحولت منظمة اقليم كوردستان التابعة للحزب الشيوعي العراقي بتأريخ  ۳۰  حزيران  ۱٩٩۳ الى الحزب الشيوعي الكوردستاني – العراق ...

و بهذه المناسبة النضالية الهامة  والقريبة على قلوبنا نتذكر شهداءنا ورفاقنا الراحلين بخشوع ومنهم الرفاق الابطال ﴿﴿  فهد  وسلام عادل وجمال الحيدري وملا شريف اربيلي ونافع ملا يونس واحمد غفور وعمر عارف قاب ره ش وعبدلله ﮔﻮران وعبدالواحد نوري وسعيد بامرني وكاكه ى فلاح  وابو ﮔﺎطع وزكي خيري وعدنان البراك وحسن عوينة  وابو سعيد وعبد المجيد الونداوي وحميد رشيد ومصطفى عبود ود صفاء الحافظ  ﴾﴾   وعدد اخر من الشهداء والاحياء، الجنود المجهولين في الصحافة الكوردية السرية و العلنية ... وبالاضافة الى الرفاق الذين سبق ذكرهم استذكر ايضا دور الشاعر الكوردي الثوري المعروف ﴿﴿  الاستاذ احمد دلزار والاستاذ الدكتور عزالدين مصطفى رسول والاستاذ هاشم كؤﭽﺎني والاستاذ احمد رجب والاستاذة  ئه ستيره والشاعرة  د  سامية ﭽﺎوشلي والاستاذ كمال غه مبار   والشاعر رفيق صابر والاستاذ اسو كريم والاستاذ عبدالكريم شيخاني والاستاذ جلال دباغ  والاستاذ احمد حامد  والاستاذ على مكتبه  ﴾﴾ و  جنود مجهولين اخرين انارو الدرب للسائرين عليه بمشاعل كلماتهم و كان لهم دورا ثقافيا مؤثرا من خلال نشر كتاباتهم في الصحافة العراقية و  الكوردستانية  !

فلترفرف عاليا راية نضال الشيوعيين الكوردستانيين من اجل الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية !

 

    كوبنهاكن

 2005-07-01