البرلمان الكوردستاني و مارثونه التاريخي بالموافقة على مسودة الدستور.
هيوا عوني   

   

منذ واكثرمن شهرين من المداولات والمناقشات المستمرة والجولات المكوكية بين الحزبين الرئيسين في كردستان.من اجل التوصل الى حل مرض للشعب في توحيد الخطاب الكوردي في مواجهة  الهجمات التي تحول جاهدا في تمزيق وحدة الصف الكوردي ومراهنة اعدائه على كسب الوقت من خلال توسيع الهوة بين طروحات الحزبين الحليفين الرئيسين في كوردستان. وتذليل المعوقات التي تهدد توحيد الادارة الكوردية في هذه الظروف الحرجة. وعدم اجبارالتحالف الكوردستاني المفاوض على التنازل من ثوابته التاريخية التي بنيت على دماء الشهداء، والتي تسببت في خراب وتدميرآلاف من القرى والمدن الكوردستانية، واليوم وبعد سفر الوفد الكوردي الى بغداد لمناقشة المطالب العادلة  للشعب الكوردي، تعلن في بغداد وفي غضون اسبوعين عن اتفاق كل الاطراف السياسية  على مسودة الدستور الدائم للعراق كجمهورية اتحادية وتحاشي ذكر كلمة الفيدرالية لاقليم كوردستان.مع تثبيت اللغة الكردية كلغة رسمية الى جانب اللغة العربية فيعموم العراق، مع دمج البيشمركة في تشكيلات الجيش الجديد، واعتبارها ميليشيا وليست كقوة نظامية مدافعة عن حدود كوردستان. و من يطلع على المسودة المقترحة سيصيبه حتما الاحباط والياس .و من سكوت الوفد الكردي المفاوض على تلك البنود المجحفة بحق الكورد وتنازله الكثير من اجل التوصل الى صيغة التوافق في كتابة الدستور ولكن على حساب مستقبل الشعب الكوردي . ولم تشير تلك  المسودة لا من قريب ولا من بعيد ذكر اقليم كوردستان، وكما نوه بذلك الدكتور نوري طالباني العضوالمستقل في البرلمان الكوردستاني من ابرز عيوب الدستوران حق التقرير المصيرللشعب الكوردي الذي لم يذكره مسودة الدستور العراقي اعترف به معاهدة سيفر سنة 1920 اي قبل ا85 سنة " واضاف بان تاجيل حل قضية كركوك الى نهاية عام 2007 وعدم الاعتراف بان العراق دولة متكونة من شعبين على اساس الاتحاد الاختياري واعطاء صلاحيات واسعة للمركز وتهميش الاقاليم والمحافظات. ونوه الدكتور جبار قادر الى ذكر عيوب تلك المسودة المقترحة ،في اغفالها لمسألة

لحق تقرير المصير،-بان الخلل الاكبر في المسودة المقدمة يتمثل في عدم ذكر الكورد كشعب  وامة مستقلة عن العرب ، وكردستان كوطن ملحق بالعراق وتجاهل حق تحرير المصيرللشعب الكردي في الدستور لم يذكر الكورد الا مرتين في الديباجة في حين ذكر التركمان ثلاث مرات، ورد اسم اقليم كردستان في مادتين فقط—وتاخير البت في  مصير قلب وقدس كوردستان كركوك الى بداية عام 2007 ، وكما اكد على ذلك التاجيل القيادي الكوردي الاستاذ نوشيروان مصطفى  في حديث مقتضب لتلفزيون كوردسات، وتاكيده على وحدة العراق ومحاولة التحالف الكوردستاني الى الوصول لصيغة توافقية سريعة مع الاطراف العراقية الاخرى!.  ولا ندري ما الذي حمل ان يغير هذا القيادي من نبرة خطابه واشاراته الدائمة في كتاباته وتحليلاته التاريخية  لاخطاء قادة وزعماء الكورد اثناء  نضالهم من اجل استقلال الكورد. وتاكيده المستمر بان الكورد لا يمكن ان ينخدغوا مرة اخرى بالوعود الداخلية من دون ضمانات دولية واقليمية. واين موقع قدس وقلب كوردستان من المسودة المقترحة. فاليوم وبعد استلام البرلمان الكوردستاني في اربيل ومناقشته للبنود المتعلقة بالشعب الكوردي، وجدنا في ساعات محددة وافق اغلب الاعضاء في البرلمان على تلك البنود المجحفة، من دون اي اعتراض،او تحفظ، بالرغم من تلميح رئيس البرلمان امام الاعضاء المجتمعين تحت قبة البرلمان القبة المزينة ببريق دماء وتضحيات الشعب عبر كفاحه الطويل. من اجل تثبيت حقوقه في الدستور، وننقل نص ما تناقلته وكالات الانباء وما جرى من مناقشات في البرلمان الكوردستاني في جلسة استثنائية للبرلمان في الموافقة على مسودة الدستور.---

وهكذا افتتح السيد عدنان المفتي رئيس البرلمان الجلسة "لا اعتقد ان التحالف الكردستاني استطاع تثبيت كافة مطالب الشعب الكردي في هذه المسودة الا انها مع هذا جاءت بالتوافق بين جميع الاطراف وفيها العديد من المواد التي تعبر عن طموحات شعب كردستان العراق."

ومعلنا  في  نهاية الجلسة: بان السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق بعث اليه رسالة من بغداد وصف فيها مسودة الدستور بأنها "إنجاز كبير." وقال "البارزاني ذكر في رسالته انه بالرغم من وجود نقاط في هذه المسودة لاتنجسم مع طموحاتنا الا انه انجاز كبير لنا في هذه المرحلة وبعد اجراء المناقشات عليها اتمنى ان تقدموا مقترحاتكم حولها ودعمها."

وقرار اعضاء البرلمان الكردي في نهاية الجلسة بالاجماع الموافقة على المسودة. وان ارسال برسالتي تأييد من البرلمان الكردي الى كل من الزعيمين الكرديين جلال الطالباني ومسعود البارزاني.

هذه المسودة التي لا تحمل بين طيات بنودها اية بنود تدعو للفرح والابتهاج، غير اللف والدوران والغموض.  ويكفينا ان نستقرأ  تلك اللعبة الخطرة من الديباجة .وما صرحه الدكتور نوري طالباني لجريدة هاولاتي صحيح  بان ديباجة الدستور كتبه رجل دين شيعي".  والمثقف والاكاديمي الكردي المعروف جبار قادر اكد هو ايضا ل هاولآتى بان القلق يساور الكرد والعراقيين الاحرار بشان الدستور المقدم الى الجمعية الوطنية لما تضمنته ديباجته من مفاهيم دينية ومذهبية لايتناسب مع قيم العصر ومبادىء الديمقراطية الحديثة . ولا ادري مالذي حمل اذن الوفد الكوردي في تمرير تلك المؤامرة لحرمان الكورد من تثبت حقوقه في الدستور، وسر تهافت قادتنا  الكرام في بناء العراق من جديد، العراق الذي تهدم يوم سقوطه في نيسان 2003 واحتلاله بشكل رسمي من قبل القوات الامريكية والبريطانية، وضياع  كل الفرص التاريخية من ايديهم . والبكاء على وحدة الاراضي العراقية، والمساهمة الجادة في اعادة الجيش العراقي، مع التغني بالاخوة العربية الكوردية، متناسين ما عمل ذلك الجيش من دمار وخراب في حروبه الطويلة مع الشعب. فالعتب ليس على ممثلينا  بل العتب على ابناء الشعب الكوردي، الذي ادلى بصوته في الداخل والخارج من اجل تامين مستقبل كوردستان،ولا اعتقد بان الشعب سينخدع مرة اخرى في الانتخابات المقادمة بتلك الشعارات البراقة والخطب الرنانة، ولا بالتصريحات الفارغة، بالامس القريب هدد رئيس الاقليم  والمتصف بالرزانة والمصداقية وبعدم المبالغة بان  هناك خطوط حمراء لا يمكن لاية جهة او قوة من تجاوزها، ولن يمكن المساومة على حقوق ومكتسبات دماء شهداءنا وتبقى  كركوك مدينة كوردستانية ، ولقد توسمنا فيه كل بشائر الاصرار في ارجاع كركوك لحضن كوردستان في خلال شهور وليس في بداية 2007 وماان سافر على رئيس الوفد الكوردي الى بغداد ، لم نرمنه غير استقباله للدكتور الجعفري، وتوديعه للشيخ الياور ومصافحة خليل زادة، وملاطفته مع علاوي ،و صالح المطلك ورفاقه، والكلام حول رئيسنا مام جلال ودوره في تقريب وجهات الطرف الفرقاء كالاخ الكبير، فلشعب الكوردي يتساءل في سره ما دهى هذا المحنك السياسي والقائد التاريخي من اكثار  استقباله لوجهاء تكريت والانبار، وزيارته  للسيد الحكيم، واشادته لبطولات قوات البدر ، ونعيه  بعبارات الاسى في ذكرى استشهاد محمد باقر الحكيم. وامره بتشيد حسينية كبيرة في السليمانية مجاملة للمجلس الاعلى، ونسيانه تمسك النخب الشيعية في يوم الانتخابات،بفتوى السيد السيستاني، وعدم حساب عواقب تلك الحسينية المشيدة في السليمانية، بانها كيف ستكون بعد قرن كموطئ قدم للصراع المذهبي  في المنطقة، ولا ادري هل نسينا  بان لنا ايضا فيالق من الشهداء من خيرة قادتنا  وكوادرنا الحزبية والعسكرية؟، ولم نسمع  يوما ما بان اخواننا القادة في النجف ولا في بغدادقد ذكروهم  حتى في ايام ذكرى حلبجة او الانفال، افلا يكفينا كل هذا التواضع عدم الاعتبار من مآساة الماضي ومن اجتماعات دول الجيران. فنذكر الرئيس البارزاني اذا كان ناسيا تعهده امام البرلمان يوم ادائه لليمين للممثلي الشعب، بان يصون كوردستان ويحافظ على حدودها، ويعيد العزيزة كركوك الى حضن كوردستان . ونتساءل لماذا كل هذا الاصرار الامريكي في انجاز الدستور في هذه العجالة،ولماذا الغياب المتعمد لبقية الدول الاوروبية في محاور الاجتماعات.والسر الدفين من حضور زلماي زاد الدائم في كل جلسة ومناقشة للدستور، وتهديد اي طرف مخالف للرغبة الامريكية أليس هو هذا الرئيس الامريكي بوش يهدد المجلس السني الرافض للدستور المقترح بان عليهم الاختيار بين العيش في مجتمع حر أو العيش وسط العنف· ورد المتحدث الرسمي باسم المجلس صالح المطلك على بوش بكل غضب وتعال وغرور''ان العنف الذي نعيش فيه جلبه لنا بوش لذلك نرجوه ان يخلصنا منه''، ان ما يشهده العراق من قتل وذبح وسيارات مفخخة هي من نتائج الاحتلال الاميركي مع ضوح الآثار السلبية للضغط الامريكي على الاطراف المجتمعة في الرضوخ. ونتساءل من قادتنا الكرام لماذا كل هذا الابتزاز الامريكي من اجل التنازل عن الكثير من حقوقنا القومية و مطالبنا المشروعة؟، ولا ادري ماذا كسبنا نحن الكورد منتلك الصداقة الوليدة مع امريكا، غير كيل الاتهامات الباطلة بالعمالة والتبعية الفارغة لامريكا، وكم كنا نتمنى لو كانت هذه العلاقة مع امريكا وفق مصالحنا القومية، وليست وفق منظور المصلحة الامريكية الآنية. فهاهي  اليوم تركيا والسعودية والكويت والاردن وقطروصلت علاقاتهم العتيدة مع امريكا حد العظم ولم ينبس يوما ما قادتهم ولا ساساتهم بتلك العلاقة الوطيدة ببنت شفة. مع الوجود الامريكي الكبير في منطقة الشرق الاوسط، ولم نقرأ يوما ما تصريحاعلنيا او تلميحا في وسائل اعلام تلك الدول للثناء على تلك العلاقة الاستراجية مع امريكا. ول نسمع في يوم من الايام  ناطقا رسميا في الاعلام الرسمي الامريكي فوّه باسم كوردستان غير مصطلحشمال العراق، وموقفها من مذابح صدام للكورد في بداية الثمانينات من القرن الماضي وقصفه لمدينة حلبجةبالاسلحة الكيمياوية، علىمرى ومسمع امريكا صاحبة العديد من الاقمار الصناعية الدقيقة وعلمهم بالصفقات السرية للاسلحة الفتاكة للجيش الصدامي المنحل في قتله للشعب العراقي.ونوجه عتبنا الكبير والعريض للسادة اعضاء البرلمان الكوردستاني. بانهم باي حق صوتوا على تلك البنود!، ومن خولهم بالتوقيع. وان التاريخ سيحاسبهم، في تقصيرهم بحق الوطن والشعب، كنا نتوقع بانهم  سوف يغادرون بناية البرلمان، ويرفضون مثل تلك الاملاءات ،او يقدموا المقترحات البديلة كاضعف الايمان، وان تصويتهم برفع الايدي ذكرونا من جديد  ببرلمان العهد الملكي والصدامي.وكنا نعول الى الامس القريب  على اعتراضاتكم ومداخلاتكم وتصريحاتكم للقنوات الكوردية، ولم نسمع منكم غير  الموافقة على هذه المسودة المشوهة.. فنطلب من كل القوى التقدمية والنخب الواعية والمدركة في كوردستان ، ان يعترضوا على تصويت البرلمان ومساءلة ممثلي الشعب  في حالة عدم كشفهم  لظروفو ملابسات ذلك التصويت السريع والمفاجئ للشعب. بعد اعتراض الشارع الكوردي على تلك المسودة.. ونحن بانتظارردود تلك الاقلام النزيهة والحرة واصحاب الافكار النيرة للتصدي لذلك التصويت السريع، وعدم قبول تلك البنود الغامضة والمحبطة للامال الكوردية الكبيرة.