فيدرالية البعث (صالح المطلق نموذجا)
صفوت جلال الجباري   

   

ان من مفارقات القدر ومن سخرية الاحداث الدرامية في العراق بعد سقوط الطاغية  ان يرجع بعثيوا الامس وبدون حياء وخجل بفرض شروط على القيادات الكوردية  المطالبة بالفيدرالية ,حول نوعية وكيفية وشروط هذه الفيدرالية وكأن هذه القيادات قد نزلت لتوها من معاقلها في جبال كوردستان متوجهة الى بغداد التي يحكمها الحزب العفلقي ودخلت في تفاوض معها للمطالبة بحقوق شعبها وكما حدثت مرارا ابان حكم البعث الفاشي .

 فقد سمعنا يوم امس الشروط التي طرحها(  الرفيق صالح المطلق) العضو البعثي البارز والواجهة الجديدة للبعث لما بعد صدام ,  ان هذه الشروط ما هي الى التكرار الساذج والعنصري المتغطرس لرؤيا  البعث لحل المسألة الكوردية ,وقد سبقت لهذه القيادة البعثية ايام صدام ان طرحت نفس هذه الشروط ولو بصيغ اخرى على القياداة الكوردية والتي رفضتها بكل اباء وشموخ رغم  الفارق الكبير آنذاك في موازين القوة و القوى..... ومن اهم هذه الشروط واكثرها مدعاة للاستغراب ان لم اقل السخرية ايضا هو اعتبار الفيدرالية  الكوردستانية قرارا عراقيا وليس خيارا كوردستانيا حرا تم تثبيتها قبل اربعة عشر عاما من قبل برلمان كوردستان المنتخب..... اوليس من المضحك الآن ان يطالب البعض بان تطرح مسألة فيدرالية كوردستان في الجمعية الوطنية العراقية ووجوب استحصال اصوات ثلثي اعضاء تلك الجمعية( التي لا يمثل فيها الكورد اكثر من 20% في احسن الاحوال) حتى تكتسب الشرعية وتصبح مقبولة بنظر الرفيق الساذج (صالح المطلق) ومن يفكرون مثله حتى من قبل بعض القيادات الشيعية ( الحليفة) ,فنتيجة التصويت معروفة مسبقا ولا داعي اصلا لاجراء هكذا استفتاء, ولذا نصت قوانين الامم المتحدة فيما يخص حق تقرير المصير باستفتاء الاقلية العرقية وليس القومية السائدة, والا لما استطاع اي شعب من التمتع بهذه الحقوق ابدا ... فكيف يطلب من الكورد ان يشذوا عن القاعدة المعروفة للجميع والخافية على الجهلة من ( البعثيين والعنصرين الآخرين  من غيرهم).

ان المفروض ان يستحصل الرفيق صالح المطلق اولا علىموافقة الشعب العراقي في التحدث وادعاء تمثيل اية جهة كانت حتى ولو كانت سنية, او ليس عارا على ممثلي الشعب العراقي  من الكورد والشيعة ايضا اليوم  ان يسمحوا لهذا البعثي المعروف بالجلوس معهم الى طاولة المفاوضات  للتباحث حول الدستور العراقي لنظام سيؤسس في العراق ,دستورا الغرض منه اصلا هو تجاوز الآثار المدمرة للاتجاه والفكر الذي يمثله صالح المطلق وليس تكريسا هذا الفكر المدمر مجددا؟؟؟... اي تناقض هذا الذي يحدث في العراق اليوم....انا اتحدى صالح المطلق ان يخرج في اية فضائية او وسيلة اعلام ويعلن برائته من حزب البعث بل اتحداه ان يدين ما قام به البعث طوال فترات حكمه المظلم, اتحداه ان يدين جرائم الانفال والقصف الكيماوي لمدينة حلبجة وجرائم المقابر الجماعية ضد الكورد والشيعة.....وكيف له ان يفعل هذا  وهو من المشاركين في انقلاب 17 تموز المشؤوم ومن الذين كانوا من مسؤولي الاتحاد الوطني من عام 1967 ولغاية  1971 في كلية الزراعة وعضو فرقة ابو غريب للبعث الفاشي للفترة نفسها وبقي مخلصا للحزب وعضو بدرجة عضو شعبة  لغاية يوم سقوطه,اولم  يكن هو ذلك الطالب الفاشل الذي تم تعيينه معيدا في الكلية المذكورة وارساله لبعثة دراسية الى انكلترا ليرجع حاملا شهاذة الدكتوراه في هندسة البيئة !!! وشغل منصب امين عام مجلس البحث العلمي لفترة من الزمن لغاية استغلاله لمركزه الحزبي في تأسيس اكبر شركة زراعية في العراق( شركة ارض الرافدين الزراعية) مستغلة مئات الآلاف من الاراضي الزراعية في مشاريع الخالص والوحدة والرضوانية واصبح ابن القرية الفلوجية الفقير ( والفقر ليس عيببا) من اكبر اغنياء العراق والذي كنت ولا تزال ثروته الحرام تعد بملايين الدولارات.

 

لا ادري كيف يسمح مناضلي الشعب العراقي المعروفين بنضالهم الدؤؤب والدموي ضد نظام كان (صالح المطلق) احد اركانه بالسماح له بالتحدث وبهكذا صفاقة عن حقوق شعب دفع انهارا من الدماء لاسقاط النظام الذي كان يضمه وآخرين من مجرمي البعث , في الوقت الذي يدرك كل عراقي  ان البعث لم يكن فقط صدام حسين وجلاوزته المقربين , بل البعث كان ولا يزال المصنع والفكر الذي صنع صدام ومن الممكن جدا ان يصنع غيره من العنصريين والشوفينين وها نحن نجد انفسنا امام نموذج بعثي من امثال ( صالح المطلق ) ولا ندري اي من الوجوه الكالحة الاخرى سيخرج لنا غدا  او بعد غد وباطروحات اكثر عنصرية وشوفينية مادام مظلومي الامس لم يتعضوا بدروس الماضي الاليم وسمحوا للبعث ان يتسلل من شباك  الفرقة والتشذرم وضبابية الطرح السياسي وهزالة الاداء التنفيذي.